أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - عاش جمال عبدالناصر














المزيد.....

عاش جمال عبدالناصر


عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3692 - 2012 / 4 / 8 - 00:13
المحور: الادب والفن
    


منذ أيام قليلة , ذهبت الى قريتنا فى محافظة الشرقية كى أرى أهل لى لازالوا على قيد الحباة , وقمت بزيارة قبرى أبى وأمى , وقرأت الفاتحة وبعض الصور التى أحفظها , أعتقادا منى كما علممونى فى الكتاب وأنا طفل صغير وأيضا وأنا فى المدارس , بأن قرأة القرأن تصل الى روح الميت , وأبى توفى وأنا طفل فى الرابع من العمر وأمى توفت وأنا شاب بعد أن تزوجت , طبعا قرأت القرأن وأنا على يقين بأن قرأتى لم تصل الى روحيهما لآن الروح تصعد الى السماء كما تعلمنا , والجسد الذى دفن بالقبر لم يبق منه شئ حيث أصبح كالرماد ولا يوجد منه سوى الذكرى التى نحملها فى قلوبنا وأذهاننا .

بالطبع كان لزاما على أن أزور أقرباء لى لازالوا على قيد الحياة ومنهم عمتى التى لازالت على قيد الحياة وهى من مواليد 1913 بالتمام والكمال , ولاحظت أن صحتها على ما يرام وتتكلم وترى ولكن جسمها نحيل , تحدثت معها عن أمور شتى فهى عاصرت أولاد محمد على باشا الذين حكموا مصر وتسببوا فى ديونها , وضيعوا الكثير على ملذاته وأغداقهم بالمال على الآنجليز الذين ساندوهم فى أرهاب شعب مصر , عنتى لا تشتكى من أى أمراض وسألتها عن سبب طول عمرها وطبعا مسكت الخشب لآنها تخاف من الحسد , وعشان أرضيها بكلمتين وتكون راضية على دعوت لها بطول العمر وتعيش لما تشوف أحفاد أحفادى , فضحكت وقالت لى باواد طول عمرك مجامل .

قالت أنا طول عمرى ما أكلت المحشى , قلت لها لماذا المحشى بالذات ياعمه , فالت لآن المحشى بيعملوه من الآرز وأنا لم أكل النشويات نهائيا , طيب يا عمه إزاى أنت عايشة , قالت معظم أكلى على اللون الآخضر , وضحى لى لو سمحتى , قالت أى عود أخضر فهو حبيبى , كمان أنا أشرب الحليب يوميا ويكون محلوب من البهيمة توا وفى الحال , لا أحب أكل اللحم , فإذا أكلته أشعر بأنى كالحيوان المسعور , فأكل اللحوم صفة من صفات الحيوانات فلا نتشبه بهم , قلت لها إذن أنت نباتية من الطراز الآول , قالت أنا لا أفهم ما تقوله يا ولدى ,

سألتها عما يضايقها ويزعجها هذه الآيام , قالت لى أنها نعيش فى حالة من القلق النفسى بسبب ما تسمعه من أخبار سيئة بأعتداء الآعداء على أرض العرب وبناء القواعد , وحزنت حزنا شديدا على ما حصل وجرى بالعراق , وما يحدث فى سوريا , وفى فلسطين , وكان نفسهها تزور فلسطين العربية لآنها من فلسطين فى الآصل من بلدة جينين , ودعت الله أن يفك أسر فلسطين من أيادى الطغاة الغاصبين .

قلت لها ما رأيك فيما يحدث الآن , قالت يارب يخلى لنا جمال عبد الناصر , قلت لها يا عمتى جمال مات من زمان , قالت وفى عينيها السخرية , ياإبن أخى ألم تعلم بأن جمال لا زال يحكمنا ولا زال أحكامه ماشيه علينا . . . ياه ما أروعك وما أعظم فلسفتك وعلمك فى السياسة , فعلا أنت أعلم منا بالأمور السياسية , , أعتقد بأن عمتى لازالت تعتقد بأن الديكتاتورية لازالت فينا والسجون والمعتقلات التى أخترعها نظام عبدالناصر وأمتدت لمبارك وحامى نظامه العدلى لازالت باقية فى أركان الوطن فسياسة القمع والقهر أمتدت لسنوات طوال .

أدركت فى نهاية مقابلتى مع المرأة العجوز أنها أكثر وعيا وإدراكا منا نحن الذين تعلمنا فى الجامعات , أدركت أن الذين يدعون القومية العربية هم أبعد الناس عنها , لآن كثير من الزعماء الذين مروا علينا وماتوا أو سجنوا , إنما كانوا أكثر قساوة وأكثر ديكتاتورية مع الشعوب التى ذاقت الأمرين من سجونهم .




#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا شائكة ( السرقة )
- إنى أشفق عليك يا إمرأة
- ماذا نريد من الفن ؟
- يا زهرتى لاتلوميننى فأنا إنسان
- قضايا شائكة ( الخلافات الزوجية )
- التعليم فى البحرين بتقبيل قدم المعلمة
- تضحيات أم
- ست الحبايب
- صناع الخوف
- إنى أعذرك يا إمرأة
- الكذب خيبة
- رسالة الى شهيد غزة
- فى غزة مات شهيدا فرع الصبار
- قضايا شائكة ( الخيانة الزوجية )
- الحب وعلاقته بالغضب
- كلمات من ذاكرة النسيان
- مصر غنية بثرواتها
- قضايا شائكة ( المحلل )
- الغزو البشارى للشعب السورى
- بشار يغتال براءة الآطفال


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - عاش جمال عبدالناصر