أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - عيشة الفتى














المزيد.....


عيشة الفتى


عبد العاطي جميل

الحوار المتمدن-العدد: 3691 - 2012 / 4 / 7 - 06:51
المحور: الادب والفن
    


كأنه ،
هو ،
من أشعل ذبالة صمت في كأس رفضه ، وانزوى يشرب وحده زلال عشق عتيق .. يقرأ ديوان صعاليك نبلاء ...
كأنه ،
هو ،
من أعلن انتماءه لشجر في حبوه ، وروى خيوط أمل بعطر السؤال .. لا جواب في جيوبه الخجلى .. تكفيه طفولة خيمت في عروقه ، وطيبوبة على ورقه المقوى ، وقفة ظنون يتكئ عليها ، كلما شده حنين إلى نفسه الأمارة بالمحبة .. في خلوة ابن عربي ...
كأنه ،
هو ،
من راهن على كوخ فصاحة .. مذبوحا إلى حبيب يمضي .. وضيفا على أسرار بلاغة بعبق طرائد القصيد .. لا يعود إلى خيبة خيمته إلا فاتحا حصالته ، يعدد حروفه التي لا تشبه الأبجدية الأبدية ...
كأنه ،
هو ،
من أربك قوارب صمت في مستنقعات الوطن الزاهية .. من سطر حركات وسكنات على أديم عشق لحظة العناق .. لحظة السكر .. في حانة أبي نواس ...
كأنه ،
هو ،
آدم ، الذي سمى الأشياء ، وشيء الأسماء .. وكتب ، ثم صدق ، وصلى ، لمن أحب هذا البهاء ...
كأنه ،
هو ،
من أفتى في براري خلوته عيشة الفتوة خارج نواميس الفرح .. من راود زوابع القصيد ، وما أملاه جموح الرؤى .. لكن ، ما أنصفه الليل وما ناجته نجوم طوالع كما تشتهي خطاه .. في معلقة لبيد ..
هو ساهر ، سامر ، يربي نقاءه بمويجات عناد ، وصخب صمت . يرمم قرى أساطيره في رسالة الغفران . ربما أورق في ثقوب حزنه برعم اللقاء . فآخى عماه ...
كأنه ،
هو ،
ينادم خياله ، وخليلات في غرف مفروشة بالأخطاء النحوية الجميلة ، التي تغيظ ، وتسيء سدنة الكلام ...
كأنه ،
هو ،
كأنه ،
هو ،
من أشعل القبلات في تاريخ الثورات النائمة ، من أضرب عن الركوع في صالات استقبال من نجوم خمسة ، من أضرم نار العصيان الجميل في التراكيب اللغوية المسكونة بالهذيان والبكاء على أفول الأصنام ...
كأنه ،
هو ،
من يتسلق دور الصفيح ، يوقظ جدار انتظارات باضت .. ويحرض على الأناشيد في شوارع الخذلان ...
كأنه ،
هو ،
في بذلته الخنثى ، يوهم التماسيح بخضرته ، وشلل نظرته كلما أجل صيحاته ، أو تريث في زرع أسئلة جديدة في حياض التناسي .. لا يساوم ظلال المرحلة ، سلال المهزلة ، ولو جاعت قدماه كل الفصول .. في عينيه استعارات اتقدت ، وتشابيه مخضبة بطين الرغبة ، وغبار الحقول ...
كأنه ،
هو ،
من يقول : " الشعب يريد ... " و " كل شعب لا يريد ، لا يعول عليه .. " و " كل غضب لا يزيد ، لا يعول عليه .. " .. ويرسم لوحاته شفافة ، بماء الشوق ، بألوان تجيء من رحم الكدح ، فرشاته لا تشير بأصابع الرضى لمواكب البيعة ، والرعاية ، فريشاته مواطنة ، تستوطن فضاءات العراء .. تدفئ ارتعاشات البسطاء ، فيعلو سقف المطالب والتمني في ديوان المواجع ، وإيوان الفواجع الحبلى بالأسرار ...
كأنه ،
هو ،
لم يك يوسف كي يقول " معاذ الله .. " حين هيتت على دم القصيد .. فانفرطت حبات الرغبة في جسده الموشوم بالنسيان .. كتبت آياتها على ورق توت ، يجاري نبضها في المد والجزر .. قد كان بحرا ، وكان قاربها الغرير، يتلظى على حافة غوايتها .. ولم يك يحيى كي يأخذ كتابه بيساره ، بقوة موجها يحيا في مقامات اللقيا .. لن توصفه الأسماء ، لا الأشياء على عتبات السفر إليها .. فالطرق إليها مطرز بالوشايات والوصايا ...
كأنه ،
هو ،
يشبهني ، حين يجالسني على مائدة الصمت ..
يبادلني أعطاب الوطن ..
يقاسمني خبز القصيد ..
ويعاتبني كلما ساومت حزني ..
وسلمت خطوي للانتظار..
فلا يصالح ارتداد صوتي خارج تاريخ البسطاء ...

أبريل 2012



#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوارت الربح شعر بالعامية
- سخاء نبيذ
- عزف انتظار
- حالة انتظار
- في ذم الطغاة ... نلتقي ..
- نتشابه
- عشبة النقاء
- الرابع أو الخامس
- كن رصاصا
- لم تدر أنها ...
- مرات أبكي
- هل يحق ... ؟
- حارس الصمت أو توأم المجاز
- أبجدية أخرى
- هكذا تكلم الشاعر آية وارهام : لازلت حيا
- و إنما رمت ..
- مراقي الظن
- مسودة الحزن
- نتواطأ ونتباكى ...
- فبراير جديد 2012


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - عيشة الفتى