أم الزين بنشيخة المسكيني
الحوار المتمدن-العدد: 3690 - 2012 / 4 / 6 - 23:26
المحور:
الادب والفن
لا طعم للموت ...
جاءت تحمل الغيمة في يديها ..
و تطلب نجما تمنّع عن حاجبيها ..
اعتباطا ..
جاءت تخبّئ في جفنيها
سماءا من الحلوى ..
حدّقت بعيدا ..
و النهر الصغير يعدّ لها
قصة جديدة ..
ماذا ستصنع بالقصيدة ؟ ..
و تعاتبها الغيمات
النائمة في سراديب الشرق
البعيدة ..
تُعاتبها الغيمات على هذا النهار
الذي يتلكّأ في القدوم
الى أنامل الورد ..
و أتعبتها الأغاني الجديدة ..
تُعاتبها الغيمات ..
القادمة سهوا من الشرق ..
على كلّ الأكاذيب القديمة ..
"لماذا لا تنسي أنّك صرت وحيدة .."
لا طعم للموت ..
و لا حرج على القاتل بصدفة سعيدة ...
و أتعبتها الحكايات ..
و السماوات ..و الخفافيش الكئيبة
يُعاتبها الشرق و يسكن قلبها
غصبا ..
و تسقط في أياديها القصيدة ..
يُعاتبها الشرق
لأنّها لم تعشق الرحيل
الى الصحراء ..
و تنسى السفرجل كل يوم
معلّقا بين الفقه و الرقص ..
و حين يصادرون الطفولة في روحها
تبيت شريدة ..
و يضحك الاعراب ثانية
كلما صار الحرف مقصلة
و مكيدة ..
لا طعم للموت ..
يومئذ ..
و لا فاصل بين من احترق عشقا
و من رحل مع الأمواج ..
و لم يترك لأمّه ..
غير بصماته ..
وحيدة ..
يومئذ قال نجم صغير للعناقيد
التي أزهرت خطأ ..
" سوف أنسى ..
أنّي راحل
في ذاك النهار ..
سوف أنسى ..
أن أسكن جسمي ..
سوف أنسى ..
أنّي مُتّ على هذا الجدار ..
لن أسكن اسمي ..
بعد اليوم ..
لن أحكي موتي لأحد ..
لن آتي ثانية
الى هذا البلد .."
و تعاتبها أسمائهم
لأنّها جاءت حيثما ماتوا ..
و لأنّها وصلت بعدما رحلوا ..
و لأنّها تُحملق بحروف بليدة ..
و تُعاتبها أحلامهم ..
لأنّها تكتبها..
حيثما تصمت الدماء ..
و تظلّ وحيدة ..
تسأل عن يوم القيامة ..
متى يزهر الياسمين بلادا سعيدة ؟
من سيرسم وردا و بستانا
من سيجوع قبل موته ..
من سيحرق الحمامات
قبل وصول البصمات
الى دفاتر الحكومات المبيدة ؟
#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟