بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 3690 - 2012 / 4 / 6 - 16:24
المحور:
الادب والفن
قصة حب عادية جدا للصدفة فيها دور كبير:The Touch1971
(الاتصال) يعتبر فيلما محايدا تماما The Touch فيلم
في مسيرة مبدعنا الكبير أنغمار بيرغمان بطريقة وأسلوب للسرد مغير تماما لما عودنا عليه،متناولا قصة حب عادية جدا للصدفة فيها دور كبير،على نمط وشاكلة الأفلام الأمريكية التي تدعى بالرومانسية مستخدما نفس الحبكة والأسلوب والطريقة لهذه الأفلام مع الخلفيات وحتى الموسيقى التصويرية، بعيدة جدا عن عوالم خاصة ألفناها عند بيرغمان لنرى الخريف والمناظر الطبيعية الخلابة وموسيقى هادئة حنونة ولغة إنجليزية سهلة وبسيطة لحوارات الفيلم ليكون الفيلم برمته عبارة عن استراحة فعلية في مسيرة بيرغمان مرت بسلام من دون أن تثير أي مشاكل،دون أي حاجة إلى تأمل أو تفسير أو تفكير طويل وعلى العموم فالاستثناءات كثيرة في مسيرة بيرغمان الابداعية.
(بيبي أندرسون-كارين) تموت والدتها مع أول لقطة في الفيلم لتتعرف على دافيد في المستشفى لتبدأ بينهما قصة حب عنيفة وعابرة لا تحتوى على أي اشكالات قصصية ولا حتى فنية،فدافيد يختصر الطريق على كارين الأربعينية عندما يصارحها بالحب،وهي متزوجة من الطبيب أندريا (ماكس فون سيدو).
هناك حب يبدأ من أول نظرة على وقع موسيقى هادئة ورقيقة،يختار لها بيرغمان فصل الخريف ليخرج فيلما خفيفا للغاية في قصة تسير وفقا لمسارها الطبيعي من بداية وحبكة ونهاية،ولا يوجد إهدار كبير للعواطف فيها لتبدأ القصة بدراما تسير تدريجيا نحو الميلودراما.
إن كان هناك شيء يستدعي التحليل فهو دافيد الذي لديه دافع جنسي كبير في حب كارين،ويطلب منها أثناء الممارسة عدم النظر إليها وهنا نبدأ بالتساؤل هل هو يعاني من الفراغ العاطفي؟
المثير للاستغراب أن ماكس فون سيدو بطل بيرغمان الأثير والذي أعطاه بيرغمان أقوى الأدوار وصنع معه أفضل وأقوى وأشهر أفلامه على مدى تاريخهما السينمائي المشترك يبدو مهمشا جدا في الفيلم.
سينتهي الفيلم بفراق منطقي،وسيقحم بيرغمان بطريقة غير عفوية بل في تقرير واقحام غير مقنع بعض الاسباب-التي بالعادة لا يكشف عنها بيرغمان بهذه السهولة-التي قد تساعد في فهمنا لشخصية دافيد المتقلب المزاج،العنيف أحيانا والهادئ أحيانا أخرى،فهو قد حاول الانتحار ذات مرة في الماضي وهو يعاني من العصاب كما إنه الذكر الوحيد الذي عاش بين أسرة أستأصلتها تقريبا النازية.
قد تكون هذه القصة جميلة،ومن دون الحكم عليها فلو كان بيرغمان من هذه النوعية من المخرجين-لو كانت كارين أصغر قليلا لربما صح أن نقول أن الفيلم موجه إلى فئة المراهقين-لما تميز أبدا كمخرج عظيم تربع على عرش السينما العالمية عند غالبية النقاد.
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟