أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم النبريص - ومضات(2)















المزيد.....

ومضات(2)


باسم النبريص

الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 14:21
المحور: الادب والفن
    


سَيَلان
أن تحمل جثةً طريّة وتعبر ليل الأزقة. هكذا أفعل أنا أيضاً مع "حياتي". أضعها على هذا الكتف مرة, فتقع .. وعلى الكتف الثاني أخرى, فتنزلق. وفي الحالتين, على مرّ الليالي, أجدها تسيل مكومةً تحت قدميّ, أو .. تحت أقدام العابرين. لا شك أنه شيءٌ مزعج. لكنه أيضاً, شيءٌ يمكن أن يتعوّد عليه البني آدم .. مثل الرشح, حتى أنه غالباً ما يتغاضى عنه, وكأنه لم يحدث.

درَد
حتى لو كانوا في العشرين. يهرم المرء, حين يفرغ فمه من الخيال.

حال
انتهى زمن اللذائذ. تبقّت السيجارة, وأحياناً: المخيّلة.

نداء
الله, مع توالي السنين, يتساوى والشيطان. والتاسعة صباحاً, تصبح مع توالي السنين, كالتاسعة مساء. وعلى البرجوازي الصغير أن يلحق نفسه, وإلا سيضيع في فوارق التوقيت.

غزارة
"الإنتاج الغزير إساءة اجتماعية "تهمس جورج إليوت. لكن يبدو أن صوتها لا يصل لبعض العرب, وذلك لثلاثة أسباب: أولاً: لأنها تهمس. ثانياً: لبعد المسافة. ثالثاً, لأنّ العرب, وكاتب هذه السطور منهم, لا يسمعون حتى من صارخ.

أنواع
يطيب لي آن آخذ الحياة كمأساة, فيما غيري يأخذها كنكتة. ثمة نوع ثالث: من يأخذونها كسندوتش سريع على الواقف.

تحولات
يا عم! ظلّوا يقولون لنا: فلسطين .. فلسطين, حتى كرهناها. واليوم, نحلم بختم الشنغن على الجواز, كما تحلم جداتنا الفقيرات بزيارة الكعبة.

كرامة
لا ينفع أن تكون كلبَ دنيا وأديباً معاً. يا هذه يا تلك. وليس في الأمر إنشاء عن الزهد, بل تأكيد على كرامة الإنسان, التي لا يستقيم أي صنيع محترم بدونها, فما بالك الأدب؟

نمط
عشت حياة التّأمّل, منذ الخامسة عشرة, حتى ليل الناس هذا. والحق أنّ هذا النمط من العيش, أورثني سوداويّة عميقة, صارت طبيعة ثانية (بل أولى) لي. طبيعة اكتشفها زملائي من حولي, ولم تخفَ حتى على الجيران والمعارف البسطاء. فهل الخطأ في نمط عيشي هذا, أم فيّ؟ لا أعرف. لكنني اليوم, قرأت شيئاً للكاردينال "جان غِرسين", يقول فيه: "إن لحياة التأمل أخطارًا عظيمة، فإنها عادت على كثير من الناس بالسوداوية أو الجنون". هو يقصد التأمل الديني والتبتّل, فكيف وصل علماني مثلي لذات النتيجة؟ يبدو أنّ الخطأ فيّ وفي طريقة عيشي معاً. فاللعنة على الاثنين! اللعنة, لأنّ الأوان قد فات, لتغيير أحدهما أو كليهما.

هزل
لا تخلو مأساة في تطرّفها من طابع هَزَليّ. منذ اكتشفت مبكّراً هذه الحقيقة المُرّة, وأنا غير مرتاح بالمَرّة. صرت أخاف من نفسي: أحذر وأنتبه أكثر. فليس من الميسور أن تشارك في تشييع جنازة شهيد مثلاً, وترى ما يفعل المشيّعون, أو الوقوف بجانب جيران قُصف بيتهم, فأصبح أثراً بعد قصف, ولا ترى ذلك الطابع يبقّ لك فجأة من قاع المصيبة. الطابع الهازل, الذي هو من صناعة البشر, وفي رواية أخرى: من أصل الوجود.


حلم
أحلم أن أنتقل من الجغرافيا التي تتعامل مع مفهوم الزمن كسهم أفقي يظلّ يلفّ ويدور في محيط الدائرة, إلى الجغرافيا التي تتعامل معه كسهم عموديّ منطلق دوماً للأعلى. يعني: من زقاق في حارة منسية بخان يونس, إلى جادّة جانبية في بروكسيل أو هونولولو.

لولو
على ذكر لولو, لدينا جارة يدلعونها لولو. وهي ليست أسوأ من الآخرين على الإطلاق, لكنّ زوجها طلّقها بسبب خوفها من العتمة. ما إن تنقطع الكهرباء, حتى تشعل الشموع: شمعة من قعر شمعة, كالمدخّن الخرمان, حتى تجيء الكهرباء. في بداية المسألة, كان زوجها يشتري لها الشمع بالشيكل أو الشيكليْن, أو حتى الثلاثة. ولما تفاقمت الأزمة, صارت لولو تصرّ أن يشتري لها الشمع بالجملة: أي بالكرتونة. ولما كان زوجها مستوراً مثلنا, أو أقلّ قليلاً, فقد تعب من الأمر, ثم في مرحلة تالية, استنجد بأهلها, كي يردعوها عن هذا التبذير. فلما تفاقمت الأمور أكثر, وصرنا لا نحظى بالكهرباء غير خمس ساعات في النهار والليل كله, جُنّت لولو, وجنّنت زوجها, فلم يجد بداً في الأخير من طلاقها. إرتحتْ يا خوي! خازوق وانشال عن راسي. يقول لي, ويلعن النساء ذوات القلب الخفيف والإيمان الخفيف. مسكينة لولو. إنها واحدة من ضحايا العتمة, التي لم يعرف بمأساتها غيرنا نحن جيرانها الأقربين. واحدة تشبه تماماً ذلك المذكور في الأمثال, يرقص على السلّم في العتمة. فمن يدري به؟ المسكينة من يدري بها?

انبساط
الواحد مبسوط كتير في اليومين هذول. صارت الكهرباء تجيء 4 ساعات كاملة في اليوم. الأمر الذي يساعد في أن ينجز المرء أعماله الكاملة. دون تقاعس, أو دون الاعتماد على أحد غير العضل. وهي لا غرو معجزة يتمتع بها شعبنا العظيم من قديم: أن يتكيّف حتى لو رموه في جحيم أكحل.


أكاذيب
على مشارف الأربعين, أو قبلها بليلتيْن, أجاني الهاجس: أكاذيبي الثلاث الكبرى, طالت أكثر مما يجب. طالت حتى أفسدت حياتي. اكتشاف متأخر؟ ما حيلتي! واليوم, حين أرى الأسطوانة تتكرر, مع أجيال جديدة بريئة, أحزن وأكتئب. فما دفعنا ثمنه عمراً بأكمله, لا أتمنى لمن يأتي وراءنا أن يسفح عمره وراءه.
إنها يا إخوان, محض أكاذيب, حتى لو كانت من عيار: الله, الوطن, العائلة.


ولادة
يولد المفارِق من خوف البشري حيال مجهوليْن: مجهول الذات ومجهول الموضوع. مجهول الداخل ومجهول الخارج. ولكَم ربح أناس وأثروا من هذا الحدث: ولادة المفارق. لكنّ البشرية بعمومها وأغلبيتها, خسرت, وفي حالات, تكبّدت أفدح الخسائر. واليوم _ يا له من أمر حسن _ تحاول أوروبا العجوز, مراجعة هذا الموضوع, وتفنيده ووضع إدعاءاته تحت الكشّاف العلمي والفلسفي. فمتى تحذو حذوها الخالتان آسيا وأفريقيا؟ متى يصل الصدى لبعض الأعارب؟

حقيقة
حتى لو كنت ذا مزاج متساهل, فإنّ هذا لا يمنع من قول ما أظنّه الحقيقة. والحقيقة أنّ بلاداً, تمتد من المالح إلى المالح, ويوسف القرضاوي فيها نجم, وله شور وقول, هي بلاد بعوّض عليها الله.

أنين
"كل شيء في هذا العالم حسن لا ريب فيه. وذلك مع الاعتراف بإمكان الأنين قليلاً مما يحدث في عالمنا روحاً وبدناً".
فعلاً يا كنديد! خاصة في دولة متقدمة مثل غزة. ومع أناس ملتحين يعرفون الله بشكل ممتاز. فيراعونه كما يجب. غيرش بس أنّ الواحد يئنّ, قليلاً, على سبيل الذكرى, والتعاطف مع إخوانه في الأرض, هنا وهناك في الصومال ومجاهل بورتيريكو.

بهجة
مرعب كسكّير يشاغب في طائرة. هذا الإظلام الذي يحطّ ويغطّ على أمّ عينك فجأة, فلا تعرف أيهما من إصبعيْك هو السبابة وأيهما – ولا مؤاخذة - الإبهام. تتطوّح كما كفيف مستجدّ, في أبهاء الغرفة, ببطء ببطء, مخافة أن تصطدم رأسك بحائط, أو شيء من هذا القبيل. ومع أنّ الأمر في غاية الكرب, لأنه طال, إلاّ أنّ الحق يجب أن يقال أيضاً. فأنت لا تنسى أبداً تلك البهجة النادرة, التي تلفّ جميع أعضائك, وليس الرأس فقط, حين تصرخ كأطفالك: (إجت الكهربا!). هيه راحت الكهربا, وإجت الكهربا! فيا لها من إثارة ويا لها من حياة مشرقة بالحماس أيها الغزّيّون!

إعجاز
[الحنجرة عضو التكلم، طولها خمسة سنتمترات وعرضها كذلك، تقع في مقدمة الرقبة بين البلعوم من الأعلى والقصبة الهوائية من أسفل وأمام بداية المريء. تتكون من تسعة غضاريف (ومنها الغضروف الذي يطلق عليه تفاحة آدم وهو أكثر بروزاً في الرجال منه عند النساء) ومن عضلات، وحبلين وهما الحبال الصوتية لونهما أبيض، والعضلات مغطاة بغشاء مخاطي، تتحرك الغضاريف بواسطة الأربطة والعضلات فتبعد وتقرب الحبلين الصوتيين أثناء الشهيق والزفير وكذلك أثناء البلع أو الكلام.
تقسّم الحنجرة إلى ثلاثة أقسام وهي منطقة الحبال الصوتية، ومنطقة فوق الحبال الصوتية متصلة بالبلعوم، ومنطقة تحت الحبال الصوتية متصلة بالقصبة الهوائية. تتداخل وظائف الحنجرة بين الكلام والتنفس والسعال والبلع، (لذا فهي تشترك مع جهازي التنفس والهضم)،تمنع دخول الطعام والسوائل إلى القصبة الهوائية بواسطة إغلاق باب الحنجرة(اللسان المزمار) أثناء البلع وفتحه أثناء التنفس والكلام، لذا تعد الحنجرة بوابة الحياة، ومن وظائفها المهمة،الكحة، فالكحة هي محاولة طرد المخاط أو الأجسام الغريبة من المسالك التنفسية.]

فكيف يا رجل ستسكّر نيعي وتقلع حنجرتي, وفيهما كل هذا الإعجاز؟



#باسم_النبريص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفون في المحرقة
- ومضات
- 13 نصاً
- مبسوط ومطمئن
- تأملات في الوردة
- تأملات في -المكتبة-
- 4 نصوص
- -خيانات اللغة والصمت- : كتاب يفضح النظام السوري
- خزعبلات سعدي يوسف: غليون ويزبك عملاء لساركوزي
- قصيدتان
- (جوّال)
- (نار)
- (قتل)
- اليوم, سُحقت جورية في درعا
- قصائد قصيرة (الأخيرة)
- قصائد قصيرة (7)
- قصائد قصيرة (5)
- قصائد قصيرة (6)
- قصائد قصيرة (4)
- قصائد قصيرة (3)


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم النبريص - ومضات(2)