علي الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 3686 - 2012 / 4 / 2 - 18:32
المحور:
الادب والفن
حين يفترقان
علي الخياط
تمتد بينهما مساحة العذاب وتكبر,تسحب اليها ماشاءت منهما,تمنحهما القدرة على تذوق الالم,ولاترضى بطريقة مماثلة لتذوق السعادة.
قدرهما ان يفترقا ,كانت تريد الحضور الدائم في روحه.وكان يريد لها البقاء على قيد الانسانية بدلا من التيه في صحراء الوحشة والإنفراد بالالم الى مالانهاية.
هي الان تستعد لالم مختلف .بعيدا عن حبه الذي كانت تريد الاحتفاظ به لكنه لايجرؤعلى وضعها في دوامة لاقرار لها وكان يريد ان يمنحها شيئا من السعادة دون ان يتجاهل فكرة انها قد تصاب بالحزن والى الابد لانها لاتتصور الحياة بعيدا عنه ودليلها دموعها التي تفيض بين حين وآخر تتلمس طريقا في اخاديد وجنتين ابتلاهما الحب بالاسى والحسرة.هو الاخر يبحث الان عن مكان ينزو فيه ليكون وحده مع الذكرى..
ذكرى تلك الصورة وذلك الوجه (الملائكي)الذي طالما تلمسه بيديه ونظر اليه بحنان وكان يعتقده لايفارق الابتسام ,وتنم تعابيره عن فرح لاينقطع,ويالخيبته فهو وجه بدأ منذ الان يستقبل وفود الحزن ويقيم سرادق الاسى وينصب خيمة الوحدة بذاته المكلومة.
هو لم يعد ينظر للحياة كما كان .تغيرت الامور كثيرا منذ اللحظة التي عرف فيها ذلك الوجه,وتلكم العينين الواسعتين اللتين تغنى بهما الشاعر على جسر الرصافة وقال متولها حائرا:
عيون المها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث ادري ولاادري
اعدن لي الشوق القديم ولم اكن سلوت
ولكن زدن جمرا على جمر.
تلك السارحة في مخيلته والتائهة في عوالم سحر لاينقطع هي الان ترحل رويدا.
لم يعد يفكر سوى في طريقة لاسعادها وهي بعيدة ,فالقدر قرر فراقهما .
وكلما مر بذكراها قرأ عبارة على جدران الروح( حين يفترقان)
#علي_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟