المنتدى الإجتماعي الاوروبي..... على طريق عالم آخر ممكن

سليم البيك

الحوار المتمدن-العدد: 1084 - 2005 / 1 / 20 - 10:33
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

في ظل هذا التوحش العولمي و الاحتكارات الرأسمالية, و مع اتساع الهوة الكبيرة أصلا" بين الفقراء و الأغنياء, كان لابد من ظهور تحركات مجتمعية تناضل من أجل عالم آخر و ممكن. تنضوي هذه التحركات – أحزاب, جمعيات, نقابات, منتديات- تحت راية اليسار و ما يمثله من برنامج للتغيير نحو الأفضل على المستوى الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي. و من ضمنه ما يعرف بـ(اليسار الجديد) و الذي يشمل أحزاب الخضر و الحركات النسوية و التقدمية و بعض منظمات حقوق الإنسان. ولهذه التحركات طابع الأممية, فهي تنشط دفاعا" عن المقهورين و المهمشين من شعوب و أمم, و تعد القضية الفلسطينية و المسألة العراقية من أكبر المحرضات لنشاطاتها. ويبرز هنا المنتدى الاجتماعي العالمي كتجمع نشط على الساحة الشعبية.
صدر ميثاق مبادئ المنتدى الاجتماعي العالمي في 10يونيو2001 في البرازيل. يعرف أول المبادئ المنتدى كمكان التقاء مفتوح للتفكير المتفاعل و الحوار الديمقراطي للأفكار, مكان تلتقي فيه جماعات و حركات المجتمع المدني التي تناهض الليبرالية الجديدة و سيطرة رأس المال على العالم و أي شكل من أشكال الإمبريالية. وتسعى لبناء مجتمع خال من الاستغلال يشمل كوكب الأرض كله. و فصلت المبادئ اللاحقة ما ورد في المبدأ الأول مؤكدة أن " في استطاعتنا إقامة عالم مختلف", ليصبح المنتدى الاجتماعي عملية مستمرة تسعى للبدائل, هذه البدائل المقترحة في مواجهة عملية العولمة التي تقودها الشركات متعددة القوميات و الممتهنة للاحتكار. ينشط المنتدى ضد كل من يستخدم العنف كأدوات تحكم اجتماعي بواسطة الدولة, و يتمسك بقوة باحترام حقوق الإنسان و الممارسة الحقيقية للديمقراطية و تسعى لمساواة و تضامن الناس على اختلاف قومياتهم و أعراقهم و أديانهم و تدين كل أشكال السيطرة و استغلال إنسان لآخر.
يقف المنتدى الاجتماعي الأوروبي- أحد مكونات المنتدى الاجتماعي العالمي- في مقدمة الجبهة المناهضة للعولمة و الليبرالية الجديدة في أوروبا. وقد أصدر المنتدى في مظاهرة شارك بها نحو 60000 شخص جابت الشطر الشرقي من باريس (نداء إلى شعوب أوروبا). يدعو النداء للنضال كي ( تنتصر حقوق الإنسان و الحقوق المجتمعية الاقتصادية و السياسية و الثقافية و البيئية على قانون التنافس) ويدعو أنصار (العولمة الأخرى) للتحرك و التعبئة ضد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين و الأمريكي للعراق و الروسي للشيشان و الحروب المخبأة في القارة الإفريقية. ومن التحركات التي يقوم بها المنتدى الرفض القاطع للدستور الأوروبي الذي يعتبر مشروع سياسي يكرَس للحلف الأطلسي و الآلة العسكرية و صراع الأقطاب و يهدف إلى صبغ الليبرالية بصفة الدستورية بوسائل غير ديمقراطية كونه صيغ من قبل بيوروقراطيي بروكسل (عاصمة الإتحاد الأوروبي) و ليس مجلس منتخب.
و بخصوص القضية الفلسطينية, طالبت بتطبيق قرار محكمة العدل العليا, والذي صوتت عليه البلدان الأوروبية بالإجماع أثناء الجمعية العامة للأمم المتحدة, بإزالة جدار الفصل العنصري و إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الضفة و غزة. و كذالك طالب بعقوبات اقتصادية و سياسية ضد الحكومة الإسرائيلية التي تواصل انتهاك الحق الدولي و حقوق الشعب الفلسطيني. و من العناوين الأخرى التي تشملها تحركات المنتدى الاجتماعي الأوروبي موضوع البيئة و التبدل المناخي في 2005 و التمييز الجنسي و العنف الممارس ضد النساء و الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرين و الأقليات في البلدان الأوروبية و خصخصة الخدمات الاجتماعية. ومن أجل نزع الأسلحة النووية و القواعد العسكرية المنتشرة للولايات المتحدة و حلف الأطلسي, و تنشط كذلك في سبيل الحرية و العدالة الاجتماعية و تشجيع التنوع الثقافي و اللغوي و حق الشعوب في تقرير مصيرها و حقوق المأجورين.

مع هذا النشاط المتصاعد و الذي تكبر قاعدته الشعبية بتناسب طردي مع زيادة تعرية الليبرالية على حقيقتها, مع هذا التضامن الاممي من أجل المجتمع مدني الآخر و العولمة الأخرى, مع اتجاه قوى اليسار والتقدم للاستعادة مكانها التاريخي بين أفراد الشعب في أوروبا, يبقى هناك بصيص أمل في أن تنهض هذه القوى في بلادنا لتضطلع بالدور الريادي على جبهة مناهضة السيطرة الصهيونية و الرأسمالية على منطقتنا و مناطق أخرى من العالم, لتشارك في شق طريق عالم آخر و ممكن, تسوده تحرر الأمم و عولمة ثقافاتها المتفاعلة بشكل ديمقراطي إنساني.

#سليم_البيك (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات