مهى ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 1084 - 2005 / 1 / 20 - 10:06
المحور:
الادب والفن
بعيد أنت ..
في مكان غير المكان
في زمان غير الزمان
متوغلٌ في البعد
تسكن أطراف اللامكان
لا يحاصرك وقت
ولا يؤرقك زمن
لو عدت ..
لن تعرف أمكنتنا
لن تشعر بزمننا
لن تعي عناء لحظتنا
فكل شيء تغير
ياطفلاً رحل ..
ياصبياً ذهب واندثر
ياطفولةً لوحت بيدها للحلم مودعة ..
فرجع أدراجه وانكسر ..
سأقول في غيابك ما حصل
سأتلو مراراً على مسمعك
ما جرى بعد رحيلك
الأيام لم تعد كتلك الأيام
الأحلام لم تعد كتلك الأحلام
الطفولة كبرت
والبراءة قتلت
والأخوة ضاعت
وأنت ..
أنت بعيد
لا تجيء إلا في الأحلام
إن جئت زائراً في الحلم مرة
أخبرني
هل تشعر بالوحدة؟
هل ترغب بالعودة؟
قل لي
لمتى سأظل مشتاقة لتفاصيل وجهك ؟
كيف سأخفي لهفتي عليك ؟
لمتى سأظل أتلو يومياً قبل النوم
بعضاً من الآيات القرآنية
كي تشرفني بزيارة ليلية
أقضيها معك في فضاء أحلامي
ونلعب كما في الماضي لعب
الأطفال البيتية
أنت بعيد ..
أبعد من حدود رغبتي في رؤياك
أبعد من حدود التقاط وجودك بالحواس
كلما بحثت عنك بحثت أكثر في داخلي
صورتك دائما في داخلي
ضحكتك ترن في أذني
صوتك يدق على جدران قلبي
نبضك يستوطن أوردتي
كلما لمحت طفلاً لمحتك ..
كلما رأيت شاباً يافعاً أحببتك ..
لكنك لا زلت طفلاً وأنا نضجت
إنك أخي ولا زلت ..
مهما بعدت ..
#مهى_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟