أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - أم مع إبنها المهاجر (6)














المزيد.....


أم مع إبنها المهاجر (6)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 13:11
المحور: الادب والفن
    


خلال هذه المسافة القريبة بين المطار ومسكن الأم، التى لم تستغرق وقتا طويلا لقطعها بالسيارة، شعر المهاجر بأن معظم الأشياء، في مسقط رأسه، قد تعرض للتغيير خلال فترة غيابه: محلات سكنية جديدة في مكان المعسكر القديم، شوارع عريضة متوازية وأخرى تقاطعها، تقاطعات تتحكمها أضوية مرورية، جسرلحل إختناق مروري في تقاطع قريب من مسكن أمه، سيارات حديثة متسارعة وأخرى واقفة على طول الشوارع وبعضها تقف حتى في المناطق المخصصة لسير السابلة، عمارات بارتفاعات وبألوان مختلفة، دكاكين(محلات) ممتدة بامتداد الشوارع، مواقف زجاجية جميلة لمناطق وقوف الباصات، إعلانات تجارية معلقة بصورة عشوائية في معظم الأماكن تُروج لبضائع مستوردة ، أسماء تجارية غريبة، نساء؛ معظمها محجبات؛ تقود السيارات كالرجال، وأخرى راجلات تلبسن جلابيب طويلة سوداء كما هي العادة في الخليج... ولكن الذي غاب عن المشهد(حسب ما تعود أن يراه في السويد يوميا ) : باصات للنقل العام، دراجات هوائية تستعملها الكبار والصغار، عربات يجلس فيها أطفال صغار وتدفعها كبار، قارئ أو قارئة جريدة أو أي مطبوع ينتظر في مواقف الباصات، شيخ يدفع بعربته ليعبر الشارع ببطء وبدون مساعدة، سواق يحترمون قواعد المرور عند التقاطعات وحقوق المشاة عند خطوط العبور، كلاب ترافق أصحابها في تجوالهم، مهرولون ومهرولات في معظم الأوقات للحفاظ على الرشاقة .
في مدخل الشارع الفرعي الذى يؤدي إلى مسكن والدته يُلاحظ المهاجر وجود ماكنتين كبيرتين تعملان بوقود زيت الغاز(كاز أويل) لتزويد المحلات التجارية بالكهرباء تحتلان الرصيف الممتد على جانبى الشارع الفرعي المخصصان لمرور السابلة، وعلى الجانب الأيمن قطعة أرض كبيرة خالية ومسيجة بعد أن أزيلت الأبنية القديمة التي كانت تعود بنائها إلى نهاية العقد السادس من القرن المنصرم، وفي منتصف الشارع الفرعي ذاته، وعلى الجانب الأيمن أيضا، يُعاد بناء بيت أخر بطريقة غير متجانسة مع بقية الدور السكنية القائمة، ولاحظ المهاجروجود قطع أحجار كبيرة أو بلوكات كونكريتية أمام بعض الأبواب وفي الشارع قد تكون لعرقلة إيقاف السيارات أمام الأبواب بحيث تُعرقل دخول وخروج السيارات العائدة لأصحاب المنازل من كراج منازلهم!
حال ما إقتربت السيارة من منزل أمه الواقع على الجزء الأخير من الطرف الأيمن للشارع، شعر المهاجر فجاة بأن لقاء مؤثرا وفريدا ستحصل بعد قليل حيث تلتقي، لأول مرة، أربعة أجيال متعاقبة من عائلته ؛ ثلاثة في السيارة والرابع (الجدة الكبيرة) تنتظر في البيت، كما ولاحظ بأن باباً حديدياً أخر (صغير) رُكبت بطريقة غير متقنة على الجانب الأيمن(جهة الشرق) من السياج الأمامي لمنزل أمه، وعلى الجانب الأيسر منه بقى الباب القديم ( باب الكراج) على حاله باستثناء بعض الأعوجاج، والطلاء الجديد الأزرق المائل إلى لون السماء بدلا من لونه السابق وكان رصاصيا، ومن الفتحات الموجدة في القسم العلوي لباب الكراج يظهر بأن السياج الذي يقع على الجانب الغربي للبيت تم إعلائه ببلوكات سمنتية! كما وأزاحت سقيفة بلاستيكية أغصان أشجار العنب التي كانت تغطي الكراج بظلالها في أشهر الصيف الحارة متدليا منها عناقيد كبيرة من أصناف متنوعة من العنب، منذ أن شُيد البيت في أوائل العقد السابع من القرن الماضي.
وأخيرا نزل المهاجر من السيارة أمام الباب الحديدي المطلي بلون السماء بصمت وخشوع منصتا بانتباه لصوت ينبع من أعماقه ويقول: هنا إختار هارب من كهف أفلاطون الحالك الظلام صومعة له لعقدين من الزمان، بعد أن جرعُوه السم خِلسة وهو سجين، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة قبل عقدين أخرين من الزمان.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 9// بين عامي 1984 و 1987
- أم مع إبنها المهاجر(5)
- 8// بين عامي 1984و1987
- صورتان متناقضتان
- أم مع إبنها المهاجر(4)
- البارحة
- 7// بين عامي 1984 و1987
- 3//أًم مع إبنها المهاجر
- 6// بين عامي 1984 و 1987
- أم مع إبنها المهاجر(2)
- أم مع إبنها المهاجر(1)
- 5/ بين عامي 1984 و 1987
- 4/ بين عامي 1984 و1987
- 3/ جولة جديدة
- 2/ الشهر الأول
- الوعي بدلا من الوهم
- 1 اليوم الأول
- من عالم إلى أخر 10/ 8
- زائر من زمن غابر
- من عالم إلى أخر 10/ 7


المزيد.....




- أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي ...
- الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
- عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
- مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا ...
- مصر.. ماذا كتب بجواز سفر أم كلثوم؟ ومقتنيات قد لا تعلمها لـ- ...
- أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21 ...
- السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني ...
- مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع ...
- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - أم مع إبنها المهاجر (6)