|
اشكالية النهضة ج2
عامر عبد زيد
الحوار المتمدن-العدد: 3681 - 2012 / 3 / 28 - 09:27
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
وجعل جهوده تنحصر في أفق ضيق وهو ما تريده السلطة الحاكمة المالكة لإدارة الإنتاج ، لقد كان الطهطاوي رجلا مستنيرا وبصفته موظفا في دولة ( محمد علي) كان مضطرا إلى أن يصوغ ما تلقاه من أفكار حديثة في قوالب المشروع الخديوي ممجدا لعهده في إطار نظرة أبوية للدولة . كان الطهطاوي قد كتب في عام 1869 في اوج ازدهار تجربة اسماعيل باشا في محاولته احياء دولة " محمد علي"فالطهطاوي يستخلص العبر من تجربة محمد علي وعينه على الحاضر ، على تجربة اسماعيل فيقول( ان خصب مصر ويمنها متسبب عن النيل ، ويمن غيرها متسبب عن اختلاف الفصول والإمطار فبهذا كانت مصر مستعده لكسب السعادة اكثر من غيرها بشرط انتظام حكومتها واجتهاد أهلها لان اختلال حكومتها يخل بمزارعها)وينتهي الى ضرورة وجود حكومه مركزية قوية وإلا أصابها الخراب أمور الوطن( ) فكان المشروع الحد اثوي رهين الدولة هذا نجده يرى التمدن :في اصلين : أوالهما :على حد تعبير الطهطاوي "معنوي "،ويشمل الاخلاق والعوائد، والاداب. وثانيهما: "مادي"،يشمل المنافع العمومية ، كالزراعة ،والتجارة ،والصناعة . وحدد رفاعة الطهطاوي الوسائل التي تضمن تحصيل " التمدن "في: التمسك بالشرع وممارسة العلوم والمعارف ،ونشر التعليم وتقديم الفلاحة والتجارة والصناعة ، واختراع الالات وأدوات ، وإيجاد الوسائل كالطباعة والجرائد والوقائع وضمان حرية الرأي والتعبير( ) فقد امن الطهطاوي دائما بان الاسلام رغم كونه " متخلفا " قادر على اللحاق باوربا المعاصرة . وقد نادى باستعارة العناصر الصحيحة من اوربا لان ذلك كفيل بحل المعضلات التي تواجه الاسلام . وكان يذكر دائما بالحديث الشريف :" الحكمة ضالة المؤمن ، يطلبها وان في اصل الشرك " وكان الطهطاوي يعتبر ايضا ان العلوم الحديثة لا تصبح ظاهرة اجتماعية في مجتمع ما الا باعانة صاحب الدولة للعلماء، وقدم دور الدولة على كل الوسائل المعتمدة لتقدم العلوم ؛ لان ذلك يبث روح التنافس والتعاون ، مما يؤدي الى سعادة المملكة بوجود الرجال في محط الرجال كما ينشأعن ذلك اصلاح احوال الاهالي . نجد هذه الافكار ذاتها عند المثقفين العرب الا ان بطرس البستاني اضاف إليها( إلا أن كل هذه الوسائط لن تكون فاعلة ما لم تستند الى جملة من الشروط من اهمها سيادة الالفة المدنية بين ابناء الوطن وتفضيلهم صالح الوطن على الصوالح الذاتية، سواء كانت شخصية ام طائفية.)( ) - وبالمقابل ظهر تيار اصلاحي تجديدي:-قام به مجموعة من كبار المصلحين والمفكرين الدينين ، وكان على راسهم جمال الدين الافغاني "1839-1898" ومحمد عبده "1849-1905" و عبد الرحمن الكواكبي "1848-1905" ومحمد رشيد رضا "1865-1935". ويقدم هذا التيار الأفكار التالية : 1- سلفية دينية في العودة إلى المنابع الأولى النقية والبسيطة للإسلام . 2- تجديد ذاتي في بحث تراث الأمة الفكري والحضاري ، والإيمان بان الإسلام فلسفة تامة للحياة . 3-عقلانية اسلامية في استخدام العقل والبراهين في فهم الدين وفقهه ونصوصه ووعي مقاصده والبرهنه ان الاسلام لا يتناقض مع العلم الحديث . 4-الموقف من الحضارة الغربية النظر إلى الحضارة الغربية من موقع مستقل ومتميز ، لمعرفة إسرار تفوق الخصوم وذلك لامتلاك هذه الأسرار والاستعانة بها في الصراع . اما العلاقة مع الآخر بنظر مفكري النهضة فكانت مرتبطة بالحاجة إليه في هذا يقول نصر حامد ابو زيد( خطاب النهضة خطاب مفتوح يرى الاخر في تقدمه وعقلانيته ، كما يدرك اطماعه الاقتصادية والسياسية ، لذلك يتعلم منه لكي يحاربه بنفس السلاح.)( ) 5- العوده الى التربية الدينية فهي التي تخلق المسلم الصحيح والقادر على بناء الحضارة الاسلامية الجديدة، لان التقدم المادي مشروط بالتقدم النفسي والمرتبط بالدين كموجه ومؤثر في افكار الانسانية . يشكل الانتماء الى السلفية قاسما مشتركا بين مختلف الحركات الإسلامية في الفضاء السنّي في القرن العشرين ،امعتدلة اصلاحية كانت ام رادكالية متطرفة، الاان دلالة المصطلح " السلفية"نفسه تختلف بين حركة واخرى. واهم السلفيات هي التاريخية،والمدرسية،والنهضوية ،والوطنية،والحركية، والجهادية ،والتحررية .وهذا التداخل الوضئ في يكشف أمرين : الأول :-أن فكرة السلفية هي فكرة إسلامية منهجية على المجال الايديولوجي الحركي الاسلامي تملك الراسمال الرمزي لهذا المصطلح لتوظيفه في بعدين الاول معنوي وهو ما يدخل الرسمال الرمزي والثاني عملي في مجال السلوك .وهذه الرؤية لا ترى أمكانية للجديد ألا عبر التأصيل داخل القديم حتى لايكون بدعة. الثاني :-تعدد جذور السلفية اي تعدد في تاريخية القراءات السلفيةالتي تحتكم إلى رؤية معينة ألا أنها تختلف بحسب ضرفها التاريخي مما يجعلها تغلب مرجعية على اخرى وهذا يعني تاريخية تلك التاويلات وتعاملها مع المرجعيات. تجد بين السلفيتين ما يتخطى حدود العلاقة المعنوية او المنهجية البسيطة فلقد تكونت السلفية النهضوية في شروط الفتح الاوربي للعالم الاسلامي ، بينما تكونت السلفية النجدية في مجتمع بدوي لم يطله الفتح . وكانت السلفية النهضوية عقلية تاويلية ،بقدر ما كانت السلفية النجديه نصوصية.(ارتبطت السلفية الاولى المرنه بحركة الاصلاحيين الاسلامين النهضويين وكانت منطلقاتها:تأويل النص مع العقل والتركيز على نظرية المقاصد الشرعية في الفقه لاعلى نمط علم الاصول الفقه الموروث والمتوقف عن التطور واطلاق حركة اجتهادية تستوعب المتغير في حياة المسلمين وعصرهم.اشكاليةهذه السلفية بتحقيق الاصلاح الديني بوصفه مدخل لتحقيق باقي الاصلاحات النهضوية.)( ) 1-جمال الدين الافغان ( ).ي:- مرحلة لاحقة وفد جمال الدين الأفغاني (1839ــ 1897) الى مصر سنة 1871، وأمضى فيها ثماني سنوات توصف بأنها من أخصب سنوات حياته، احتضن فيها مجموعة من الشباب الذين تعلموا على يديه مبادئ علم الكلام والفلسفة والتصوف والفقه، وكان من أبرزهم السياسي المعروف سعد زغلول، ومحمد عبده(1849ــ 1905) الذي اقترن به، واشتركا معا في عدة أعمال, من اهمها نشر مجلة في باريس صدر منها ثمانية عشر عددا باسم((العروة الوثقى)) وكان بيان هذه المجلة بصياغة محمد عبده ، اما أفكارها فكانت أفكار الافغاني.( ) قام بحركته في النصف الاخير من القرن التاسع عشر ،كرد فعل للاستعمار الغربي ، وخاصة في مصر.وقد بدت الرغة في استعمار مصر واضحة منذ مشروع قناةالسويس،ثم اشتدت مع الاحتفال بافتتاحها على عهد الخديوي اسماعيل،حتى الاحتلال البريطاني عام 1882م. طالب بمقاومته وسلك الى هذه المقاومة ايقاظ روح التضامن الاسلامي ،عن طريق طلب التمسك بالقران والغاء العصبية المذهبية ،واعمال الاجتهاد في فهم القران ،ةالملاءمة بين مبادئه وظروف الحياة التي يعيش فيها المسلمون ، فقد اتخذ اسلوب الاثاره وايقاظ الوعي فتحدث وخطب ، واتصل بزعماء المسلمين وقادتهم اتصالا شخصيا ،دافعا اياهم الى مقاومة الاعتداءالغربي في اية صورة من صور المقاومة، لانه اعتداء مذل .( ) وكانت له اهداف بحسب ما يرى بعض الباحثين : أهداف حركة "الافغاني" الإصلاحية بما يلي: اولاً: تقويض دعائم نُظُم الحكم آنذاك كي يتسنى له إعادة بناءالتنظيم السياسي في العالم الإسلامي على أساس "الإخوة الإسلامية"التي تمزّقت في صفين، وبددّتها نُظُم الاستعمار نهائياً. ثانياً: مكافحة المذهب الطبيعي المادي الذي اعتقد انه كامن في تعاليم "احمد خان 1817-1898م" مؤسس جامعة " عليكرة" بـ" الهند" ، فقد رأى فيه أنموذجا للمتأثر بافكار الغرب، وقد يرى البعض- فيما يقرر "ابن نبي"- ان في موقفه هذا من "احمد خان" وجامعته نوعاً من "الرجعية"لا سيما اذا عرفنا ان للجامعة المذكورة اثراًً كبيراً في نهضة الاسلام بـ"الهند"، غيرانه يرد على ذلك بضرورة التريث في اطلاق مثل هكذا حكم على باعث الحركة الاصلاحية الحديثة بلا منازع؛ لان ذلك يقتضينا التثبت اولاً من ان مجادلة "الافغاني" لم تفد في توجيه تعاليم "عليكره" فيما بعد، حين فرضت عليها تعديلاً في اتجاهها.( ) فهو القائل : ( الاايها الامراء العظام ، مالكم وللاجانب عنكم؟ هاأنتم تحبونهم ولايحبونكم، قد علمتم شأنهم ولم تبق ريبة في أمرهم،"ان تمسسكم حسنة تسوء هم ،وان تصبك سيئة يفرحوا بها.." .)( ) كان له دور قيادي خلال مكوثه في مصر حيث مكث ثمان سنوات كان خلالها الموجه والمعلم غير الرسمي لفريق من الشبان ، معظمهم من الازهر . اما في باريس حيث التحق به محمد عبده فاسس جمعيه سرية وكان اسمها " العروة الوثقى"وقد اصدرا باسمها ثمانية عشر مجلد ، خصصت معظم صفحاتها لتحليل سياسة الدول الكبرى في العالم الاسلامي ، كما عالجت ضعف الاسلام الداخلي .ان الطابع التربوي والحماسي كان طاغي في دور الافغاني والذي كان عارف بالمركب النفسي للجماهير ( فالجذور والرواسب الحضارية في شعورنا ،والتراكمات القيمية والابنية النفسية التي ورثناها هي الجذور لانها متغلغلة في اعماقنا والموجهات السلوك الجماهيري يستخدمها القادة لتجنيد الجماهير كما هو الحال عند الافغلني )( ) فقد توصل بعد تقص لأسباب انحطاط المسلمين أن مرجع ذلك هو غياب العدل والشورى وعدم تقيد الحكومة بالدستور. ولذلك فقد رفع لواء المطالبة بأن يعاد للشعب حق ممارسة دوره السياسي والاجتماعي عبر المشاركة في الحكم من خلال الشورى والانتخابات . 2-محمد عبده:- ولد محمد عبده 1849 في قرية على ضفاف الدلتا المصرية، لعائلة تنتمي إلى تلك الطبقة الوسطى الخلاقة في مصر الحديثة، طبقة العائلات ذات المكانة المحلية التي تتصف بالعلم والتقوى، وتشكل الطبقة الوسطى –كما هو معروف في علم الاجتماع – الحاضنة الاجتماعية المولِّدة للثقافة ، فهي المنتجة للفكر والأدب والسياسة عالميا عموما، وفي المجتمعات النامية خصوصا. ويقال أن أباه كان من أصل تركي بعيد، وأمه من عائلة عربية تنتسب إلى أبطال الإسلام الأوائل.لاشك أن هذه النشأة في هذه البيئة ستورث الفتى نوعا من الصلابة الداخلية التي تؤهله للمواجهة والمساجلة والمصاولة التي وسمت بداية حياته السياسية ومجمل مسار تجربته الفكرية والإصلاحية والتربوية، بل ووهبته هذا الاعتداد والزهو بالنفس إلى الحد الذي قال عنه الخديوي عباس : " إنه يدخل علي كأنه فرعون!( ) سيعود جمال الدين الأفغاني مرة ثانية لمصر في سنة 1871، وسيكون محمد عبده من أول الملتفين وأشدهم حماسة، إذ سيلازم مجلسه منذ ذلك العام، ويستمع إلى دروسه التي كان يلقيها في داره، وإثر ذلك سيقطع مع الأزهر ومع حلقات دروسه العقيمة التي يضيع فيها الوقت، حيث يرون أن العلم هو علم القول "جاء زيد" لا علم القلوب، الذي راح يرتشفه في حلقات درس أستاذه الذي راح يسحبه من عوالم التصوف التي تنتمي إلى حيز الزهد والتنسك والتقشف إلى فضاء التصوف الفلسفي الرفيع.( ) وقد كان الإمام في طور تأسيسه لمشروع الحداثة العربية في الدعوة إلى تحرير العقل فكريا، وتحرير المجتمع دستوريا. ومجلى هذا التحرر الفكري التحديثي أنه سيواصل بعد تخرجه من الأزهر، تدريس كتب المنطق والفلسفة، إذ راح يعقد الحلقات في بيته على طريقة أستاذه الأفغاني، فدرس وشرح المؤلفات الفكرية القديمة التي لم يتداولها بعد الفكر العربي الحديث كمقدمة ابن خلدون التي قررها على طلاب دار العلوم بعد أن عين أستاذا للتاريخ فيها، كما قرأ على طلابه في بيته كتاب "تهذيب الأخلاق " لمسكويه. أما الكتب الحديثة فراح يدرِّس ويشرح كتابا مترجما عن تاريخ التمدن الأوربي، "التحفة الأدبية في تاريخ تمدن الممالك الأوربية"، ألفه الوزير الفرنسي "فرانسوا غيزو" وترجمه اللبناني الخواجة نعمة الله خوري، وقرظه أستاذه الأفغاني في "الأهرام". ولابد أن القارئ الذي تفاجأ ثم فهم سبب منح الأزهر شهادة العالمية من الدرجة الثانية لمحمد عبده وهو أهم من خرجه الأزهر في تاريخه، نقول : لابد للقارئ – والأمر كذلك - أنه سيفهم سر ملاحقة أستاذه له في أروقة الأزهر (الشيخ عليش) وضربه له بالعصى كلما شاهده منفردا بمجموعة من زملائه الأزهريين وهو يشرح لهم أفكار أستاذه الأفغاني !هذه الخيارات سيدفع الإمام ضريبتها إذ سيعزل من مناصب التدريس في مدرستي الألسن ودار العلوم وذلك في سنة 1879 وذلك على أثر نفي أستاذه من مصر، ولتحدد إقامته بقريته "محلة نصر".لكنه في سنة 1880 سيصدر عفو من الخديوي توفيق، وسيعين محررا في الوقائع المصرية، ثم رئيسا، وعندما سينشأ المجلس الأعلى للمعارف العمومية سيعين عضوا فيه سنة 1881، لكن سرعة إيقاع الحياة السياسية في مصر ومن ثم انضمامه إلى حركة العرابيين –نسبة إلى أحمد عرابي- ستفضي إلى إبعاده عن الاشتغال في التدريس، ليتوجه للعمل بالصحافة والسياسة.....وليجد نفسه منخرطا في الثورة عندما لاحت له أخطار التهديدات الأجنبية لاستقلال مصر بعد المذكرة الثنائية الإنجليزية/الفرنسية سنة 1881 وسيستمر في صفوف الثورة رغم تحفظاته على شرعيتها الدستورية، ولهذا فهو في هذه الفترة سيضع البرنامج الليبرالي الريادي للحزب الوطني ليضبط إيقاع حركة الضباط واندفاعاتها الانقلابية بعد أن أخذ موافقتهم وتواقيعهم على البرنامج، وسيستمر في دوره القيادي بالثورة حتى هزيمتها ومن ثم احتلال بريطانيا لمصر.وعلى أثر الهزيمة سيسجن ثلاثة أشهر....وسيحكم عليه بالنفي ثلاث سنوات إلى بيروت، لكن فترة النفي امتدت إلى ما يقارب الست سنوات بعد أن التحق بأستاذه الأفغاني في باريس ليكون نائبه في رئاسة تنظيم "العروة الوثقى" ورئيس تحرير الجريدة لسان حال الجمعية المسماة باسمها "العروة الوثقى" التي صدر منها ثمانية عشر عددا، أولها في 13 مارس – آذار 1884، وأخرها في 17 أوكتوبر – تشرين الأول سنة 1884. في هذه الفترة سيقوم الإمام برحلات كثيرة ذات طبيعة سرية كمهام تنظيمية بتكليف من الجمعية، لكن بعد توقف (العروة الوثقى) عن الصدور، سيغادر باريس إلى تونس ومن ثم إلى بيروت سنة 1885، ليمكث في بيروت ثلاث سنوات معلما في مدرسة حديثة أنشأتها جمعية إسلامية خيرية. وفي بيروت التي كانت تعيش استقرارا أكثر من مناخات مصر الصراعية، سيتاح للإمام إلقاء المحضرات والدروس في علم الكلام والفلسفة التي ستترك أثرها لاحقا في أشهر مؤلفاته كـ "رسالة التوحيد". هذا المناخ العلمي المستقر أفسح له المجال للتأمل والتفكير في أحوال الأمة، ولعل البيئة الثقافية اللبنانية المتعددة الملل والنحل والطوائف والديانات، وما كان يستتبع هذا التعدد من صراعات وحروب أهلية طائفية، حثت عقل الإمام على التفكير بواقع بشرية التعدد الطائفي وليس دينيته، إذ أن الدين واحد، ولم تتعدد الطوائف إلا لأسباب المصالح البشرية، في الهيمنة والرياسة والتغلب... ولهذا فقد قام بتشكيل جمعية سرية للتقريب بين الأديان، شارك فيها عدد من رجال الدين المستنيرين ممن ينتمون إلى الأديان السماوية الثلاثة....( )
(ان كان محمد عبده قد اختلف مع جمال الدين الافغاني في وسيلة الوصول الى الغاية –اصلاح احوال المسلمين وانهاضهم –فاختار الثاني السياسة وركز الاول على التربية والتدرج ،الا ان المرجعيات الفكرية ل "المريد"و"الأستاذ"بقيت ،في الواقع ،واحدة : القران الكريم وصحيح السنة ، والتراث العقلاني في الفلسفة العربية الإسلامية ، وأفكار التنوير الأوربية .)( ) وهنا من يرصد اختلاف آخر"فهو عند ما يدرس لا يختلف عن الأفغاني إلا في درجة الميل إلى الفلسفة .. ولكن عندما يعمل بالسياسة العليا والمباشرة يبدو الفرق بينهما واضحا.. فرق المصلحة عن الثورة "( ) في محاولة ترمي إلى الابتعاد عن السلطة عبر افتراهم التوجه إلى ( إرشاد العامة) عوض الاحتماء بالسلاطين إلا أن هاجس المشروع لدى محمد علي قد أحبط تلك المقترحات وقد توجهت كل الجهود خلف محمد علي المستبد العادل المحاولة وبناء دولة قوية تعاليم مقومات القوة الحديثة عسكريا.فلم تكن دعوته "اي محمد عبده"الى المستبد العادل فهل يعدم في الشرق كله المستبد من أهله ، لعادل فيقومه الذي يتمكن ، به العدل إن يصنع في خمس عشرة سنة ما يصنع العقل وحده في خمسة عشر قرنا ( )وفي محاولة للتوفيق بين المبادئ الإسلامية وبعض الأفكار الغربية اقترح عبده بأن مصطلح المصلحة عند المسلمين يقابل المنفعة عند الغربيين، وبأن الشورى تقابل الديمقراطية وأن الإجماع يقابل رأي الأغلبية. ولدى معالجته إشكالية السلطة، أكد عبده بأنه لا يوجد حكم ديني (ثيوقراطية) في الإسلام، معتبرا أن مناصب الحاكم أو القاضي أو المفتي مناصب مدنية وليست دينية. ودعا في هذا المجال إلى إعادة إحياء الاجتهاد للتعامل مع الأولويات والمسائل الطارئة والمستجدة على الفكر الإسلامي . في حقيقتها الا دعوة الى استعادة الدولة المركزية ، دولة الانماء والتوزيع ، وان صياغها بعبارات النهضه قد اجهضت تماما على ايدي قوات الاحتلال ( ). ( ) إن اللحظة الانعطافية الكبرى في حياة الإمام التي منحته هذا اللقب (الإمام) هي تعيينه مفتيا عاما للديار المصرية سنة 1899، هذه المكانة ستمنحه دورا فاعلا أكبر في جهاز الشرعية الدينية، حيث سيتيح له هذا الموقع دورا اجتهاديا أهله وفوضه لإصدار فتاويه الشهيرة التي فتحت أبواب مصر مشرعة أمام الحداثة، وهي الفتاوى التي أباحت إيداع الأموال في صناديق التوفير وأخذ الفائدة عليها، وحليّة ذبائح أهل الكتاب، وجواز ارتداء ملابسهم، هذه الأفكار أحدثت في زمنه حوارات ومساجلات تتجاوز حدود مصر إلى العالم العربي والإسلامي، نظرا لأهمية مصر الدينية من خلال النفوذ العلمي للأزهر إسلاميا والموقع الذي كان يحتله الإمام في العالم العربي والإسلامي. لقد راح يستفيد من خبرته في تفسيره العقلاني العصري للقرآن، ليقدم التفاسير التشريعية التي تستجيب لتحديات العصر، وتتيح لمصر أن تلج العالم الحديث ليس على مستوى المكان فحسب بل وعلى مستوى الاندراج بالزمان، لتجاوز الفوات الحضاري الهائل بين المجتمع العربي و الإسلامي من جهة والمجتمع الغربي الأوربي من جهة ثانية، هذا الفوات المتمثل بذلك التناقض بين وجود الأمة في المكان المعاصر مع وجودها –في الآن ذاته- في الزمان الغابر، فكانت فتاوى محمد عبده مصريا وعربيا واسلاميا بمثابة انتقال بالزمان القروسطي الذي يعيشه العقل العربي والإسلامي بمثابته وعيا راهنيا لكي يتطابق مع مكان العالم الإسلامي الذي يحتله بضرورة الجغرافيا في العالم الحديث. ففي الفترة التي كان يطلق فيها فتاويه الاجتهادية حياتيا واجتماعيا ومعاشيا كان يلقي دروسه في تفسير القرآن الكريم في الجامع الأزهر من يونيو 1899 حتى رحيله سنة 1905، ليصدم العقل الراكد في بحر الأساطير بمنهجية تستند للعلوم الطبيعية في التفسير والتأويل، إذ يؤول الجن في القرآن مثلا بالميكروبات، ويحاول تأويل ما ورد في القرآن عن أصل الإنسان تأويلا يتوافق مع نظرية داروين، ويرى أن في القرآن محلا لنظريتي "تنازع البقاء، والبقاء للأصلح...وغير ذلك ( )
3-عبد الرحمن الكواكبي: لم تغب ظاهرت الاستبداد الجانب السلبي للدولة المركزية فقد اعد من أسباب التخلف رأى عبد الرحمن الكواكبي فيه أصلا لكل فساد، اذ هو"يضغط "على العقل فيفسده ويقيم مقامه المجيد( ) وتكمن الخطورة في الاستبداد في انه يتحول في ظل الحكومة التي تمارسه إلى ممارسة عامه حيث تكون الحكومة المستبدة ( مستبدة في كل فروعها ، من المستبد الأعظم إلى الشرطي إلى الفراش ،إلى كناس الشوارع)( ) والعلاقة بين الاستبداد والجهل للأمة معتبرا الكواكبي ان استعباد والاعتساف ما لم تكن الرعية حمقاء تتخبط في ظلامه جهل وتيه )وان العوام ( هم قوت المستبد وقوته بهم ، عليهم يصول وبهم على غيرهم يطول)( ) في كتابه " طبائع الاستبداد "فقد ركز الكواكبي على مطلبين اساسيين الاول لمحاربة افكار الفقهاء الجامدين ومكافحة الجهل المنتشر بين المسلمين والثاني ان يستعيد العرب مكانتهم اللائقة ودورهم المتميز بين في تقرير مستقبل الاسلام ومصيره. تصور الكواكبي حواراً بين عدد من المفكرين ينحدرون من مدن مختلفة في العالم الإسلامي جمعهم في مكة المكرمة مؤتمر عقد خلال موسم الحج لتبادل الرأي حول أسباب انحطاط الأمة الإسلامية. ومن الأفكار التي حرص الكواكبي على طرحها ما جاء على لسان البليغ القدسي: "يخيل إلى أن سبب الفتور هو تحول نوع السياسة الإسلامية، حيث كانت نيابية اشتراكية، أي ديمقراطية تماماً، فصارت بعد الراشدين بسبب تمادي المحاربات الداخلية ملكية مقيدة بقواعد الشرع الأساسية، ثم صارت أشبه بالمطلقة"، وما جاء على لسان الرومي: "إن البلية أن فقدنا الحرية". ويخلص الكواكبي في النهاية إلى أن التقدم مرتبط بالمحاسبة بينما التخلف مرتبط بالاستبداد . وقد دار كلام واسع بين الباحثين حول المصدر الذي استقى منه الكواكبي أفكاره في هذا الكتاب ومنشأ ذلك ظهور دعوى بأن الكواكبي قد ترجم كتاب الاستبداد للكاتب الايطالي "فتوريو الفيري "(1749-1803). اما عباس محمود العقاد فيرى وجه شبه قريب بين الرجلين في السيره ، والمنزع ،وظروف الحياة ،بل هناك " تشابه بين رؤوس الموضوعات باد من النظره الاولى الى صفحات الكتاب " مع اختلاف المنهج اما رشيد رضى يرى فيه "انّ مباحث طبائع الاستبداد لايكتبها قلم اوربي، ولا يقتبسها من المراجع الاوربية" وهناك من يرى تشابه بين الكواكبي والشيخ النائيني خصوصا في الفصل الاخير منهما المعنون في طبائع الاستبداد ب"الاستبداد والتخلص"وفي الامة..ب"قوى الا ستبداد وطرق مكافحته".( ) 4-رشيد رضا :- أولا- أطروحات الشيخ رشيد رضا: فرأى أن سبب تخلف الأمة يكمن في أن المسلمين فقدوا حقيقة دينهم، وأن ذلك مما شجعه الحكام الفاسدون، لأن الإسلام الحقيقي يقوم على أمرين: الإقرار بوحدانية الله، والشورى في شؤون الدولة. واعتبر أن الحكام المستبدين حاولوا حمل المسلمين على نسيان الأمر الثاني بتشجيعهم على التخلي عن الأمر الأول ، وأكد أن أعظم درس يمكن أن يستفيده أهل الشرق من الأوروبيين هو معرفة ما يجب أن تكون عليه الحكومة.اذ كانت السلطة السياسية في فكر رشيد رضا تتميز بخصائص منبثقة من الرؤية المعرفية والإطار الحضاري الإسلامي.وتربط شرعية السلطة السياسية بشروط واضحة ، وضوابط متعددة تشكل إطار ينبغي أن تسير فيه السلطة السياسية وألا تخالفه ومن أهمها :الالتزام بالقيم السياسية الإسلامية ،وبالمقاصد العامة للشرعية الإسلامية ،وفهم السنن الكونية والاجتماعية الحاكمة للوجود الإنساني والمجتمع البشري . إما عن المرجعيات في تعريف السلطة السياسية فقد اعتمد على الجمع بين التراث الإسلامي وتعريفات غربية مستفيدا من مبدأ فصل السلطات ، فاعتبر أهل الحل والعقد بمثابة السلطة التشريعية (أخذ بعين الاعتبار الفرو قات "المعرفية والحضارية " واعتبر الإمام بمثابة رئيس السلطة التنفيذية ، وقارن بين مبدأ الانتخابات والنيابة في الفكر السياسي الغربي. ويربط شرعية السلطة السياسية برضا الأمة ، وقبولها ، فأهل الحل والعقد تنتخبهم الأمة ويرفض حكم التغلب في كل الحالات . إما ممارسة السلطة السياسية يعتقد رشيد رضا يجب إن نلتزم بالأصول العقدية والضوابط الشرعية فعلى مستوى القيم السياسية الإسلامية والتي ترتكز على القيمة العليا وهي التوحيد والعدل ،وفي ذلك يختلف الفكر الإسلامي عن الليبرالي الذي يجعل الحرية قيمة عليا، وعن الفكر الاشتراكي الذي يجعل المساواة قيمة عليا . وعلى مستوى المقاصد العامة للشرعية الإسلامية فان "المصالح "هي محور السياسة الشرعية ،وترتبط الممارسة التشريعية للسلطة السياسية بالنص والمصلحة وهنا يقدم المصالح المرسلة على النص مخال جمهور أهل السنة .وعلى مستوى الحاكم للإجماع البشري والوجود الإنساني فهي آراء وأفكار تتسري مع التراكم الفكري والمعرفي في الثقافة السياسية الغربية .( ) ثانيا: وقد جاءت القراءة السلفية التي يمكن ملاحضتها من خلال" لحظة" رشيد رضا حيث تشكل تحول حاسم في التأثير لعبت بها عوامل سياسية وثقافية حركية منها: 1. احتدام الصراع بين الليبراليين القومين المصرين من جهة و الاسلامين من جهة أخرى. 2. حيث في العشرينيات اثر فصل مصطفى كمال بين الخلافة والسلطة في البداية ، ثم فصله التام بين الدين والدولة على الطريقة العلمانية الفرنسية النضالية ، وقيامه بالإجهاز على منصب الخلافة 3. فضلا رشيد رضا في شروط عمله من اجل الاستقلال العربي عن المحتل الأوربيين إلى نجد في مواجهة الهاشميين . ولقد دفع ذلك إلى إيقاظ العناصر المتشددة النائمة في سلفية "رشيد رضا" العامة المرنة . ( ) وقد اختلف الباحثون في رصد هذه اللحظة بحسب المواقف الإيديولوجية فالباحث الإسلامي " محمد عماره"يرى أن تيار " الإحياء والتجديد"الإسلامي الذي أطلقة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده قد تواصل عبر مدرسة "المنار"التي رعاها الشيخ محمد رشيد رضا ، ليصل إلى جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن ألبنا لتكون أول تنظيم جماهيري يعبر عن تيارات " الإحياء والتجديد" الإسلامي في العصر الحديث .( ) وهناك من يرى العكس( ان الاسلام السياسي ،الذي مثلته جماعة"الاخوان المسلمين "وما تفرع منها ، قد شكل قطيعة مع تيار الاصلاح الديني الذي روج له كل من الافغاني وعبده ، وان هذه القطيعة قد جرى التمهيد لها بانقلاب تفكير الشيخ محمد رشيد رضا ،في المرحلة الاخيرة من حياتة ،على افكار استاذيه.( ) من هذا نفهم ان الامر يعود الى صراع بين تيارين من النقاد المشروع النهضوي فالاسلامين يحاولوا تاصيل فكرهم السياسي بالعوده الى المرجعية التي مثلها الافغاني و محمد عبده ، بشكل خاص، وهوماظهر في كلام محمد عماره .اما الاتجاه الاليبرالي والعلماني والقومي فهولاء يتعاملون مع مشروع النهضة بشكل شامل دون التركيز على جانب واهمال جانب اخر ،والهدف هوايضا محاولة تاصيل المشروع العقلاني كما يسمونه ، ويعتقدون ان الاسلام السياسي شكل انحراف عنه باعتماده مرجعيات سلفية متشدده. 5- الشيخ محمد حسين النائيني( ): يمكن تجاوز الفجوة الحضارية عبر إدامة أفق التلقي بين الماضي والمعاصرانطلاقا من الواقع وإشكالاته وحاجاته الفكرية والاقتصادية .؛ فالتحول نحو التفكير العلمي يعد ضرورة قصوى لتأسيس رؤية ثقافية قائمة على المعـــرفة الدقيقة والطاقة الخلاّقة للكشف عن مختلف ميادين الحياة ولابد من أن ينعكس هذا الوضع على طبيعة النظام المعرفي بفعل حتى نتمكن من تجاوز العوائق الفكرية والحضارية التي حالت دون أن الاستيعاب العام للأخر" من جهة والذات التراث من جهة أخرى أي التراث بوصفه التأويل المسبق للعالم الذي نحيل عليه وهذا لايتحقق الا من خلال وجود القارئ الذي أصبح العبد الفاعل في إعادة استثمار النص وتوظيفه داخل أفق التاريخ أي أن القراءة هي الأخرى تعد عملية خلق عما هو مسكوت عنه في النص ولم يتح له أن يقوله من قبل؛ لان القارئ ليس ممثلا للدور السلبي، بل انه ليس أبدا بلا قصد مصرح به أو مضمار، بل هو في جميع الأحوال محمل بثقافته التي تمثل افقه التاريخي والاجتماعي والسياسي. من هنا تأتي قراءة الشيخ النائني الذي اختلفت فيه القراءات ، بوصفه يمثل محور داخل نظرية ولاية الفقيه بوصفه يمثل مرحلة من تطور هذه النظرية ، وهناك من يراه جزء من ولاية الأمة بإطارها القائم على الولاية الحسبية ، وهناك من يجد في مشروع النائيني جزء من المشروع الإصلاحي بإطار الإصلاحي الذي مثله الأفغاني والكواكبي ومحمد عبده القائم بالانفتاح على الأخر وتصورات ألدوله المدنية . وهذا مرده إلى موقع النائيني الديني والقرب من مشروع الإصلاح فكريا وانطولوجيا أي قربه من الأفغاني ( ) إلا إننا نجد في قراءته مرجعية مهمة في بناء التجربة العراقية الحديثة من خلال التركيز على مفهوم "ألدوله المدنية". وهو الذي مارس نقد الفكر الاستبدادي ودوره داخل الفكر الإسلامي ومحاولته الرد على النقاد الذين حاولوا الدفاع عن الاستبداد بحجة غربة المفاهيم الدستورية عن الفكر الإسلامي هذا جعل النائيني بتأصل المفاهيم ، ويدافع عنها . ثم من ينظر إلى فكر الشيخ ضمن الفكر الفقه السياسي سوف يجد انه يمثل جزء من هذا الفكر إلا انه يمثل إضافة، تلك الإضافة التي تنفتح على الواقع من خلال المستجدات مع العمل على أغناء الأصل مما سوف يكون له اثر في تطور الفقه السياسي لقد جاءت قراءة النائيني داخل لحظة النهضة وخطابها الإصلاحي الذي اتسم بانفتاح على الأخر والحوار معه نظرا لما يمثله الأخر من حاله جديدة مغايرة لما عليه حال المسلمين بشكل عام والعرب بشكل خاص ذلك الانفتاح الممزوج برفض الاحتلال وهو ذات الموقف النهضوي عند الأفغاني الذي كانت تجمعه بالنائيني وحدة الهدف النهضة بالإضافة إلى المعرفة المباشرة بين الاثنان؛ ويتميّز الأفغاني والنائيني برؤيتهما الإصلاحية الشاملة في الفكر والفقه والسياسة والاجتماع، فيما انحسرت إصلاحية محمد عبده لاحقاً عن إصلاحية أستاذه الأفغاني الذي يهتم بالجانب التربوي. ما كتبه الشيخ محمد حسين النائيني في رسالته تلك يعد سابقة يسجلها عالم دين والذي اعتبر في وقتها مفكراً للمشروطية أو الدستورية، نجد في الرسالة تأسيساً لحياة برلمانية حديثة، للرعية حقوقها وللحاكم واجباته، وفيها دعوة إلى ما يمنع الاستبداديين الديني والسياسي من الانتشار وقد اعتبر الاستبداد الأول (الديني) قاعدة وأساسا للاستبداد الثاني (السياسي) وقد شمل نقده لفقهاء الدين المستبدين مثل صاحب "الخراج" قاضي القضاة أبي يوسف أو صاحب "الإحكام السلطانية" قاضي القضاة أبي الحسن الماوردي. وكل مَن أسس للاستبداد باسم الدين والمذهب. 1. موقفه من الواقع السياسي في إيران والعراق :يظهر اهتمامه بالسياسة والإصلاح منذ العشرينات من عمره. قد بلغ ذروته عندما أصبح في الخمسين من عمره ، وذلك من خلال المشاركة الفعالة في الحركة الدستورية الإيرانية فقد كان احد أعضاء هيئة العلماء التي شكلت لتوجيه الحركة وقيادتها تحت إشراف الشيخ الخراساني.( ).ويعد كتابه (تنبيه الأمة وتنزيه الملة) يعد زبور الحركة الدستورية ، حيث قام خلاله بدور المنظر الفكري وواضع الأسس الفقهية لها.( ) ،إما الموقف إلي كان له من النشاط السياسي في العراق حيث عندما أعلن الجهاد ضد الاحتلال الانجليزي في العراق عام 1914 ،كان الشيخ من جملة المشاركين فيه .فالصلة بين احداث الثورة الدستورية في إيران وثورة العشرين في العراق بينة الأثر(إذ القائمين عليها من العلماء والمراجع كانوا من تيار هذه الحركة ، وإنما تمحورت حول المطالبة بملك مقيد بدستور ومجلس نيابي (...) ففي 1 آذار 1921 حسم مؤتمر القاهرة القضية العراقية بتسمية الأمير فيصل بن الشريف حسين مرشحا لعرش العراق . وهنا وقف الشيخ محمد حسين النائيني – ومعه أبو الحسن الأصفهاني – ضد فكرة الترشيح لعرش العراق ، سواء المرشح فيصل أو غيره ، ما لم يتضمن استقلال العراق وتشكيل الحكومة المستقلة فيه المنفصلة عن الأجنبي والمقيدة بدستور ومجلس نيابي هدفا مقدما على مسالة العرش.ثم في نهاية حزيران 1923 قامت الحكومة العراقية بتسفير العلماء المعارضين للانتداب البريطاني والمحتجين على نفي الشيخ محمد مهدي ألخالصي إلى خارج العراق ومنهم النائيني وكان العلماء مشاركة في الإحداث التي وقعة في إيران في نسيان 1924.( ) . من هذه الإحداث يظهر الجانب الجهادي الجامع بين الفقيه والمجاهد والمصلح في مواقف وفكر النائيني وهي أفكار ستستمر في فكر الصدر فيما بعد.
2. مشروع النائيني السياسي/ من الدولة: هي ما قبل الحرب العالمية الأولى حيث انصب اهتمام المفكرين العرب على الموالفة بين الديمقراطية والشورى الإسلامية ومحاولة إصلاح نظام الحكم ووضع الحلول لمشاكل الاستبداد السياسي ، وإبراز أهمية الشورى في الحكم مدعمة بأهل العقد والحل. نحن هنا نجد إن النائيني كان قد مارس دور السياسي على مستوين : الأول/ من خلال الانخراط المباشر في الإحداث السياسية. الثاني/ من خلا مؤلفة تنبيه الأمة وتنزيه الملة .
وفي كليهما جمع ذات الموقف سواء كان ذلك في إيران أو العراق مما يجعل من الإحداث الفكرية والسياسية في كلا البلدين متداخلة إلى حد كبير إلا انه في كل هذا كان يجمع فكرتين هما : أ- مقاومة المحتل_ كما عرضنا في الفقرة السابقة- . ب- نقد الاستبداد عبر إقامة ملكية دستورية قد بدى عند إلا انه بقى على ذات الفكر. يمكننا تكثيف تلك الرؤية من خلال" الدولة الصالحة "التي نلمسها من خلال بحثه في مفهوم السلطة في الإسلام إذ يتحدد في التالي: تحمل الأمانة والمسؤولية والغاية هي صيانة لنظام الأمة من خلال المحافظة على مصالح الأمة بعيدا عن القهر والتحكم بالعباد فالسلطة في الإسلام كانت ولاية وأمانة وتحولت إلى مستبدة مع معاوية إلا انه يحدد إن وعي العباد بمثابة النافذة التي ينفذ منها المستبد وضرب لهذا مثل حال السلطة في مصر الفرعونية وانكلترا الحديثة التي تكيل بمكيالين فهي مع شعبها تسلك سلوك الشورى ومع باقي الشعوب تسلك سلوك عدواني تعاملهم معاملة الأسرى ويرد هذا إلى غفلة الشعوب . والعلاج الذي يراه في ظل الغيبة تتمثل في ثلاث مقدمات نخلص منها إلى انه يصل إلى الكيفية التي يمكن تفعيل تلك المقدمات الفقهية في ضوء الممكن مقاوما المنكر ،وإزالة الاغتصاب ، والوقوف المغصوبة ، وتحديد صلاحيات الغاصب في التصرف بها على ضوء ما يصلها ويرف ملكيته المدعاة واستبداده حيث يعد اغتصابا مضاعفا وإلزامه العمل بمقتضى الوقف )( ) انه هنا يقارب بين مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبين التنوير بمعناه الحديث الذي يقوم على مقاومة الجهل ، وإحداث التحول في طريقة النظر إلى العالم والأشياء، يعتمد الأطر السلمية في مقاومة المستبد أو المحتل من اجل إن يخضع إلى رأي الأمة وإرادتها بالعدل، والمساواة عبر المقاومة واليات التحول السلمي الدستوري . إذ نجد يتوخى(تحويل السلطة الجائرة الغاصبة من مسيرتها الظالمة ، إلى سيرة عادلة سوف يحفظ للإسلام بيضته ، ويصون حوزة المسلمين من الكفار فان هذا العمل من أهم الفرائض التي يجب القيام بها)( ) والطريق إلي يحقق هذا الأمر يمكن في (تدوين دستور محدد، وقيام هيئة عليا بالإشراف والتسديد ، وعرفت على الأصلين المباركين – الحرية والمساواة – من مسؤولية ، وكون قيام الهيئة المسددة مقام العصمة عندنا ومقام عنصر العلم والقوة العلمية عند أهل السنة لا يأتي إلا بتجزئة القوة الحاكمة والأخذ بنظر الاعتبار كافة المباني المذكورة ورد كل فرع إلى أصله في الشريعة)( ) فالحكومة التي يصفها بالولائية العادلة حكومة مسؤولة ومشروطة ومقيدة ومحدده على الشورى جاعلا قوامها الأصلين المباركين (الحرية والشورى)( ) . وهو يدرك على مستوى الذات(فابتلينا بأن أصبحنا اسارى ورقيقا بأيدي الطواغيت حتى ظهور الحجة عجل الله فرجه ولم ندخل هذا المجال اعتقادا منا بعدم جدواه، وإما الآخرون فقد سبقونا في فهم تلك الأسس والمباني وتخليص رقابهم من هذه العبودية النجسة(...) وانطلاقا من نزعتهم الاستبدادية المتأصلة فيهم ، قام هؤلاء وبمساندة من الظلمة بابتداع مذهب جديد أسموه الإسلام ، وشيدوه على أساس رفع شان طواغيت الأمة إلى مستوى الربوبية ، وإسباغ الصفات الإلهية عليهم )( ). وفي موضع الرد على الشبهات التي قال بها فقهاء السلطة فيما يخص الحرية ومبدأ المساواة بين أحاد الشعب ومساواتهم مع شخص الولي في جميع الأمور حيث المراد هو مخالفة ضرورات الشرائع والأديان ومرد هذا الاختلاف يعود إلى عدم توافق قوانينهم التفصيلية مع إحكام الشريعة ومن ثم جاءت هذه المغالطات الثلاث تقضي بان تدوين الدستور الأساس يعد بدعة من ثلاث زوايا.وصلوا إلى المغالطة الرابعة فيما يتعلق بخصوص تنصيب مراقبين وعقد مجلس شورى حيث عدم جواز تدخل الأمة في أمر الإمام بقولهم : ما شان الرعية والدخول في أمر إمامة وسلطان صاحب العصر والزمان. هنا يظهر الأمر وكأنه مرتبط بالتقية التي بقت طيلة تلك الفترة تحكم سلوك الفقه السياسي وهنا أهمية دور النائيني في مواجهة الفكر التقليدي من جهة ومن جهة أخرى استثمار سلطة هذا الأمر لخدمة مشروعها الاستبدادي من هنا جاءت فعالية التأصيل ردا على تلك التهم . حيث نلمس إن الشيخ النائيني كان يقود حرب تحديث وتأصيل أي تحديث التأويل السياسي عبر يجاد تشريعات تلتزم بالنص الشرعي ، من ناحية ومن ناحية أخرى تستجيب لمتغيرات الجديدة في المشهد السياسي والفكري . لهذا نلمس في نصوصه تأصيل وتحديث في الوقت ذاته بمعنى انه كان مطلع على التطورات الفكرية الحديثة فيما يتعلق بالدستور والتقيد بالرادة الشعب وهو بهذا مطلع على المتغيرات الحديثة في النص السياسي العالمي ومن ناحية أخرى عمل على تجريد الخصوم من مرجعياتهم النصية وهذا يظهر في تأصيله الممارسة الانتخابية في مسالة الولاية في ظل الغيبة في إدارة أمور لأمة وشؤونها من الوظائف الحسبية وهنا( يتضح إن القيام بالوظائف اللازمة وإجراء عملية التحديد والتقنين لا يتم بهذه الصيغة الدستورية الرسمية السائدة في العالم، وبانتخاب ممثلي الشعب للمساهمة في رسم سياسة البلد وإدارة شؤونه ، وبدون ذلك لن نصل إلى النتائج المطلوبة(..) ولرعاية جانب الاحتياط ، يجب إن يكون إجراء الانتخابات وتدخل المنتخبين في الأمور الحكومية بإذن المجتهد النافذ الحكم. وقد يكون من اللاصح إن تضم مجموعة المنتخبين عددا من المجتهدين العظام لتصحيح وإنفاذ الآراء الصادرة) ( ). إن رهان التفكير و التحليل و السؤال يمكن أن يحدد باعتباره حمولة فكرية وهذا الرهان ممكن تلمسه من خلال المعالجة الجديدة في الفقه السياسي في الاستجابة إلى مستجدات الواقع من جهة وتحديث المعالجة الفقهية الملتزمة الشرع من جهة أخرى.ويأخذ الأمر توسع من خلال معالجة مسالة العلاقة بين التحديث والنص من خلال معالجة صحة تدخل النواب وبيان وظائفهم وشرائط مشروعيتها هو في الشروط في صحة ومشروعية تدخل مبعوثي الأمة في الوظائف الحسبية . وقد ظهر مما سبق إن الشرط الوحيد هو حصول الإذن من المجتهد النافذ الحكومة واشتمال المجلس الوطني على عدد من المجتهدين العدول المطلعين على واقع السياسة .( ) فضمنيات الموضوع هي غالبا المحددة لمعناه العميق و ل"كثافـته الفلسفية" و من الضمنيات الممكنة نحدد الافتراضات العرضية للموضوع كما هو معطى مسبقا وضمنيا في السؤال نفسه فالتصورات التي نخرج بها من الجهد الفكري الذي قدمه النائيني انه يحيل إلى ألدوله المدنية التي يأخذ في تصورها ثوابه فقهية تجمع بين الممكنات الأخلاقية والدينية والشورى بمعناه الدستوري وهذا يظهر من خلال الأتي: 1. الإحاطة العملية الكاملة في باب السياسة ، وتعبير آخر الاجتهاد فيها كان يكون خبيرا بالأصول الدولية المتعارفة ومطلعا على الحيل المتداولة بين الدول وخفايا الأمور وعارفا بالمسؤوليات المناطه به وبمقتضيات العصر ، وبانضمام هذه الصفة إلى فقاهة المجتهدين المنتخبين لتمحيص الآراء وتطبيقها على الجوانب الشرعية تتكامل القوة العلمية اللازمة في مجال الإدارة السياسية للأمة. 2. الخلو من الإغراض والإطماع الخاصة . لان وجود أي شائبة من الطمع وحب الرئاسة ونفوذ الري من شانه تحويل الاستبداد الشخصي إلى استبداد جماعي أسوا حالا من الأول. 3. إن يكون غيورا على دينه ودولته ووطنه الإسلامي وعلى عامة المسلمين بحيث يعتز بجميع حدود وان يرى دماء وإعراض وأموال إفراد الشعب كما يرى روحه وعرضه وناموسه الشخصي . ( ) انه في تحديد هذه التصورات يقدم تصور إلى دولة المواطنة الدولة المدنية وهذا ما يظهر: • من خلال تصوره إلى الأقليات عبر المشاركة في الحكم واتخاذ القرار والمشاركة الانتخابية إذ يقول: بالنسبة للفرق غير الإسلامية فانه يجب دخولهم في الانتخابات، وذلك نظرا لاشتراكهم مع المسلمين في الجوانب المالية . ولكي تأخذ صيغة الشورى طابعها الشمولي والرسمي الكامل . • الصلة بين الدين والسياسة إذا ما انتخبوا أشخاصا من صنفهم فان المدار في صحة انتخابهم هو اتصافهم بالأوصاف المذكورة. ولا ينبغي توقع حماية الدين منهم ،بل يطلب منهم الحرص على خير الوطن والمواطنين ، وبالجملة فان الهدف من عقد مجلس الشورى هو النظر فيما يصدر عن ولادة الأمور وإقامة الوظائف الراجعة إلى انتظام أمور البلاد وحفظها وسياسة أمور الأمة وإحقاق حقوقها. • تأكيده الغرض من الحكومة:ليس الهدف من إقامة حكومة شرعية وإصدار الفتاوى وإقامة صلاة الجماعة . والشروط المعتبرة في باب الأمور الدينية العبادة أجنبية عما نحن فيه. فوجود المجتهدين وحصر وظيفتهم الرسمية بالحيلولة دون ظهور موقف مخالفة للشريعة يعد كافيا إذا كان العمل خالصا من الإمراض والإعراض الخاصة. إما عن صلاحيات النواب ومجال النص: وهنا يمكن ان نرصد المساحة الممكنة أو ما يدخل في منطقة الفراغ التي على النواب إن يقوموا بإيجاد نصوص تشريعية تعالج الفراغ (من الوظائف التي يجب على نواب المجلس القيام بها النظر في عملية وضع القوانين ، وضبطها، وإحراز تطابقها مع الشرعية الإسلامية ، والقيام بنسخها أو تغييرها إذا ما دعت الظروف لذلك .. فهي لا تخرج عن القسمين إما إن تكون إحكاما نص عليها الشرع ، أو لم ينص عليها الشرع فهي موكولة إلى الولي لعدم اندراجها تحت ضابط خاص وبالتالي عدم تعين الوظيفة العملية فيها . القسم الأول لا يختلف باختلاف العصر وتغير الأمصار ، ولا يجزي فيه غير التعبد ولا يتصور فيه أي وضع بينما يكون القسم الثاني تابعا لمصالح الزمان ومقتضياته ، وهو موكول لنظر النائب الخاص للإمام (ع) ، وكذا النواب العموميين (الفقهاء)، أو من كان مأذونا عمن له ولاية الإذن بإقامة الوظائف المذكورة)( )
النتائج : بعد هذه الفسحة من التأمل والعرض للأفكار والتصورات الحديث في مجال الإحداث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية : 1. هيمنة الخطاب السياسي الوسيط القائم على الطاعة رغم الأفكار التي بشر بها المفكرون العرب إلا أنهم بقو مجرد عارضين المشورة غير الملزمة إلا إذا كانت تصب في قوة الحاكم لهذا جاء الفعل تحديث للإدارة وليس حداثة بمعناها المغير الذي يجعل من التغير هو الهدف المنشود الذي ينقلنا من ثقافة التكليف إلى ثقافة الانتخاب. 2. بقت ثقافة التحديث مرتبطة بثقافة المركز الغربي الذي عمل من اجل إلحاقها اقتصاديا وسياسيا بشكل غير مباشر وسرعان ما تحول إلى شكل احتلال مباشر . 3. الأخر كان حاضر بعمق في المنطقة من خلال التحدي وهذا ساهم في بروز الخطاب الممانع الأصولي بدل الخطاب العلماني القائم على النقد . 4. كانت هناك أماني كبيرة إلا أنها لم تستطع إن تجد حلا في ظل التخلف الذي يعيشه العالم العربي
#عامر_عبد_زيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحضارات صراع أم حوار
-
التأويل اللاهوتي لتاريخ عند أوغسطين
-
نظرية المعرفة
-
إشكالية الخطاب الإعلامي والتحول الديمقراطي العربي
-
من اجل إحياء العقلانية العراقية الغائبة
-
آراء أهل المدينة الفاضلة
-
رهانات الحداثة الإسلامية
-
التأويل والريبة عند ماركس
-
مفهوم الهوية وقبول الأخر
-
مقاربة في رواية -الحنين إلى ينابيع الحب -
-
تحولات -بروتيوس-(*)
-
مجلة قراطيس
-
رهان الهوية واليات التعايش في العراق الجديد
-
جدلية المثقف والسلطة في الخطاب السياسي عند فلاسفة الإسلام
-
مقاربه في المنهج
-
إمام الصمت والاستقطاب الطائفي ماذا يحدث في اليمن ؟
-
قراءة في مشروع بول ريكور التاويلي
-
اطياف الديمقراطية في تمثلات الذات العربية
-
اللغة واليات انتاج المعنى
-
مقاربه في المجتمع المدني
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|