عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 3680 - 2012 / 3 / 27 - 22:13
المحور:
الادب والفن
اعتادت الفتاة أن تلعب بجانب باب البيت وتتأمل طوابير النمل السوداء وهي تسعى في مناكب الأرض بحثا عن الزاد.كانت تقترب من النمل وتبسط يدها المليئة بفتات صغيرة من الخبز، فتتسلقها النملات النشيطات ويبدأن في نقل الفتات من راحة يدها الى جحوزها القريبة ،ثم ما تلبث أن تعاود الكرة حتى تنظفها تماما. في الأسابيع الأخيرة انتبهت الى اختفاء ضديقاتها النملات السوداء.وحل مكانهن نمل أحمر ضخم دبيبه على الأرض أشبه بقرع طبول الحرب.لا يبتظم في طوابير كحال النمل الأسود وانما تنتشر جحافله في كل مكان ويهاجم كل ما يلوح له.كان النمل الأحمر عدائيا شرسا ،يقرص تاركا ورائه دما نازفا على الأرض وسرعان ما يتراكض ويتجمع حول نقاط الدم ليلعقها.تتبعت مصدر النمل الأحمر حتى وصلت الى حارة مدمرة تماما تفوح من جوانبها رائحة الموت.صرخت رعبا فقد وجدت الألاف من النمل تنهش بقايا جتة طفل رضيع مكومة بين الأنقاض.
هرولت مولولة الى البيت ضارخة بأختها الصغيرة:اختبئي فالموت قادم الينا .
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟