عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 3679 - 2012 / 3 / 26 - 23:23
المحور:
الادب والفن
اللّص
في ندوة تلفزيونية طالت حتى ضجر الناس..رآه بأمّ عينه ..نفسه اللّص الحاذق..يلبس الهندام الجديد..وقد زاد وزنه وأحمّرت خدوده ..المذيع يسأل واللّص يتسربل بالورع ويمثّل دور الناصح النصوح..الندوة كانت على الهواء مباشرة وتحت عنوان" الفساد المالي..كيف نحاربه؟"!.
حالة
عندما يزور الرؤساء الأشقاء عاصمة الرشيد، تقفل الجسور أبوابها..وتخلو السماء من الطيور ..وتغلق الصحف اليومية..وحدها خيول السلطان ..تروح وتغدو في الليل كما النهار.
أمتحان
غرفة صغيرة في مؤخرة ردهة المستشفى..دعاه الأستاذ الصعب المراس للدخول حيث موعد الأمتحان السريري..لم يجد طالب الطب النجيب أفضل قولا من تحية ..
-السلام عليكم..
نهض الأستاذ الصعب المراس..أنحنى قليلا ورفع يده للطالب:
_ وعليكم السلام..
رقص قلب الطالب فرحا لحفاوة الأستاذ..وتفاءل خيرا..
بعد دقيقة تفصّد جبين الطالب عرقا..وخانه ذكاءه عندما سأله أستاذه الممتحن عن عضلات يده التي رفعها مسلِّما مع أسماء شرايينها وأعصابها..
حكى لزميله ما حصل..دخل زميله قاعة الأمتحان مردّدا بصوت خفيض..
_ صباح الخير.. أستاذ..
أهل السياسة
أخذ المؤلف 20 نسخة من كتابه الجديد..وضع النسخ في حقيبة صغيرة رفعها حتى لامست قلبه..مشى ساعة حتى وصل مكتبة صديقه، حيث تعّود منذ زمن أن يعرض كتبه للقرّاء فيها..أعتذر الكتبي عن عرض كتاب المؤلف بعد أن علم أنْ ليس فيه فضائح سياسية تُضحك الناس الذين أكلتهم الهموم والأحزان..
حرية
خرج المسجون من سجن المدينة هذا الصباح...عاد أليه مساءً لأنه وجد الحرية شيئا لا يطاق!!!.
الكرسي
الكرسي..كرسي الرئيس..كرسي الوزير....وليس كرسي الفقير..لا زال يشغل بال المثقف العربي..يريد أن يشبعه تكسيرا في حين يدافع عنه من كان جالسا عليه..وحتى الرمق الأخير...
أنسلاخ
على غفلة من الزمن أنسلخت المرأة عن واقعها..لم تعد هي كما تعوّدها الناس..أصبحت أقصوصة في كتاب مخطوط بماء الذهب...!.
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟