|
الشهيد الرفيق محمد احمد عبدالولي 1940- 1973
علي عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 1082 - 2005 / 1 / 18 - 11:10
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
الأديب محمد عبدالولي من مواليد (اثوبيا) لوالد يمني من المهاجرين الذين انظموا إلى حركة الأحرار اليمنيين. امضى طفولته في أفريقيا السوداء، درس في مدرسة الجالية اليمنية بأديس ابابا من ثم عاد من غربته سنة 1946 . سافر للدراسة في الأزهر الشريف سنة 1955 وفي القاهرة استكمل دراسته الثانوية مع الكثير من رفاقه الطلبة اليمنيين آنذاك .ومن خلال تواجده في ذلك الزخم الثوري الذي عاشته مصر بعد ثورة يوليو1952، تمكن من الدخول إلى عالم أوسع. تشكّلت لديه أولى لبنات الفكر المستنير من خلال تفاعله وحضوره العديد من الندوات، وارسى العديد من الصداقات مع أدباء مصريين وعرب لان مصر كانت محجّة العرب الثقافية والتنويرية. وإثناء دراسته في القاهرة قام مع مجموعة من رفاقه الطلبة في القاهرة. بتأسيس أول رابطة للطلبة البمنيين التي انعقد مؤتمرها التأسيسي سنة 1956 في مقر رابطة الطلبة الفلسطينيين وحضر المؤتمر مندوب عن الرئيس جمال عبد الناصر ورئيس رابطة الطلبة الفلسطينيين آنذاك ياسرعرفات وايضاً ابو اياد.ولم يتجاوز عمر الفقيد وقتئذٍ (17 عاماً) . وبشأن تأثير ما طرحته تلك الرابطة في بيانها من قرارات، كتب الراحل الاستاذ عبدالله باذيب:" بأنها وثيقة سياسية خطيرة" .. التي تركزت حول مفهوم الوطن الواحد ووحدة التراب اليمني وكانت أول حركة سياسية تظم جميع أبناء "اليمن الطبيعي" كما أكدت وتمسكت " بأن اليمن الطبيعي كل لا يتجزأ، وقضيته واحدة ذات كفاح واحد في سبيل التحرر والوحدة الوطنية الشاملة" مجلة اليسار- العدد 118 / ابريل 2001- ص 60 . وعمل الفقيد ورفاقه على توسيع اتصالهم بالحركات اليسارية المصرية والسودانية وغيرها مما جعل المخابرات المصرية تقوم برصد تحركاتهم ومضايقتهم .وفي سنة 1959 عاد ورفاقه وعددهم 24 طالباً إلى اليمن احتجاجاً على ترحيل السلطات المصرية لمجموعة من رفاقهم الطلبة اليمنيين. وبعد عودته إلى اليمن سافر إلى موسكو ودرس في معهد غوركي للآداب الشهير لمدة عامين من ثم عاد إلى ارض الوطن بعد الثورة في شمال الوطن في سنة 1962 تبوأ عدة مناصب في السلك الدبلوماسي قائماً بأعمال سفارات الجمهورية الفتية في موسكو وغيرها من البلدان إلى أن تفرغ لافتتاح داراً للنشر بتعز، بدأ نشاطه ونتاجه الأدبي التنويري لتعرية الواقع وكشف مكامن الجهل والظلم و التخلف الذي أثار مخاوف السلطات آنذاك، سجن بعدها لمدة عام سنة 1968 وأعيد إلى سجن القلعة مكبلاً بالقيود مرة أخرى سنة 1972 .وفر هارباً من محاولة اعتقاله الثالثة. استشهد الفقيد في حادثة مدبرة (لطائرة الدبلوماسيين) الشهيرة المتجهة آنذاك إلى حضرموت التي أودت بحياة العديد من رجالات الفكر والأدب والسياسة في اليمن ومنهم سيف الضالعي وعبدالباري قاسم وآخرين لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً. ويعتبر الفقيد عن جدارة رائداً من رواد القصّة والرواية وفي مقدمة الذين طوّروا القصّة والأدب بشكل عام في اليمن. وللأديب عدة أعمال طبعت منها مجموعته الأولى سنة 1966 ومجموعته الثانية سنة 1972. وترجمت بعض أعماله إلى اللغتين الفرنسية والروسية والألمانية والإنكليزية، كما تدرس بعض أعماله الأدبية في جامعة تكساس في الولايات المتحدة. اشهر روايات الأديب الكبير التي أثارت جدلاً منذ صدورها وحتى اليوم كانت روايته" صنعاء مدينة مفتوحة" التي طبعت ونشرت بعد وفاته من ثم أعيد نشرها بعد نحو عقدين من الزمن في صحيفة الثقافية والتي تعرضت فبها الصحيفة للمحاكمة ..وهناك أعمال أدبية أخرى في الشتات وأخرى فقدت معه . ونشرت روايته " يموتون غرباء" مسلسلة في صحيفة الشرارة عام 1971 ومن ثم طبعت في بيروت عام 1973 . وهي روايته الأولى التي تجسد معانات المهاجرين في المهجر وكذلك معاناتهم عند العودة إلى ارض الوطن. ولا يخفى على المهتمين تأثر الأديب بالاتجاه الواقعي ونلمس ذلك من خلال نتاجه الأدبي، يكشف لنا الكثير وذلك بفضحه للواقع البائس للشعب اليمني سواءً في المدينة او القرية الأكثر بؤساً.كما انه قدم أيضاً في الكثير من أعماله الأدبية صورة المرأة اليمنية والتركيزعلى معاناتها في المجتمع اليمني والتي يعتبرها بمختلف منازلها (امرأة فاضلة) عاش أديبنا قصة حياة كبيرة رغم عمره القصير.. المهاجر في طفولته، الغريب داخل الوطن.. عانى الكثير من سجن وتعذيب ومات شهيداً للمؤامرة ومات أيضاً شهيداُ للنسيان. ومن مقدمة للراحل الأستاذ عمر الجاوي لرواية يموتون غرباء:"حياة عبدالولي مجموعة كبيرة من القصص..".
#علي_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفقيد علي عبدالرزاق باذيب 1934- 1991 ذلك القلب النبيل حتى ا
...
-
الشهيد عبدالله عبدالمجيد السلفي
-
الرفيق الشهيد زكي محمد بركات
المزيد.....
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|