عبد الحسن حسين يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 19:23
المحور:
كتابات ساخرة
كان الحاج محسن لا يهمه تعليم اولاده لانه تاجر واكثر ما يفكر فيه هو نجاحهم من المتوسطه ليعملو بعدها بتجارته الواسعةوعندماغير رأيه و اقتنع ان للشهادة الجامعية قيمة اجتماعية كان الاولاد الكبار قد تركواالدراسة وتوسعت تجارتهم وتزوجوا ولم يبقى الا اصغرهم سالم وكان بليدا لا يصلح للتجارة التي تتطلب الحيل والمداهنة.فقرر الحاج محسن مع نفسه ان يجعل سالم يكمل دراسته الجامعية حاله حال اولاد التجار الاخرين واستطاع سالم ان يكمل دراسته الثانوية بعد ان استعمل والده كل اساليب الرشوة والهدايا والدروس الخصوصية مدفوعة الثمن ولكن معدله لم يسمح له الدخول الى كلية ذو اختصاص مهم ففضل والده ادخاله الى كلية دينية ليتخرج امام وخطيب جامع وسيضرب عصفورين بحجر واحد وهو ان يجعل ابنه خريج ومعمم في ان واحد بعد ان عرف ان سوق العمائم اصبح رائج وان للعمامة قدسية تغطي على غباء صاحبها.لكن الذي يؤلم الحاج محسن ان اولاد جيرانه بالعمل استطاع احدهم الدخول الى كلية الهندسة والاخر كلية الطب رغم انهم يملكون نفس غباء ابنه سالم واستنتج ان آبائهم استطاعوا بطرق التجار الملتوية ان يحصلوا لاولادهم على معدل عالي وتخرج الثلاث الاول مهندس والثاني طبيب وسالم اجازه ليكون خطيب وامام جامع ..
كان لدى والد سالم مزرعة طلب من سالم ان يبني له بيتا فيها باشراف صديقه المهندس وبدأ البناء وتم احضاركل ما طلبه المهندس وأستنتج المهندس ان الارض الزراعية لا تحتاج الى اساس قوي للبناء فلا داعي للحفر لان ذلك جهد ضائع لا داعي له وامر العمال بالبناء وتم اكمال البيت وكان بيتا ضخما لم تستطع الارض الزراعية تحمله فسقط من الاعلى الى الاسفل بسبب غباء المهندس الفاشل وعندما علمت الحاجة ام سالم بالخبر سقطت مغميا عليها من هول الصدمة فركض سالم الى صديقه الطبيب ليسعف والدته فجاء الطبيب مسرعا ولانه لا يفهم شيء في الطب ذو قيمة سأل الحاج محسن يا حاج هل ذهبت الحاجة الى المطبخ في الظلام عندما كانت الكهرباء غير موجوده قال الحاج نعم قال الطبيب ان الشياطين دائما تستعمل الظلام لدخول المساكن انصحك بالذهاب الى الملاية حمدية الساكنة بقرب بيتكم لعلها تستطيع طرد الشياطين من الحاجة والدة سالم وهرب بعد ذلك بجلده حاملا غبائه معه.اثناء ذلك وصلت رساله تبشر سالم بتعيينه خطيبا في احد الجوامع وكانت اول وصيه له من ابيه (بني سالم اوصيك بمحاربة الغش والغشاشين في كل خطبة جمعة..) ان الذين يحكموننا الان في العراق هم الذين وصلوابالغش والاحتيال والدجل بنفس الطريقة التي وصل فيها الخطيب والمهندس والطبيب الذين تقودهم الملاية حمدية الذين اوصلونا الى الخراب العام الذي نعيش فيه وهم انفسهم الغشاشين والفاسدين ويرفعون فوق ذلك شعار محاربة الغش والفساد لقد اختصرت احد المواطنات الوضع الحالي عندما قالت ( المهرة مهرتنه بس جلالها تبدل ....)
#عبد_الحسن_حسين_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟