أول 60-70-سنة من حياة الانسان

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 15:55
المحور: كتابات ساخرة
    

يا جماعة الخير:الحياة مش على طولها كلها تعب وشقاء,لا,اطلاقاً,يعني هي أيام هيك وأيام مش هيك,وهن بس أول 60 سنة من حياتنا فيهن كثير من الصعوبات والمخاطر وبعد ذلك كل الأمور ستجري كما نحبها وكما نشتهيها,ولا تتفاءلوا بالشر,وليكن بعلمكم جميعا بأن الله سيفرجها علينا جميعنا واحدا تلوى الآخر بعد أن نصل جميعنا إلى سن ال 60 سنة أو ال70سنة,وسينال كل إنسان منا ما يتمناه وبعد ذلك إما أن نموت تدريجيا وإما أن نعيش حياتنا الطبيعية مع كل ما نحلم به من متع الحياة, يجب عليك عزيزي القارئ أن لا تحزن على هذه الحياة المحفوفة بالمخاطر من كل الجوانب فسنعيش جميعنا حياة هانئة مريحة بعد سن ال 60 أو ال 70 سنة من حياتنا هذا إن لم نُصاب بالسرطان أو بمرض الضغط والسكري,فإن أصابتنا إحدى تلك الأمراض فلا حول لنا ولا قوة ولكن إن نجونا منها فإننا حتما سنعيش حياة كلها أمل وحب وحنان,ولا داعي للتفكير الطويل والمرير ولا داعي بأن نغضب جدا لكي لا نتسبب لأنفسنا بالسكتة القلبية أو الدماغية فهذه الحياة تافهة جدا وليس لوجودنا معنى سوى انتقام الآلهة الأسطورية منّا جميعا فكل الأساطير تشير إلى أننا موجودون على هذه الأرض من أجل التكفير عن ذنبٍ لم نرتكبه على الإطلاق لا نحن ولا آباؤنا ولكننا هكذا ندفع ثمن رفاهيتنا الموعودون بها من عذابنا ودموعنا وحرماننا,وحين نكتشف معنا وجودنا ومعنى سعادتنا نكتشف حقيقة أخرى وهي أننا سنتعب كثيرا وسنرتاح بعد التعب, ولا بد بأن يفرجها الله علينا وعليكم بعد أن نصبر طويلا على هذه الحياة,ولا يأس مع الحياة,ولا حياة مع اليأس,يجب أن يكون الإنسان متفائلا جدا من هذه الحياة,حتى وإن عاش الإنسان طوال عمره معذبا فإن هذا العذاب لن يطول أبدا,فقط أول 60 سنة أو 70 سنة من حياة الإنسان فيهن كثيرا من الصعوبات ولكن بعد هذا السن سوف يرتاح الإنسان من التعب ومن المعاناة ومن الحظ السيئ,لذلك أرجو من الجميع بأن يؤمنوا مثل إيماني وإيماني هو بأن الله سيفرجها عليّ وعليكم بعد سن ال70 سنة.

يعني أول 70 سنة فقط لا غير من حياة الإنسان فيهن تعب وشقاء وبعد ذلك سيرتاح الإنسان,إذاً لا داعي للخوف من المستقبل أكثر,فكل شيء سيأتي لنا بأوانه,وأنا سألتقي بعد سن ال70 سنة من حياتي بحبيبة قلبي,وأنا بعد سن السبعين سنة من حياتي سأشتري لأولادي كل ما يحلمون به من ألعاب وهدايا وسيكون لدي مزيدا من الوقت لألهو مع حبيبة قلبي وأنا ممسكٌ بيديها الناعمتين وستكون حبيبتي في ذلك الوقت بسن ال 65 سنة,وسترى معي ما هو معنى السعادة الحقيقية,طبعا هذا بعد أن يصبح أولادي بعمري الآن وهو سن ال40 سنة,وسأشتري لنفسي جهاز(لاب توب) الذي أحلم به وسأفرح به كثيرا وسأحمله معي أينما أذهب وأنا أمشي على ثلاثة أرجل أو أربعة أرجل,وسأشتري سيارة أركبها من منزلي إلى السوق ومن السوق إلى منزلي وسأفرح بها كثيرا حين يركبها أولادي معي,فأمنية أولادي أن تكون عندي سيارة يركبونها معي وهم يفتحون النوافذ لكي يلهوا ويلعبوا مع الهواء الطلق حتى إن كان ذلك في فصل الشتاء القارص,وأنا أيضا بعد سن ال70 سنة من حياتي سأنال كل ما أحلم به وسأفرح جدا بالحياة وسأرتاح من البكاء على الصامت في كل ليلة من ليالي العمر بعد أن يجف من عيوني بحر الدموع,وبعد سن ال 70 سنة من عمري سأرتاح من كثرة التفكير وسأضع يدي ورجليّ في الماء البارد,ولن أفكر في كيفية تسديد فواتير الماء والكهرباء والإنترنت.

وبعض الناس الذين رأيتهم وسمعت عنهم عاشوا أول 80 سنة من حياتهم في نكد وتعب وبعد سن ال80 سنة ارتاح أغلبيتهم من التعب والشقاء والحظ السيئ ...,يعني ببساطة الحياة بدها اشوية صبر ,وصحيح أن الإنسان بعد سن ال60 سنة من حياته ستغزوه الأمراض الباطنية والأمراض العظمية من تآكلٍ وهشاشة وخصوصا أغلبية النساء بعد انقطاع الطمث,ولكن يجب أن لا ينقطع الأمل والرجاء من هذه الحياة فسيأتي الله قريبا بالفرج العاجل لي ولكم شريطة أن نتحلى جميعنا بالصبر وأن نثبت وأن نصبر ما يقرب من 20 عاما أخر وبعد ذلك سيزول عنّا جميعنا الهم والغم والحزنُ والأسى.

وأنا قبل اليوم كان عندي تصورٌ بأن الله لن يفرجها على رجل مثلي ولن يفتح لي باب الرزق على مصراعيه وقد فقدتُ الأمل جدا من هذه الحياة وكنتُ على اعتقاد بأنني سأعيش طوال العمر شقيا وتعيسا جدا في حياتي وبما أنني ولدتُ شقيا فإنني حتما سأموتُ شقيا,ولكن اليوم صار عندي اعتقاد آخر جديد وهو أن هنالك بصيصٌ من الأمل يلوح لي في الأفق بعد أن أتعدى سن ال 70 سنة من حياتي,لذلك أنا كلي أمل في هذه الحياة.

وهذا معناه أن تعبي وشقائي لن يضيع سُداً.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات