عبدالله الداخل
الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 18:25
المحور:
الادب والفن
الحصانُ وراكبـُهُ
يهبطان من السماء
مسرعَيْن ِعلى جبل ٍ
يحملان الوصايا للمدينة
وليس من مدينة
فتهيّأوا للحظة ارتطامْ
تحتلّ ُتأريخَ الغبار والظلام!
دعوتُ الى فراش ٍدافئ ٍ
في فجر صيفٍ باردٍ
ملاكـَيْن ِعاريَيْن
رقصا على منضدة الليل
طولَ الليل،
لم يسمعاني
وعندما اتحدا
أزحتُ الستارة
كي يدفأ الجسدان بنور الشمس
لكنهما إختفيا
قرى السماء والإله والقـُباب
قرى الوحول والدماء والذباب
تحثّ ُخـَطـْوي نحوها
هَـبّة ٌ من النسيان
وعصْـفتان في ظهري
بريح ِالطفولةِ والشباب،
حملتـُها على رأسي
كملابسي
عابراً على مضض ٍ
فأترعَتـْني على الضفتين
من مرّ الشراب؛
وجدتـُها في متاحفهم هنا
حملـَتـْني على جناحين ِمن حجر ٍ
وأرجعتني للحليب
تخاطب كلَّ من بَنى أوطانـَه سهواً
من أجل أن يبقى
تقول لكل ذي قرن ٍ نما له بين عينيه
أسبابَ الخراب،
تسقيني سراباً فأسقيها
على البعد
قذفـتين، كالدماءِ، من قلمي
إلى رَحِم ِالكتاب
فكم توكـّأ الأغرابُ بها
على بريق ٍشاحبٍ ينحني خجلا ً
كعادة الضوء
في مقبض العصا وصفرة الخـَيزران
وكم تهتزّ ُ من العار أغصانٌ
عند زوايا الفأس
بما تنوء به تواريخ الأكفِّ
من المسامير في الراح
وأذرع الصلبان
وكم يُحمَـلُ جرمُ الله
كجذع ٍميتٍ
ملفوفاً في حرير براءته
يعبّئُ بالخطايا الثقال المكان
وكم كان تذمر الأشجار
تنفض أرؤسَها
بزرقة الله
محتجة ً
لثرثرة الرجال
إذ تملأ جنتـَهم هنا
وتملؤها في الخيال.
-"إذن متى نصل المدينة؟
أما من أمل ٍ؟"
-"أمل؟"
-"لن أموت قبل الوصول إليها."
-"قد نموتُ في الطريق، كما ماتوا."
_"ماذا ترى في الأفق؟"
-"قلتُ لم يعد من أفق ٍ."
-"إذن فقد وصلنا."
#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟