|
وجود حكومة ضعيفة يعني وجود شعب قوي
الحزب الشيوعي اليوناني
(Communist Party of Greece)
الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 11:45
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ألقت الأمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني، كلمة يوم الأمس الثلاثاء 20 آذار/مارس، من منبر تجمع تعبوي ضخم قام به الحزب خارج مبنى البرلمان، في حين كانت الأحزاب البرجوازية داخل البرلمان تعمل على إقرار على اتفاق اقتراض جديد للبلد، يسعى من خلاله كل من حكومة حزبي الباسوك و الجمهورية الجديدة الإئتلافية مع اللجنة الثلاثية إلى تقييد الشعب بالأصفاد على مدى السنوات الثلاثين المقبلة.
كما و كانت تجمعات مماثلة قد تحولت في معظمها إلى مظاهرات جماهيرية في جميع المدن- عواصم المقاطعات و مدن اليونان الأخرى، شارك فيها الآلاف من العمال و الكادحين و العاملين لحسابهم الخاص إضافة للنساء والشباب. مع شعارات و هتافات : "نرفض إتفاقية الإقتراض – نرفض العيش في الأصفاد"، "لا للتوافق، لا للتراجع"، و"أيها العمال تقدموا كقبضة واحدة، و اهدموا المذكرات مع أرباب العمل!".
تجدر الإشارة هنا، إلى أن اليونان دخلت بالفعل فترة الحملة الانتخابية، على الرغم من أن موعد الانتخابات لم يُعلن رسمياً حتى الآن، لكنه سيقع إما في 29/4 أو غضون أول أسبوعي شهر أيار/مايو.
في تجمع أثينا، أكدت الأمين العام للجنة المركزية للحزب اليكا باباريغا في كلمتها على أن الصدام هو على طول الجبهة. حيث " تصطدم استراتيجيتان مختلفتان: فمن جهة هناك استراتيجية مصالح رأس المال التي تقابلها استراتيجية مصالح الطبقة العاملة و فقراء العاملين لحسابهم الخاص في المدينة والريف (...) إن العنصر الذي سيشكل فرقاً في المعركة الانتخابية المقبلة هي النسبة التي سيحصل عليها الحزب الشيوعي.اليوناني. لأنه وعند تحققه حصراً سيشكل رسالة شعبية إرهابية حقيقية، موجهة نحو الإرهابيين الرجعيين و نحو أولئك المستعدين لتقديم التنازلات في الوقت المناسب (...)لقد أخذت حكومة باباذيموس و حزبي الباسوك و الجمهورية الجديدة الشريكين، و حتى نحو صناديق الاقتراع على عاتقها العمل بجد لتطبيق التدابير الهمجية الكثيرة المتخذة إضافةً لعزمها على اتخاذ تدابير جديدة. بدورنا نجيب على المعضلة المزعومة القائلة "إما الاتحاد الأوروبي أو الفوضى". بقولنا: أنتم تجلبون الفوضى، و لدينا القوة لنلقنكم درسا قاسياً في صناديق الاقتراع، و بشكل أساسي عبر بدء العد التنازلي لتحررنا من جميع أشكال الاستغلال الرأسمالي والالتزامات الامبريالية."
في تطرقها نحو قضية اتفاق الاقتراض المذكور، ذكرت الأمين العام في كلمتها: " إن جملة هذا الإتفاق مع برنامج تبادل السندات وكل من المذكرات القديمة والجديدة، تُشكِّلُ الفصل الأول من مأساة متعددة الفصول، تمتد لتصل حتى عام 2042، مبدئياً ، و هو الفصل الذي يحتوي على هجمة متصاعدة في إطاره، من شهر إلى آخر و من فترة لأخرى، هي هجمة مطولة على القوى الاجتماعية الشعبية والعمال وعلى الطبقة العاملة و الشرائح الشعبية الفقيرة في المدينة والريف. و هي هجمة موحدة، تتطلب رداً وهجوماً مضاداً موحداً، حيث الواحد من أجل الجميع و الجميع من اجل الواحد ".
كما و تطرقت في كلمتها، لقضية إعادة التفاوض حول الديون والتدابير المتخذة، التي تلوكها تباعاً، مجمل الأحزاب البرجوازية و الانتهازية، حيث تساءلت اليكا باباريغا: "كيف سيوفِّقون بين تحسين حياة الكادحين و بين اتباع نصوص الإتفاقيات المذكورة؟"، وأضافت: "إنهم لا يقومون بالتأكيد بالتفاوض من أجل مصلحة العمال. فهم يساومون عبر مطالب تكثُرُ حيناً، و تتقلص حيناً آخر، وفقاً لمصالح هذا القطاع أو غيره من رأس المال، و اعتمادا على ما إذا كان هذا القطاع قوياً و مقتدراً على التوسع نحو الأسواق العالمية. هذه هي سمة المفاوضات التي يعزم قادة الأحزاب البرجوازية والانتهازية، إجرائها. و نحن نهديهم إمكانية التفاوض المذكورة التي لن تُمكِّنهم من تحقيق شيء، على الرغم من مهاراتهم. (...) إن تحقيق التنافسية هو عبارة عن سباق بين البلدان، نحو قمة تتمثل بفرض أكثر عدد من التدابير الضد عمالية. في حين ليست التنافسية، سوى سباقاً من شأنه تعميق التفاوت. و إلى جانب ذلك، يتزايد و باضطراد استخدام مفردات و تعابير، كدول البلقان وأوروبا الشرقية وشمال وجنوب أوروبا، في حين ليست القضية، قضية جغرافيا بل قضية طبقية.
ما هو رد كل مؤيدي الاتحاد الأوروبي، عن تضليلهم للشعب و لسنوات بكلامهم الفارغ ؟. ما هو رد كل اولئك المتكلمين عن التقارب الإقتصادي الأوروبي، و التضامن الإجتماعي و التنمية المستدامة والازدهار؟. هناك بعض اليساريين المزعومين الذين رتبوا شرحهم لظاهرة التباين، والعلاقات غير المتكافئة ، عبر توصيفها أخلاقياً، بعيداً عن السياسة و الواقع الطبقي. و ذلك لأنهم مرتاحون عند خداعهم للشعب، عبر قولهم بوجود حل داخل أُطُر النظام، و أن هناك نُسخة لرأسمالية إنسانية كما و لرأسمالية وحشية. كما و يعادي بعضهم الترويكا حصرياً لأنها تسلب سيادتنا الوطنية، كما لو كانت الترويكا جاءت لوحدها و لو كانت فوق الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي. إن قوننة و شرعنة الترويكا كان من خلال التوقيع على معاهدة ماستريخت، و من خلال التصريح بأنه: مهما حصل فسنبقى داخل الاتحاد الأوروبي. (...) إن الإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي الامبريالي، أي إتحاد الدول الرأسمالية، هو أمر يعني بدوره قبول التفاوت في التنمية مع قبول المنافسة الشرسة الجارية داخل حلف الذئاب، ما دامت أقوى البلدان الرأسمالية في السلسلة الإمبريالية داخل وخارج الاتحاد الأوروبي تضع ختمها على كل القرارات". ذكرت الأمين العام في سياق كلمتها من بين أمور أخرى، " نحن لا نخفي عن الشعب، عدم كفاية قيامه بدفاع أفضل أو هجوم أفضل. ينبغي الذهاب بالنضال إلى نهاية المطاف، أي نحو السلطة العمالية – الشعبية و فك الإرتباط من الاتحاد الأوروبي و فرض التملك الإجتماعي والتخطيط المركزي على الصعيد الوطني مع رقابة عمالية شعبية و شطب الديون من جانب واحد. و بطبيعة الحال، عند إدلاء الصوت في صندوق الإقتراع لا يُصوِّت أحد لصالح السلطة العمالية، و بالتالي، فتصويت أحد ما لصالحنا لا يشترط اتفاقاً كاملاً، فهو يُصوِّت لصالحنا في سبيل حشد القوة والخبرة والتحمُّل من أجل منع حصول مآسٍ جديدة، كما و للمطالبة بما يعود له من حقوقٍ، وخصوصا حقوق أولاده"، خَلُصَت كلمة اليكا باباريغا.
قسم العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني
#الحزب_الشيوعي_اليوناني (هاشتاغ)
Communist_Party_of_Greece#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلنضع حداً ﻠ-دموع التماسيح-!
-
سيادة -وطنية- أم شعبية؟
-
احتفل المضربون بمناسبة مرور 100 يوما على إضرابهم المستمر معب
...
-
لا لكل المخدرات
-
فلتسقط الحكومة، و لتخرج الترويكا من اليونان – تحرك قامت به -
...
-
بيان المكتب الإعلامي حول قرار الإتحاد الأوروبي فرض حظر استير
...
-
حاجز في وجه الحوار -المخادع!
-
في ظل النظام الرأسمالي ليس هناك مخرج من الأزمة في صالح الشعو
...
-
حول المعضلة المطروحة من قبل الحكومة الإئتلافية و البلوتوقراط
...
-
الاشتراكية هي المستقبل!
-
في ضرورة التضامن مع نضال عمال شركة الصلب اليونانية الصامدين
...
-
كلمة ثيوذوريس خيونيس سكرتير المجلس المركزي للشبيبة الشيوعية
...
-
من أجل تعزيز النضال الهادف للإعتراف بالدولة الفلسطينية!
-
حول التدخل الإمبريالي في سوريا
-
عبر الصراع الطبقي يجري تسطير التاريخ
-
في الصراع الطبقي و التحالف الاجتماعي، أمل الشعب
-
أول رد شعبي على الحكومة الجديدة
-
فليحول الشعب الإبتزاز الممارس بحقه لسهم مرتد نحو مبتزيه
-
من أجل تعزيز النضال الطبقي والنشاط المعادي للامبريالية في مو
...
-
حول الهجمة المنظمة الإجرامية ضد التجمع الإضرابي لقوى -بامِه-
...
المزيد.....
-
اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب
...
-
أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع
...
-
بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين
...
-
السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق
...
-
حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا
...
-
مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب
...
-
الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد
...
-
الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق
...
-
بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط
...
-
نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|