|
عصا الحُب السحرية
حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 3676 - 2012 / 3 / 23 - 08:00
المحور:
الادب والفن
كـُـتبت لمن لا يعرف ما يحدث في كيانه حب أم احتياج أم نزوة أم ... أم ..... فقلب الإنسان حمال أوجه والنزوة سريرية الملامح والاحتياج جوع لا يشبع والاثنان وجهي عملة الأنانية الجائعة .. والمدافعة طول الوقت عن نفسها وأمانها الوهمي قصيدة عندما تنشق سماء قلبك فجأة في لحظة ما .. في يوم ما .. في شهر ما .. في سنة ما .. في تاريخ ما .. وأنت تسمع دقات أقدامه تهرول نحوك وهبوب ريح عاصفة تسبقه كسجادة حمراء ونسمة هواء برائحة الفانليا ترعش أثاث كيانك وأطرافك وتهز أركان المسكونة حولك ويبدأ فعل الإلتباس في الحضور فتسأل زلزال هذا .. أم عاصفة الشتاء ؟ سخونة بركان سينفجر .. أم درجات حرارة وبعض الرشح سيبدأ فتضع أدوية البرد بجوارك فالوقاية خير من علاج الإلتباس
ويبدأ شيئ كالطيف يدخل من بابك ومن كل نوافذك المفتوح منها والمغلق أو هكذا تتخيل يدخل حتى من مسامك أو هكذا تتخيل رويداً رويداً رويداً تتضح ملامحه ويبدأ إندهاشك في الظهور تندهش عندما تجده يلمس أشياء في أثاث كيانك .. متأكد أنت من أنها من الجماد فتجدها تنبض أو يلمس أشياء فيك تعرف أنها من الأموات فتجدها تقوم من الأموات دون ضوضاء المعجزة الفجة تجد كل كيانك استيقظ فجأة دون صباح يوم جديد عصا سحرية تجول في أركانك تضيء مصابيحك العتيقة المتكفنة منذ سنين تحت ركام الأتربة تلمس أطراف شمعك المعتم فتتوهج توهج لم تراه من قبل حتى إسطوناتك المعتادة تفعل في روحك فعل جديد .. تحليق غريب الآن شيئا ما حدث لا تعرف مكنونه ولكنك تلمس وتشتم وترى كل شواهده وتقطف كل ثماره دون عناء يذكر ودون افتعال يــُسقط الحياة على الموت فيؤكد موتها شيء سحري يحدث في كيانك تعرف بدايته .. ولكن لا تقدر أن تقف أمامه كطوفان ناعم رقيق .. عنيف في بعض الأحيان يقلب كل موائدك .. يغير لون أثاثك العتيق وملابسك المألوفة .. وملامح بلا مكياج فج أصبحت أكثر جمالاً كل شيء كان يجعلك سهل المنال يختفي الآن
تسقط أقنعتك فجأة .. وتراك تحب طقس الإعتراف فلم تعد من الآن وصاعدا تخشى الإدانة وحجر الرجم في هذا الحضن أنت بمأمن رغم عريك .. رغم ضعفك المعروف له رغم قبحك الذي يربت عليه الآن يمكن أن تصمت دون أن يفتش صمتك أحد الآن يمكن أن تعلن نواياك الخير منها والشرير .. المؤمن منها والشاكك حضنك وطن بلا محاكم تفتيش أصبحت تحب رؤية هرطقتك وهي تتراقص في أعينها وشجرة معرفتك المحتفظة بها في حديقتها الخلفية شيئاً سحري خرافي فلسفي جداً وجودي وغيبي جداً جبري واختياري جداً الآن تكتشف زيف كل مرايا تاريخك الآن تقدر أن تتحسس ملامحك وكل عوراتك بلا خجل الآن تبدأ في التعلم من جديد ونطق الأبجدية من " زرع " و" حصد " .. " كان " و " يكون " الآن توضع بين مفترق الطرق بين الموت والحياة بين العادي والمبهر .. بين البركة والنهر بين اجترار الجمع .. والتلمذة بين رائحة القبر .. ورائحة الفانيليا بين طعم العدم .. وطعم المغامرة القصوى بين النزوة .. والديمومة المجانية بين جوع الإحتياج .. وشبع العطاء غير المشروط الآن كل شيء أصبح له معني .. أصبح له طعم ورائحة ولون الآن كل شيء أصبح له إيقاعه الخاص والحميمي الآن تقدر أن تنظر للخلف دون أن تصاب بالغثيان ودون أن تعاود الهروب منك وتاريخك .. ومن هزائمك المتكررة دون أن تحتاج للكفر به أن ينتشلك من حفرة ماضيك السحيق الآن تعرف بعض المعرفة التي تنمو مع الوقت بك وبالآخر .. وبالحياة وبالحقيقة وبالأحلام وبالتحقق الآن تحبو دون ضبابية في تعاريج ونتوءات ودواير وطرق وتفاصيل خريطة ذاتك المعقدة البسيطة المشفرة الواضحة في عين الحب الآن تمت إصابتك إصابة في مقتل زيفك لتفتح لك كوة في سور كيانك ووحدتك على النور .. على الحرية .. على الحلم لن تقدر أن تهرب منها مها حاولت .. ومها كان احتراف خمرك على فعل النسيان نزواتك لا تقدر أن تنسخ الحب من روحك إحتياجاتك لا تقدر أن تمحي اكتشافك الخارق لطبيعتك لن تقدر أن تهرب منه ولن تقدر أن تستبدله أراهنك ولديك الحياة كلها لتحاول لتحاول الهروب منه .. فتجد هروبك اليه ولتبحث عن المتفرد في الإجماع ولتبحث عن الحـُر في العبيد ولتبحث عن المهرطق في الخائفين ولتحبث عنه .. ولتبحث عنك إن تاه منك تـُهت إن ضاع منك ضعت إن ربحته ربحتك إن وجدته وجدتك لا يوجد أجمل من أن تراك عين على حقيقتك .. وتكون عين حبيبتك
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حواريي السر المُحرف
-
كفرتي بإيزيس .. وآمنتي بالعذراء بنصف قلب
-
مومياوات تحارب ثوار
-
كل لعنة تنحت صاحبها
-
لماذا ينتصر الظلام ؟
-
أغنية إلى نفسي
-
المعجزة الثانية
-
الطريق إلى الجنة
-
مخلص لمشاهد خوفي
-
غيب منيع
-
لكل زمان قناع
-
غبي من يستعبد شعبه
-
نفسي حزينة حتى الموت
-
الحياة تسخر من الفرسان
-
أحبك حُراً
-
ما أجمل الإحباط
-
أمة .. عادي !!!
-
خيوط اللعبة
-
طعم البُن .. وفيروز
-
أنا ليه قرفان ؟!
المزيد.....
-
وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض
...
-
الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس
...
-
رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية
...
-
توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية
...
-
السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
-
ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
-
مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|