أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود فنون - هو ابني














المزيد.....

هو ابني


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3674 - 2012 / 3 / 21 - 09:27
المحور: الادب والفن
    


لا تعلم لماذا كان يحترق قلبها وهي تسير نحو السوق..
"لا شيء جديد "قالت في نفسها ,وزمت جسدها ,وشدت من همتها ,وسارت مستعجلة .
انه ابنها هذا الذي يطوي احد الجنود يده الغضة ,ويضربه الآخر بعقب بندقيته الخشبي..انه ابنها ..انه .. ومن غيره؟..
كانت قد زارته في النقب قبل ثلاثة ايام ,وقال لها "لا تخافي: ..ونهض من على كرسي الزيارة نافخا نفسه قدر المستطاع .." انا كبير ..العب رياضة ..واطالع الكتب الثقافية..واقرأ كتب المدرسة..عندنا مدرسين كثير .."
ملتفتة الى مجاوريه"بالله يا بني ديرو بالكم عليه ..لسّاتو ما وفّى ستعشر سني..يا حسرتي عليه.."
"بعيوننا حسام ..اسأليه ,كمان هو مجتهد...
اقتربت من المشهد ..ان خيالها مليء بحسام ..هي لم تر امامها سوى حسام ..انهم يعذبون حسام ..ومن يكن غيره..تمزق جسدها من الداخل..امتلأ صدرها حبا وحنانا ..وقالت في نفسها برقة الأم الحانية:
"يا ويلي على امك..يا حسرتي عليها ..وينها امك؟"
"وينها امك؟ّ ..انا امك"
لطمه الجندي مرة اخرى بكعب البندقية ,فتلوى كل جسده الصغير,كمعطف كانت تغسله فتعصره, فعصر الولد روحها مع تقلصات جسده .
"ويلي عليه..اسّعان عظمو طري .."وتعبأت بكل الحنان الذي صاحب امطار هذا العام ثم..ثم..شعرت انها تستطيع ان تهدم جبل الفرديس .
"لا يمكن ان امشي بدونه"
يعصره الجنود وقد اصبحوا اربعه وكل منهم يتسلى على طفولته ما يشاء: لكما ورفسا وآخر يضغطه نحو الارض ,ثم بطحه احدهم وانهدم تحتهم وهو صامت كالجبل.
نهض الاسد الهصور في داخلها ,ثم وبضعف عاطفي يملآه الحنان
"ابني..يا ابني.."وكأنها استمدت اضعافا مضاعفة من القوة مع كل لفظة"ابني".
نظرت حولها وكانت ثلاث نساء قد اقتربن ,وبدون ان تقول لهن شيئا,فهمن ثلاثتهن ,وبالنظرات تداولن في الخطة وقسّمن الادوار وهجمن تلحق بهن خامسة وهي تصيح "هذا ابني اتركوه ..يا حسرتي عليك يا سعيد.."
وسادسة تقول "يمّا يا جمال.."
هي قادمة من مدينة أخرى ,وقد تركت جمال وقد ذهب الى مدرسة التعويض مع ابيه المدرس المتطوع.
عندما لطمه الجندي ,احسّت ان اللطمة وقعت على وجهها,لا..لا ..بل على روحها وقلبها .لقد شاهدت جمال يتمزق من الألم بين ايديهم .وزمّت فمها وصكت اسنانها:
"الجبناء"عبأت نفسها وهجمت.
لم تشعر فاطمة قط بعقب البندقية وهو يهوي على ظهرها ,بل انها لم تتخيل ان هناك بنادق أصلا,هي هجمت وهذا كل شيء
"لا نذهب الا وهو معنا"
"هذا ابني ..ماذا فعل ؟..مش عيب عليكو بتتسلوا على طفل ؟!"
تمزقت جميلة عندما شاهدته عن قرب .
لم يخط شاربه بعد .غادر الصف هو وعدد من اقرانه متجهين الى المكان المتفق عليه .
كانوا يحاولون هدم ما هو جاثم على صدورهم, من أجل التمهيد لبناء ما هو مستقبلهم .
فتعثر صاحبنا فلحق به الجندي وامسك به. وهذه حقائق النضال.
تكاثرت الامهات ..وتكاثر الجنود ..وكل يمسك بالولد المنهك من التعذيب والضرب ويشده اليه .عبر تدافع وضرب بالبنادق والايدي .
"ما ظل معي أي صبر"قالت واحدة".وابعدت قليلا وشدت معها واحدة أخرى"طاب الموت"واندفعن بقوة على الجمع فتعثرت وحدة الجنود ,وتمكنت واحدة من الوصول الى الشاب الذي حاول جهده التفلت من ايدي احد الجنود الذي كان يضغط ساعده كالملزمة,ودفعته أخرى فتعثر,وسحبنه من بين ايديهم وجسده منهكا,بالكاد يستطيع الوقوف ....



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على الفتاوي بضرب سوريا
- ملاحظات على تصريح الزهار لمعا
- من صور النكبة
- لن تبقي مغصوبة
- خالي عبد القادر يعود من جديد
- عزيزي غازي الصوراني
- الشعب يريد انهاء الانقسام
- تعليق على تصريحات اسماعيل هنية
- غزة..لا
- الساسة الفلسطينيون والهدنة مع اسرائيل
- اليوم يوم المرأة العالمي
- يوم المرأة العالمي
- نقاط الاتفاق بين فتح السلطة وحماس السلطة
- زيارة الاماكن المقدسة في فلسطين الفتاوى السياسية والفتاوى ال ...
- حوار مع الاخ عبد المجيد القادري
- عبد العزيز بن باز ينكر دوران الارض
- العجيبة(الشنيعة) من التراث الشعبي
- رسالة مفتوحة الى طالبي التدخل العسكري الامريكي
- افغانستان تحاول العودة لنفسها
- الثورة والثورة المضادة


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة كراميش للأطفال 2024 على القمر الصناعي ...
- جيمس كاميرون يشتري حقوق كتاب تشارلز بيليغريمو لتصوير فيلم عن ...
- كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي.. ألق نظرة على مباني العصر ...
- شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير ...
- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود فنون - هو ابني