كافي علي
الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 22:08
المحور:
الادب والفن
ظلمة بلادي أشد من ظلمة النبي في بطن الحوت، لا ملاذ لتوقي إلى الحرية سوى ذاتي التي أرهقها الأنتظار. قُتل هادي المهدي بسبب الحرية. ظن انه قد عثر عليها في صرخة مكبوتة لشاب عنيد في انتكونا ومسرح دائري صغير في كلية الفنون الجميلة، ثم غاب وعاد ليبحث عنها في صرخات مدوية في ساحة التحرير وتحت نصب الحرية. لكن الرصاص اثقل رأسه الطائش قبل أن يجعلها فضيلة النفس العراقية . لا يمكن فصل الحكمة عن الحياة، ولا الثقافة والفنون عن السياسة.
في بلادي قُطع رأس الطاغية فسقط وأنبت سبعة رؤوس في كل رأس مئة رأس تقتل من تشاء وتظلم من تشاء بغير حساب. لا أمل في التغير والخلاص، قوانين وأخلاق تفوح منها روائح العفن والفساد تجعلنا أمام خيارين إما الكآبة وإما التطنيش. لا مفر إلا ببزوغ فجر ثقافة جديدة من مداد الأقلام التي أوى اصحابها إلى كهوف تحميهم من البطش، عليهم أن يخرجوا ليكشفوا للناس وهمهم ، . أقلام لم تكن ملونة و لا تتقن الخنوع واللعب على الحبال. أقلام تؤسس لروح الدولة ونظامها. الدولة التي تكون مصلحة الوطن مقياس لكل شئ فيها . تؤسس لقيم وطنية ثابتة لا تتغير يعمل بها ولأجلها الحاكم والمحكوم. لا جدوى من الخوض مع الخائضين، الشعب ليس بحاجة إلى ديمقراطية مغمورة بشهوة السلطة بل إلى وطنية مغمورة بحب الأرض والولاء لها.
#كافي_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟