منتظر الزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 16:41
المحور:
الادب والفن
ذكرى تدمي القلوب ذكرى، وتملء العيون ملحا، والنفس حزنا ..اتذكر هذا اليوم... يوم صحونا وقد سرقوا منا زرقة السماء الصافية ،فكان الدخان الاسود يعتلي رؤوسنا،اتذكر كيف سرقوا زقزقة العصافير وصمت الصباحات الندية ،واهدونا ربيعا بصوت الصواريخ وطعم الدم المخلوط ببقايا حطام المباني، اتذكر جيدا ،وكانه بالامس القريب ..كيف سرقوا ليل دجلة ،واحترقت عاصمة النعاس،، مازلت اسمع احتراق الماء على ضفاف النهر النائم ..بغداد هل تذكرين انت .؟؟ حينما حرقوا احلامك ..وصادروا نخيلك الجميلة .. وقتلوا ابناءك وذبحوا عشاقك ..
لم تكن ذكرى احتلالك يابغداد سوى صفعة على وجه التاريخ .. صفعة على وجهي ..واغتصاب لكل كلماتي الجميلة فيك ..
ما اقبح الحرب التي اباحت قدسية ترابك وتركت آثارا على بساتين افراحك لن تمحيها السنين ،ولا مساحيق التجميل السياسي ..
نامي حبيبتي بغداد ..نامي في احضاني ..ساهدهد لك كفرس جريحة ،،كطفل ذبحت احلامه من وريد النفط الى الوريد ..
نامي ياحبيبة الشعراء والصور ،،فان عصر دراكولا حان ..وقد استيقظ ليلتهم فراشاتك ..ولا اريد ان اراك تبكين امامي ..
فاما ان تنامي نومة ابدية بين احضاني ..او ان تهبي لي موتة على ضفافك .وتهدهدي لي دموعي .وتسرحي شعري وتعمدي روحي بقداسة ماء دجلتك ..
كل عام وانت يابغداد اسيرة ..
منتظر الزيدي
#منتظر_الزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟