أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - المرأة و الخرافة














المزيد.....

المرأة و الخرافة


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1081 - 2005 / 1 / 17 - 11:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قبل مدة حدثني صديق عزيز يقيم هو الاخر بالمانيا عن مسألة عابرة حدثت في حياته ، ومضمونها أن زوجته قد أيقظته ذات ليلة لتنبأه أن ثمة أصوات غريبة تصدر من المطبخ ، ولما ذهب الى المطبخ وجد أن شباک المطبخ کان مفتوحا مما کان يدع النسيم يدخل ليعبث بالستائر وبعض الحاجيات الاخرى ، فأغلق الشباک وطمأن زوجته لعلة تلک الاصوات . لکنه وبعد أن إندس في الفراش فوجئ بزوجته تسأله سؤالا غريبا مفاده : هل إن الجن يتواجدون في المانيا أيضا ؟ ولاداعي للمزيد من الاسترسال في ما حدث لصديقي وزوجته ، إذ أن المهم في الامر هو مجرد التلميح لمسألة لها جذور عميقة و تداعيات جانبية عديدة في حياة النساء الشرقيات ولاسيما عدم الواعيات منهن . فالخرافة و قضية الرکون الى المسائل الغيبية هي من الاشکاليات التي تشغل حيزا غير عاديا في حياة المرأة اليومية وخصوصا في المجتمعات الشرقية حيث نجد أن مسائل من قبيل التفأل بکل صيغها و إحضار الارواح و الجن لها سوقها الرائجة و بضاعتها مرغوبة . ولو تم تمحيص الحالات التي تعاود فيها النساء الشرقيات " العرافين و العرافات " لوجدنا أن معظمها يتعلق بمشاکل من قبيل العلاقة الزوجية و مستقبلها من خلال سبر غور الزوج و معرفة نياته بصدد کل الامور ناهيک عن المسائل الفرعية التي تتشعب منها ، بالاضافة الى أن قسم منها يتعلق بمسائل من قبيل إستقراء المستقبل بخصوص الزواج أو الوضع المادي و العملي و العاطفي . وهنا لامناص من الاشارة الى أن قسما من الرجال أيضا يعيرون مسألة الخرافة أهمية ما و يلجئون إليها في حالات معينة ، لکنها تبقى مع ذلک إستثناءا و ليس قاعدة عامة کما هو الحال مع النساء ، ولعل ترکيز المرأة على هذا الجانب الميتافيزيقي من حياتها يرتبط إرتباطا وثيقا بوضعها ومکانتها المحددة في الخارطة الاجتماعية . تلک الخارطة التي منحتها مرکزا ثانويا قد يصبح في بعض الاحيان أدنى من ذلک بکثير ، فالمرأة لم تکن تتمتع بإسقلالية من أي وجه من الوجوه بل کانت مجرد تابع لاحول له ولاقوة سوى تنفيذ الاوامر و إشباع الرغبات ، ولذا فهي کانت تنظر دوما الى مستقبلها بقلق بالغ و تحاول تبديد قلقها و توجسها من المستقبل باللجوء الى کنف الخرافة" من خلال العرافين . ورغم إن " أريک فروم" يؤکد على المحتوى الانساني للأسطورة ويرى تعلق الانسان بها من باب حل طلاسم الواقع الموضوعي ، فأن الدکتور " ألکسيس کاريل" في معرض بحثه في کنه الذات الانسانية و ماهيتها الاساسية يرى أن تشبث الانسان بالخرافة و الاساطير يأتي في سياق شعوره بالخوف وعدم الاطمئنان من الذي جرى أو سيجري . وقد يکون يونک أکثر دقة حين يلمح الى أن الاسطورة هي زاد الانسان متى شعر بالضعف و الخوف وأن الطرف الاکثر إحساسا بالضعف و الخوف لن يکون الرجل بالتأکيد . من هنا کان من البديهي أن ترکن المرأة للجانب اللامرئي من حياتها لتفسير و تطمين الجانب المرئي من حياتها ، والجانب المرئي هو عبارة عن کومة من الهموم و المعاناة و الاحساس بالدونية و القهر الاجتماعي الذي يسلبها في معظم الحالات ماهيتها الانسانية و يجعل منها کائنا ذليلا ينتظر حدوث المعجزات کي ينال الطمأنينة و الراحة ! ورغم التقدم الذي طرأ على وعي و ثقافة المرأة و منحها حيزا من الاستقلالية و الثقة بالنفس قابلا للملاحظة ، لکن ذلک مازال دون الطموح ، ذلک أن الحيز المشار إليه يتعلق بالنساء اللائي نلن قسطا من الثقافة و الحرية وهن للأسف الاقلية فيما تبقى الاکثرية ترزح تحت وطأة عوامل القهر الاجتماعي و بالتالي تجبرها على أن تلوذ بالمنجمين و العرافات .

کاتب وصحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب البعث الالماني الاشتراکي الخجول جدا جدا
- القضية الفلسطينية بين خيار الحماسة و منطق العقل
- أحمد سالار ...من أجل مسرح کوردي أصيل و معاصر
- رجل أم مجرد ظل لديک
- شئ عن الموقف و أصحاب المواقف
- الى أنظار صحفيي و ناشطي حقوق المرأة و الانسان في العالم : شم ...
- مظفر النواب : کلام متواضع في حقه
- أحمد رجب..معلمي و أستاذي و مناري الاول في عالم الصحافة
- فتاة طارت من أربيل الى مکة
- الى الاخ نزار رهک قليلا من الموضوعية في تقييم خيار الشعوب في ...
- أقتلوا الاشباح
- المسرح الکوردي و سبر أغوار المرحلة المقبلة
- نحو نظرة أکثر إشراقا للمستقبل الانساني
- کلام هادئ مع الراحل الکبير الدکتور علي الوردي
- عبدالجبار عباس وشئ من ذکراه
- سوريا ..البحث في المحال في الوقت المحال
- أصالة دور المرأة في المجتمع الکوردي
- الرجل المثالي جدا
- ماتحقق للمرأة في العقود المنصرمة : صفر و باليد حصان !
- لاخير في نظام فکري ـ إجتماعي يستمد قوته من غشاء البکارة


المزيد.....




- بايدن يعلق على محاولة امرأة -إغراق طفلة فلسطينية أميركية- في ...
- حضور المرأة في الطب
- بالفيديو.. قائدة طائرة هولندية تهبط بنجاح بعد أن انفتح الحجا ...
- تعاني منه النساء أكثر.. ماذا نعرف عن الألم العضلي الليفي؟
- بدون فوائد وبدون كفيل.. إيداع 12000 ريال في حسابك تمويل مركز ...
- -كأنهن في غرف النوم-..مصور يوثق جانبًا حميمًا داخل سجن للنسا ...
- أغنى امرأة في روسيا تتفق مع بوتين لبناء نظام بديل لسويفت
- تعنيف فتيات بدار للرعاية في العراق
- اتهام ممرضة أمريكية بحقن المرضى بماء الصنبور بدلا من المحالي ...
- دراسة: حظر الإجهاض في تكساس مرتبط بزيادة وفيات الرضع


المزيد.....

- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - المرأة و الخرافة