أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -الإعلام- و-الصراع في سورية-!














المزيد.....

-الإعلام- و-الصراع في سورية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19 - 15:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراع في سورية أثَّر، ويؤثِّر، كثيراً بالإعلام العربي على وجه العموم، وبالإعلام الأردني على وجه الخصوص؛ ولا أغالي إذا قُلْت إنَّ لهذا الصراع (المتنامي) نسخته الإعلامية؛ فالإعلاميون عندنا، وفي مقدَّمهم كُتَّاب "مقالة الرأي"، ومهما ذَكَّرَتْهُم "المِهَنِيَة"، أو "الموضوعية (الإعلامية)"، بأهمية وضرورة التسلُّح بها، والانحياز إليها، ما عاد في مقدورهم الإفلات من القبضة القوية لخيار "إمَّا..، وإمَّا.."، أو لخيار "إمَّا أبيض، وإمَّا أسود"؛ فـ "الصراع" له منطقه؛ وهذا المنطق هو أقوى من أنْ يَغْلِبه، ويتغلَّب عليه، منطق "باقة الزُّهور"، أو منطق "قوس قُزَح"، على ما يتمتَّع به هذا "القوس"، وتلك "الباقة"، من جَمَالٍ.

ونحن في ثقافتنا التي ما زالت قَيْداً على أبصارنا وبصائرنا، نُفَضِّل، دائماً، ونميل إلى، أنْ نَنْبُذ "الصراع"، لَفْظاً، وفكرةً، ومنطقاً، وكأنَّه رِجْسٌ من عَمَل الشيطان، وأنْ "نتحلَّى" بما نَعْتَدُّه "فضيلة"، ألا وهو "الاختلاف (في الرأي، والذي لا يُفْسِد للودِّ قضية)"؛ ضاربين صَفْحَاً عن "الحقيقة التاريخية (والفكرية، والكونية) الكبرى"، وهي أنَّ "الصراع (بين طرفيِّ تَناقُض ما، متَّحِدين، في الوقت نفسه، اتِّحاداً لا انفصام فيه)" هو، وحده، المُوَلِّد لكل جديد، جدير بالحياة؛ فهل من شيء أتى، أو يأتي، من غير طريق "الصراع" حتى نُعامِلَه (ولو بالقول) على أنَّه "رذيلة"، أو "الرَّذيلة بعينها"؟!

أحَدُ "أبناء الحقيقة" نَطَق بالحقيقة الصَّلبة الصَّلدة إذ قال إنَّ البشر لن يتورَّعوا عن مناصبة بديهية هندسية العداء إذا ما تأكَّد لهم أنَّها يمكن أنْ تَضُرَّ بمصالحهم؛ فـ "المصالح"، وفي العالَم الواقعي للسياسة على وجه الخصوص، هي "الناخِب الأكبر" لجهة صلتها بـ "الأفكار"؛ فَمِن بَيْن كثيرٍ من "الأفكار (المُرشَّحَة)" تختار "المصالح"، وتَنْتَخِب، "الفكرة" التي تفيدها، ولا تضرها.

وحتى تَسْتَتِبُّ "الرُّؤية"، وتتَّضِح، لا بدَّ من جلاء الغموض عن مفهوم "نزاع المصالح"؛ فكلا الطَّرَفين اللذين يَسْتَبِدُّ بهما "نزاع المصالح" لا يستطيع الانتصار لمصلحته إلاَّ من طريق الإضرار بمصلحة الآخر؛ فلا كَسْب لأحدهما إلاَّ من طريق إلحاق الخسارة بالآخر؛ فهذا هو فحسب معنى، ومنطق، "نزاع المصالح"؛ وأحسبُ أنَّ كل تاجِر، أو رب عمل، أو سياسي، متضلِّع من النشاط الذي يُزاوِل يَفْهَم على خير وجه هذا الأمْر.

و"الحقيقة"، لجهة "معناها الحقيقي"، تَعْسُر فَهْماً على كثيرٍ من الإعلاميين الذين يَنْسِبون أنفسهم إليها، ويُعْلِنون، في استمرار، أنَّ البحث عنها هو وحده ما يَسْتَبِد بتفكيرهم.

لقد جلس اثنان إلى طاولةٍ، يُقابِل كلاهما الآخر؛ وكان يتوسَّطهما على الطاولة كوب وصحن، يقابِل كلاهما الآخر. كلاهما أجاب إجابة معاكسة ومضادة عن سؤال "هل الكوب وراء الصَّحن أم الصَّحن وراء الكوب؟".

كلاهما أجاب بما يُوافِق تماماً "الحقيقة (الموضوعية)"؛ لأنَّ الحقيقة "نسبية"، وبالمعنى "الموضوعي (لا الذاتي)" لـ "النسبية".

ولو أراد، أو استطاع، ثالثهما أنْ يأتي بالإجابة الثالثة عن السؤال نفسه لأجاب بما يُوافِق تماماً مبدأ "تَضَمُّن النسبي للمُطْلَق"، ولقال، من ثمَّ، في إجابته "إنَّ هذه الصِّلة المكانية بين الكوب والصَّحْن هي في حقيقتها الموضوعية متناقضة، وهي، من ثمَّ، تُكْسِب الإجابتين المتناقضتين الصِّدْقية".

و"الثورة السورية" هي، أيضاً، متناقضة؛ ولا يُمْكِنها إلاَّ أنْ تكون متناقضة؛ فإذا قَضَت مصلحتكَ برؤية "الجانب الإيجابي" منها، فسوف تراه؛ لأنَّه موجود (وجوداً موضوعياً) فيها؛ وإذا قَضَت مصلحتكَ برؤية "الجانب السلبي" منها، فسوف تراه أيضاً، وللسبب نفسه.

"الحقائق الموضوعية" موجودة دائماً في القَلْب من كل صراعٍ؛ ولا بدَّ لأحد طرفيِّ الصراع من أنْ تكون له مصالح تجعله متصالحاً (أو متصالحاً أكثر من الآخر) مع هذه الحقائق؛ وهذا إنَّما يعني أنَّ هذا الطَّرَف لا يَجِد تعارُضاً بين "الانحياز (الإعلامي)" إليه وبين "الموضوعية (والمِهَنِيَة)" الإعلامية؛ أمَّا الطرف الآخر والذي لا يملك من المصالح إلاَّ ما يجعله عدوَّاً لدوداً لـ "الحقائق الموضوعية" للصراع فيَطْلُب "إعلاماً" يقوم على مبدأ "الإنكار"، مُتَسَرْبِلاً بـ "الموضوعية (والمِهَنية) الإعلامية"، مع مَزْج هذا المبدأ بـ "التضخيم الذَّاتي" لـ "الجانب السلبي" من "الثورة السورية"، والذي هو جانب طبيعي، ينبغي لكل الحريصين على هذه الثورة أنْ يصارعوا ضدَّه، وأنْ يعملوا على تصغير حجمه قدر الإمكان.

إنَّنا، في إعلامنا، يكفي أنْ ننحاز أكثر إلى "الموضوعية (والمِهَنية)"، في تناولنا للصراع في سورية، أكان هذا التناول على مستوى "الخبر" أم على مستوى "مقالة الرأي"، حتى نَجِد أنفسنا أكثر انحيازاً إلى "الثورة السورية؛ لأنَّها متصالحة مع "الحقائق الموضوعية" أكثر بكثير من الطَّرف الآخر.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريد الرئيس!
- سفَّاح الشَّام!
- في فِقْه -المؤامَرة-!
- -يوم المرأة العالمي- في -عالَم الرَّجُل-!
- نشكر أوباما.. ونهنِّئ الشعب السوري!
- -الربيع العربي- يَطْلُب مزيداً من -الرُّوح القومية-!
- هل يَثِق نتنياهو ب -تَعَهُّد- أوباما؟
- مصر التي طُعِنَت في كرامتها!
- نيوتن في -استنتاجه الخاطئ-!
- هذا الخلل المنطقي في مفهوم -النقطة الكونية-!
- هذا -الثقب- في مجرَّتنا!
- من وحي -دستور بشَّار-!
- رسالة -تونس-!
- سؤالٌ تثيره نظرية -الثقب الأسود-!
- شيءٌ من الجدل!
- لماذا غابت -فلسطين- عن إعلام -الربيع العربي-؟
- -الفاسِد- فولف!
- -النسبي- و-المُطْلَق- في -النسبية-
- -التمويل الأجنبي- مَصْدَر إفساد ل -الربيع العربي-!
- خصوصية الصراع في سورية!


المزيد.....




- 15 أغسطس 1944: مغاربيون في جيش أفريقيا شاركوا بإنزال بروفانس ...
- إيران تقيد الرحلات الجوية في منطقتها الغربية بسبب -نشاط عسكر ...
- الجزائر والنيجر.. تنشيط العلاقات
- حملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أ ...
- هل يحتاج العراق إلى قانون الأحوال الشخصية الجعفري؟
- تغيير قانون الأحول الشخصية في العراق.. تهديد للديمقراطية اله ...
- روسيا والإمارات تبحثان التعاون في إطار مجموعة -بريكس-
- -نتائجه كارثية-.. خبير أمريكي يتحدث عن هجوم مقاطعة كورسك وتو ...
- المغرب.. مديرية الأمن تعزز الخدمات في مطارين بالمملكة
- بعد تسجيل حريق بمقرها.. القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تصدر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -الإعلام- و-الصراع في سورية-!