إنى أعذرك يا إمرأة

عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19 - 01:59
المحور: الادب والفن
    

كنت نائما على فراش المرض , منذ أيام قليلة , إذا بجارى يأتينى , فظننت أنه جاء يطمئن على ويقول لى سلامتك , ولكنى وجدته يشتكى لىمر الشكوى ويقول لى : أكاد أجن , قلت له من ماذا ؟ قال من زوجتى , فهى كالشريك المخالف , قلت له وضح كلامك يا سيدى , قال : حين أطلب من زوجتى شئ لا تنفذه وكأنى ندا لها , هى تعاملنى معاملة الند بالند , إننى لم أقصر معها لا ماديا ولا معنويا , ودائما أتعاطف معها وأشجعها , هى يا سيدى عصبية االمزاج , نكدية إلى أبعد الحدود , وتحمل فى صدرها قلب لا يلين , فهى دائما تتمرد على كل شئ , أوضاعنا لا تعجبها وخلال شجارها معى لم تسلم أغراض البيت من التكسير والتحطيم , ألفاظها خارجة عن نطاق الزوجية , الصفة السائدة لها هى التمرد .

زات يوم طلبت منها أن نذهب الى والدتى المريضة , لكنها رفضت وعارضت بحجة أن زيارة أمها أولى من زيارة أمى , وعندما حاولت مناقشتها فى حل هذه الآشكالية أ قامت الديا وأقعدتها , فالقاش معها شبه مستحيل , فصوتها دائما عالى لدرجة أن جميع السكان بالعمارة يسمعون صياحها وشجارها , ودائما تهددنى بأهلها , إنى يا سيدى أفكر كثيرا فى طلاقها بأى طريقة حتى أتخلص من عنادها .

بالطبع المشكلة ليست مشكلة واحدة , إنما هى عدة مشاكل متداخلة فى بعض أولها أنها عصبية المزاج , وبذيئة اللسان , فهى غير مؤهلة لتربية أطفال , وأيضا هى إمرأة متمردة من الظراز الآول .
المرأة هى الكائن الرقيق المعطاء , هذا المخلوق الذى كتب فيه الشعراء والفلاسفة وحاروا فى وصفها , وهى التى سببت عذابات وشقاء الكثير من البشر , نعم المرأة لغز لا يمكن حله إلا الذى يفهم لوغارتماتها , وبذلك يسهل حل هذا اللغز وطلاسمه الخفية , قد تلجأ المرأة الى طريق شاق وصعب ألا وهو السير ضد التيار الجارف , غصب عنها دون أن تدرى , هذا الطريق مليئ بالأشواك وربما يؤدى بها الى الهاوية , لآنها عاصية النفس , متمردة على حياتها وزوجها .

المرأة لم نعرف عنها إلا الحنان ورقة المشاعر والآحاسيس , لكن حين نقول أن هناك إمرأة عنيدة , فهذا ربما يدخلنا فى دائرة شديدة الخطورة والغرابة , لآنها تكون قد دخلت منعطفا خطيرا , لآن هذا ليس سلوكها المعتاد . لآن العند دائما يرتبط بالشراسة , وهذه صفات ليست بعيدة عن الرجل لآنها تتطلب الخشونة فى السلوك الآنسانى . وعناد المرأة دائما ما يسبب لها مشاكل أسرية , لآن الرجل صراحة لا يحب المرأة العنيدة , لآن العند هو من أكبر كبائر المرأة , وأنا لا أعنى أن المرأة تكون سهلة كليا , لآن سهولتها وتنازلها يكون مطمعا للأخرين ويقلل من قدرها , فعناد المرأة , يجب ألا يكون فى كل المواقف , ولذا هناك عناد مقرون بخفة الدم والظل والدلال .

وقد يكون عناد المرأة نتيجة للتربية الخاطئة فى مرحلة الطفولة , فحين يكون الطفل عنيدا ويتطور عنده مع الآيام الى أن يكبر دون رادع من الوالدين , الى أن يصبح سلوكا ينشأ مع المرأة , وقد يتحول هذا السلوك الى نوع من التمرد على من يحيطون يالمرأة , هذا العناد يطلق عليه عناد بالمولد نتيجة سوء وخلل فى التربية , وأيضا ينتج عن تقليد البنت لما رأته من أمها , فسلوك الآم فى البيت ينعكس سلبا أو إيجابا على الآبناء بالطبع , فالأم المتسلطة فى بيتها , فيه زوج ضعيف الشخصية , كثيرا ما تكون الآبنة ضحية لسلوك أمها , لآنن الآبنة تحذوا حذو أمها .

كما أن الشعور بالنقص يؤثر كثيرا فى الزوجة العنيدة , كما أن شعور المرأة بتحقير الزوج يخلق نزعة العند لدى الزوجة , وأيضا الآستهزاء من الزوجة يخلق فيها روح التمرد على الآوضاع التى تعيش فيها , حتى تعلن عن نفسها , كما أن أحساس المرأة بعدم التكيف مع من حولها يجعلها متمردة .

لعلاج هذه الظاهرة الخطيرة يجب أن نتعامل مع المرأة العنيدة من منظور إنسانى وأخلاقى , لآن المرأة هى أم وأخت وعمة وخالة , ولذا يجب أحتواء المرأة العنيدة من قبل الزوج أو من قبل المحيطين بها من أفرا الآسرة , وأحتواء المرأة يكون بالحنان والعطف وأظهار النواحى الآيجابية فيها بصفة مستمرة وتحفيذها على أنها عنصر فاعل بالآسرة والمجتمع , وأنها العامود الفقرى للأسرة وأعطائها الثقة الكاملة فى نفسها , كما يجب علينا نحن الرجال أن نبعد جو الصراعات والمشاحنات عن الآسرة , وفصل الآطفال فى مكان بعيد عن جو المشاحنات حتى نحافظ على نفسياتهم وحتى لا ينعكس تصرفات الكبار عل الآطفال .

كما أننا يجب أن نعامل المرأة العنيدة بشئ من الصبر يكون سلوكنا معها بطريقة حضارية وتربوية , كما يجب أن نشعرها بالعطف وعدم الهجوم عليها أو زجرها وسبها وتحقيرها أو اللجوء ال العقاب اللفظى كوسيلة لتعديل سلوكها . ويجب خلق روح التفاهم والتنغم وفتح حوار بصفة مستمرة مها وبث روح التسامح والتغاضى عن أخطاء الزوجة فى البيت , ويجب على الزوج أن يتصرف مع زوجته بئ من الزكاء , والبعد عن المشاكل التى تؤرق حياة الزوجين .

#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات