أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - الرّّّقّة ترحب بكم















المزيد.....

الرّّّقّة ترحب بكم


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19 - 00:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يقبل الشباب الرَّقِّي، أن يكونوا من عداد المنطقة الباردة، أوالبيضاء، في خريطة الثورة، وإذا كانت المظاهرات الاحتجاجية، قد بدأت فيها ليلة دخول الثورة في عامها الثاني، وباتت تستمر، على امتداد أربعة الأيام، من السنة الجديدة في عمرالثورة، والتي ستشهد سقوط النظام الدموي، بكل جحافله الفاسدة، الدموية، ومرتزقته، وشبيحته، فوصل عدد الشهداء الرَّقِّيين حوالي خمسين شهيداً، حتى الآن.
لن أذهب بعيداً، في التركيز على معاناة الرقة،منذ ابتلاء سوريا، على اتساع كيلومتراتها ال186ألف تقريباً، وإن كان ببالي، تلك الجريمة البشعة التي قامت بها أجهزة قوات الأمن في العام2010، عندما تم توجيه سبطانات الرشاشات على الكرد المحتفلين، بعيد نوروز، وتمَّ اختطاف الجرحى، ومن ثم سجنهم، ولم يطلق سراح بعضهم، حتى بعد بدء الثورة السورية المباركة، ولي قصة مثيرة، مع كيفية استقبال و إرسال فيديوهات تلك الجريمة، إلى وسائل الإعلام، يعرفها الشباب الذين صوروها،آنذاك، وسوف أنشرعنها، في يوم ما، بعد سقوط النظام، لأنها تتعلق بشباب شجعان بواسل، كانوامثال المواطنين الصحفيين حقاً.
وكأنِّي بالشباب الثائرفي الرقة، لم يتوان عن الرد على لجوء بشارالأسد،في آخرعيد أضحى من رئاسته، حين راح يؤدي صلاة العيد، هناك، مأخوذا بالوعود المعسولة لبعض وجهاء القبائل الذين أظهرتهم فضائية الدنيا، وشبيهاتها، عبرأكثر من صكّ تواطئي، وهم تحت خيمتهم القبلية، في محاولة من النظام الذي راح يحارب القبيلة أربعين عاماً، ويفككها، كي تصاهرها، ارتباطات أمنية، وزواج متعة، عندما وصل إلى درك الهلاك، في الوقت الذي لم يعد بعض شيوخ العشائر، ممن ارتبطوا بالنظام، يمثل إلا "زوجته"، كما قلتها لأحدهم، ذات آذار، وهويشتم الأحزاب الكردية، والحقوقيين، متوهماً أن جمعه للعمالة وزعم تمثيل القبيلة، ما يكفي لكي يصمت العالم كله، حين يتحدث.
ولعل مايفرح، أن شباب تل أبيض، وكوباني، وهم ممن انخرطوا في الثورة منذ بداياتها، بالإضافة إلى شباب الطبقة، كان لهم تضامنهم الواضح،عبرارتفاع صوتهم الاحتجاجي،عالياً، حتى وإن أدى ذلك للرد عليهم بشراسة، وثمَّة حديث عن تصفية بعض معتقلي المحافظة، من الشباب الثائر، وهذه الصورة الأكثرانحطاطاً عن أخلاقيات هذا النظام، في تعامله مع الثوارالمعتقلين.
إن شباب الثورة الذي لاينتمي إلا لكرامته، ووطنه، وإنسانيته، وكبريائه، لايمكن له أن يذعن لآلة الخنوع، الآلة التي تقتضي أن يلوذ بالصمت، وهويرى بأم عينيه، كيف أن النظام يتعدى على حرمة الوطن، والمواطن، ويدوس بأقدامه الأخطبوطية، كل عرف، وناموس، ووازع، وضمير، وأخلاق، وإلا...فلم هذا الاستكبار والاستهتاربروح السوري، ووطنه،من أجل الاستئثاربكرسي الحكم، الذي من حق كل مواطن سوري أن يشغله، ولكم كانت مأثرة من ابن الرقة المحامي عبدالله خليل،عندما كان من عداد من رشحوا أنفسهم لرئاسة الجمهورية، منافساً بشارالأسد، مرشح القيادة القطرية، الوحيد الأوحد، في استفتاء، لايسمح إلا لمرشح البعث، قائد الدولة والمجتمع، أن يرشح للاستفتاء "التسعة والتسعين فاصلة تسعة"،والذي تغيرقليلاً، في الاستفتاء الأخير،في حياة النظام، ورئيسه،بالرغم من أن عدد المصوتين،على طول البلاد وعرضها، لم يتجاوزالعشرة بالمئة، ولن أنسى صديق الكرد محمد غانم الذي كان صوته عالياً، في نصرة أهله الكرد،ولايزال يدفع ضريبة مواقفه،تلك،حيث يعد من الكتاب الشجعان،الذين كسروا شوكة الخوف، عن طريق الحبرالإلكتروني، أنى كان منفاه الآن، في خريطة الرأي والوطن.
إنها الرقة، ترفع صوتها عالياً، الآن، كي يلتقي صدى الفرات، مع صدى دجلة، والعاصي، وبردى، والخابور، وجغجغ، ونهرقويق، ونهرعفرين، والسن، واليرموك، والنهرالكبير،والساجور،ناهيك عن بحرها الأب،وأمهاتها البحيرات التي يعيلها ماء، وهذه الوشيجة المائية، تحولت إلى أخرى من دم، ليغدو الشعب السوري، برمته، بزمرة واحدة،إنها زمرة الثورة، أو زمرة آذار التي لابد ستكنس زمرة الإجرام عماقريب.
كثر، هم هؤلاء الكتاب والأدباء والمثقفين، من أصحاب الرأي الذين طالما كانوا مهمشين، في الرقة، محجورعلى أصواتهم، لئلا تغادرالحنجرة، لتظل ذبذباتها مستنسخة عن الهتاف باسم"القائد الرمز"، وإذا كان هناك من هادن الاستبداد، أوتجاسرمعه، إلا أن هناك الصوت الرقي، الواضح، والهادر، في كل آن، وهومن تم تعرضه للتهميش أو الاعتقال، وكتم الأنفاس، ولكم من اسم في البال، هنا، أوثرألا أذكره، لاعتبارات تتعلق بأوضاعها.
والرَّقة، ابنة التاريخ، وتحفة الجغرافيا، لكم حاول النظام الدموي حجرها، شأن أصحاب تلك الأصوات المدوية، المجلجلة، التي لم تلوث بالهتاف الزائف، بحياة القائد الضرورة، وكان قدرها أن تبقى ضلعاً في ثلاثية"المحافظات النائية" إلى جانب ديرالزوروالحسكة، وإن كان بين المحافظات نفسها، ومدن كل محافظة-على حدة-سلم تراتبي، يتراوح بين قطري النّبذ والعناية المشروطة. هذه الرقة، تمدُّ عنقها، من نافذة التاريخ، كي تقول:"ها أنذا..!"،ولعلّ في كسر الشباب الرَّقِّي-وهم كانوا موجودين حسب ظروفهم في لجة الحراك من قبل-آخرحلقة في قيدهم، ما يزِفُّ إلى النظام فحوى رسالة جديدة، أخرى، تؤكد مسلمة زواله القريب.
والرَّقة، كإحدى المناطق السورية التي تحضن الكرد، إلى جانب أخوتهم العرب، وسواهم،هي نفسها باتت تزيل ذلك الجدارالوهمي المضروب بين ذين المكونين، بعد أن جهد النظام، مستعيناً بفلول مخابراته، ومخبريه، وكتبته من أمثال المدعو"علي الشعيبي"السراوي صاحب كتاب" الكورد وكوردستان بين الحقيقة والوهم: دراسة في تاريخ الكورد وكردستان، حيث شنَّ عليه محمد غانم حملة بعد أن تم استلال بيان من كتابه، بالتعاون مع أجهزة الأمن، في مقال له بعنوان: دعوة للحرب الأهلية بالرقة ضد المواطنين الكورد الفقراء"*، وذلك في 5-2-2005 وذكرفيه الغانم مصطلح الشبيحة، وكان البيان دعوة صريحة للحرب على الكرد....!.، وهاهو اختلاط دم الكردي عبد السلام أدهم، بدماء أخوته العرب، في أقدس ملحمة حقاً.
إن اللوحة المعلَّقة في مداخل الرقة، من كل الجهات المؤدية إليها" الرقة ترحب بكم"، لابد أنها ستتوجه إلى أبناء لها، اضطروا إلى تجرُّع علقم الغربة، منذ عقود وحتى الآن، وباتت الرقة مجرد حلم، بل ستكتب اللَّوحة بحبر لا يقرأ، إلا من قبل من كان يواجه الاستبداد، ولو في قلبه، كأضعف الايمان، بل ستظهر-في شكل قوس قوس قزح- حين تفكّ ألوانها، أعين كل من أراد الخيرلسوريا، ولشعبها، هذه اللوحة التي ستكتب، من جديد، ليكون ترحيب المدينة،لائقاً باسمها الرِّقِّي، وهويجمع بين الماضي، والحاضر، والمستقبل.



انظرالحوارالمتمدن"دعوة للحرب الأهلية بالرقة ضد الكورد5-2-2005



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسكة ترحب بكم
- صناعة الخوف
- مؤتمرات للبيع...!
- مفهوم الطليعة: إعادة نظرفي ظل الثورة السورية
- عام على الثورة السورية بعيون كوردية .. أجوبة إبراهيم اليوسف
- لابد من ارتقاء النقد إلى مستوى أسئلة حداثة اللحظة
- بيان رابطة الكتاب والصحفيين الكرد بمناسبة الذكرى الثامنة لان ...
- فزَّاعة النقد
- بعدعام على الثورة السورية: آذار صانعاً للحرية
- حوارمع الشاعر والكاتب الكوردي إبراهيم اليوسف
- سوريا تحترق...!
- مقاربة لفك لغز الموت
- رجل الرئة اليتيمة
- بيان للانسحاب من اتحاد الصحفين السوريين ووسائل الإعلام الرسم ...
- أخطاء الكبار .. -كبار الأخطاء-
- على عتبة عامها الثاني:ثورة المعجزات السورية تصنع التاريخ*
- النقد الصحفي
- امتحان الثورة ومحنة الأصدقاء
- دوَّامة الأسئلة الكبرى
- روسيا- تحت الصفر-


المزيد.....




- المغرب - رسو سفينة حربية إسرائيلية في ميناء طنجة: بين غضب شع ...
- سيدة محجبة تحرق علما فرنسيا. ما حقيقة هذه الصورة؟
- سياسي فرنسي: رد روسيا على حظر RT وغيرها في الاتحاد الأوروبي ...
- مسؤول سابق في CIA يشير إلى -نوعية الصفقة- التي عقدت مع أسانج ...
- وقف توسع -بريكس-.. ماذا يعني؟
- الجيش الأردني: مقتل مهرب وإصابة آخرين خلال محاولتهم تهريب مخ ...
- ألمانيا تعتزم تشديد الفحوص الأمنية للموظفين بالمواقع الحساسة ...
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا-
- -واللا-: الجيش الإسرائيلي يستحدث وحدة جديدة للمهام الخاصة بع ...
- -الوطن التركي-: هدف واشنطن إضعاف وتفكيك تركيا وإبعادها عن ال ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - الرّّّقّة ترحب بكم