حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 23:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الكثير من العراقيين والعرب والأفارقة ممن عاشوا في ليبيا يعرفون جيدا مدى غرابة الوضع في ليبيا وتفاهة التفكير الليبي , على المستوى الحكومي والشعبي إلا ما ندر. حتى إنهم صاروا موضع تهكم لمن عايشهم أو حتى عرفهم عن بعد , في زمن الأخ القائد كما كان يسميه شعبه ! كان الطرفين يسيئون إلى الوحدة العربية بكل ما أوتوا من قوة وذلك بإيذاء الشعوب والحكومات التي يبغون إقامة وحدة معهم , الكل يتذكر تلك الأيام التي أرادوا فيها الوحدة مع مصر . كانوا يسيئون للشعب المصري ومن ناحية أخرى كانوا يريدون الوحدة معهم حتى إن الشعب المصري هو الذي كان يرفض الوحدة والجميع يعرف كم كان الشعب المصري تواق لقيام وحدة مع الآخرين من الدول العربية لعدة أسباب . خصوصا مع دولة غنية مثل ليبيا وتتمتع بمساحة تجعلها ثاني أكبر دولة عربية بعد السودان كما أعتقد . وتمثل عمقا استراتيجيا لمصر و مجالا واسعا لتشغيل الأيدي العاملة المصرية .
كل من كان يرغب في الاستقواء على حكومته أو شعبه كان يجد له عونا في ليبيا , القيادة السياسية لجنوب السودان تلقت من الدعم لانجاز الانفصال ما مكنها من انجاز هذه المهمة بأموال ليبية كما تلقت تلك القيادة الدعم الكافي من إسرائيل ! وهذا ما يدحض ميل الليبيين إلى وحدة الشعوب العربية كما أن ألقذافي قدم الكثير من الأموال لكل الحركات الانفصالية في عالمنا العربي . حتى إن طرابلس أصبحت قبلة لكل النصابين من المشتغلين في الشأن السياسي . لا نريد أن ننشر الغسيل الوسخ لتلك المعارضات لكننا نعرفهم عن قرب .ونعرف كم ضحكوا واضحكوا العالم على الليبيين .
كم تحول معارضين سياسيين عراقيين وعرب إلى تجار سياسة بفضل المال الليبي و الإغراءات الليبية .
لقد أصبح ميل الليبيين لتحقيق الوحدة أو الاتحاد مع تونس والمغرب ودول أخرى غير عربية مثل مالطة مثار سخرية حكام وشعوب تلك الدول وابتزاز لأموال هذه الدويلة التي لا تصلح لشيء إلا التخريب .
اليوم وبعد أن تمكنوا من تدمير بلدهم بالاتفاق مع الناتو وتمزيقها بعصبياتهم القبلية المتخلفة وميولهم العدوانية اتجاه أنفسهم والعالم اجمع يحاولون أن يمزقوا وحدة الشعب السوري وتدميره لا نصرة للثورة السورية بل رغبة منهم في التدمير . لقد حاولوا ذلك مع العراق ولاقى الكثير منهم مصيره الأغبر واليوم يزجون أنفسهم في أتون الصراع السوري حيث يمدونه بالمال والسلاح ويعملون كمرتزقة لدى دول الشر في العالم .
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟