بمناسبة وفاة کارل مارکس

صابر محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3669 - 2012 / 3 / 16 - 00:01
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

بمناسبة مرور ١٢٩ سنة علی موت کارل مارکس
لقد مر علی موت کارل مارکس ١٢٩ سنة وذلک عندما توفی في ١٤/ ٣/ ١٨٨٣ ، ولکنه حي في قلب الطبقات العاملة و المظلومین ومنهم المناضلین الشیوعیین ، ولم تسطیع البرجوازیة العالمیة ولحد الان أن تدحض أفکاره و أکتشافاتها العلمیة بصدد النضال الطبقي و حتمیة إنتصار الأشتراکیة ، ولکنها أي الطبقات الرأسمالیة و دولها حاولت و تحاول دوما إلی قتل الروح الثوریة للمارکسیة بوصفها قدیمة أو بأمکان الطبقة العاملة أن تبني الأشتراکیة عن طریق السلم ولیس عن طریق الثورة أو بالتدریج أو عن طریق تحسین ظروف حیاة ومعیشة العمال ضمن إطار النظام الرأسمالي کشرط لقیام الثورة الأجتماعیة للعمال والکادحین ، و قد أفرزت الکثیر من المفکرین و الشخصیات في هذا المسار وتفرزها بأستمرار طالما هي علی دفة السیطرة والتي تکلمت بأسم المارکسیة مثل إدوارد برنشتاین و کارل کاوتسکي و من ثم جوزیف ستالین و ماوتسي تونغ و فیدل کاسترو و ...إلخ.
کارل مارکس العبقري والفیلسوف الثوري لم یکن علامة ولم یخترع من تلقاء نفسه نظریة معینة إنما أکتشف سر تجمع الثروة والرسامیل لدی طبقة معینة رأسمالیة و مصدر کل هذه الثروات هي " قوة عمل العمال" من خلالها نظریته التي تعرف بنظریة فائض القیمة ، والتي شرح فیها بالتفصیل کیف یقوم الرأسمالي الذي هو صاحب العمل في نفس الوقت أن یقوم بشراء قوة عمل العامل و یستثمره في العمل ومن ثم یشغله لساعات طوال خلال الیوم وهو بذلک یکون ملکا له خلال هذه الفترة و عبدا للرأسمال و بالنهایة لا یحصل علی کل ماأنتجه من نتاج في عمله إنما جزءا قلیلا منه و یحتفظ الرأسمالي بالبقیة ویضعه في جیبه کربح لعملیة إستثما ر العامل تحت عنوان مصاریف و حق المکائن و مسائل أخری تخص مهارة صاحب العمل و قدراته الفکریة. هذه المعادلة الأقتصادیة التي تدافع عنها أصحاب الرسامیل من الرأسمالیین و دولهم القومیة شکلت و تشکل النظام الرأسمالي .
http://www.marxists.org/arabic/archive/marx/1849-wl/index.htm

إن کل ما رسمه کارل مارکس من إستراجیة ثوریة للطبقة العاملة هو أن یستولي العمال و بقیة الکادحین المشابهین لهم علی زمام السلطة السیاسیة لیس من أجل السلطة فقط بل من أجل إنهاء سلطة دول الرأسمالیین ، وبدیل العمال الثوري هو الدیمقراطیة الواسعة للعمال المکونة من المجالس و الشوری التي تنظم والتي توجد مکوناتها في أماکن العمل و السکن ، والتي کان قد سمی هذه الدولة الانتقالیة
" بدکتاتوریة البرولیتاریا " والتي یجب أن تکون أساسا لممهدات بناء النظام الأشتراکي بشرط أن تمارس الطبقة العاملة أوسع دیمقراطیتها من المجالس و الشوری و من خلال مندوبیهم ،والحزب في هذه الحالة لیست إڵا وسیلة لتنظیم هذه التشکیلة الأجتماعیة للحکم ولا یمکن أن تحل محل الطبقة في الحکم کما فعله ستالین ودمر الأتحادات و المجالس العمالیة لینفرد في الحکم، وکذلک الرأسمالیة والأشتراکیة لیستا محلیتان إنما هما بدیلان عالمیان ، یجب أن تکون هذه الدولة البرولیتاریة التي تتنصر في نضالها کما حازت علیها البلاشفة في روسیا بدایة لهذه المرحلة التي یجب تضیق الخناق علی الرأسمالیة أي الملکیة الخاصة لوسائل الأنتاج وأبدالها بالملکیة الأجتماعیة ( لیس المقصود منها الملکیة الشخصیة للأفراد ) ، ولکن محاولات البرجوازیین المحلیین و العالمین و خونة المارکسیة أمثال ستالین ، بتدمیر کل ما بناه لینین و حل کل المجالس الثوریة للعمال و إبدالها بسیطرة الحزب و تفرده في قیادة الحزب عن طریق التصفیات الجسدیة والمٶامرات علی المارکسیین والمعارضین له ، و طمس أفکار لینین حول الأشتراکیة وتبدیلها بأحتمال إنتصار الأشتراکیة في بلد واحد حالت من التمکن والتمسك بالخیط الذي یٶدي إلی إنتشار هذه الثورة في بقیة دول العالم وخصوصا المجاورة والمتطورة.
وفقا لهذا المنهج اللامارکسي اللذي تبناه ستالین في الثورة البلشفیة ، یکون ملزما علی کل المارکسیین أن یفضحوا هذه السیاسات التي تبناها في الثورة البلشفیة و لایجوز السکوت عنها وکتمانها ، وإن کل تنظیم سیاسی إو حزب یدعي المارکسیة ولا یشیر ویدین هذه السیاسة في برنامجها السیاسي بأن ستالین خائن للمارکسیة ولثورة أکتوبر والتي مررها بفظاظته المرعبة ، فهذا لا یدل علی شیء إنما یدل علی االاستمرار بنفس السیاسة التي تبناه ستالین بالضد من معارضیه و المارکسیین و التي تتلخص بالتشهیر و القتل والتهدید و بناء الأشتراکیة في بلد واحد والمراوغات الحزبیة والتکتلات ضد بعضهم البعض من أجل السیطرة و من أجل الحصول علی الأمتیازات التي حذر منها مارکس عندما خاطب عصبة الشیوعیین في النظام الداخلي لبرنامج عصبة الشیوعیین في ١٨٤٦ .
بمناسبة وفاة کارل مرکس سوف أدرج أدناه صورة عن تمرکز الرأسمال لدی عدة قلیڵة من الناس الذین یملکون الکارتلات و الترستات أو الشرکات المتعددة الجنسیات ،في العالم الذي یبلغ سکانه حوالي ٧ ملیارات نسمة ، وإنه إثبات لمنطق المارکسیة الذي یقول"کل ما تکون الطبقة العاملة أکثر فقرا کل ما یکون الرأسمالیون أکثر غنا " وإنه من المجحف أن یملک شخص واحد بقدر ماتملکه کل القارة الأفریقیة من ثرواة و یکون دخل الفرد فیها حوالي ٢ یورو وأکثریة سکانها یموتون جوعا أو یعانون من نقص الفیتامینات و یفقدون في هذه الحالة بصیرتهم علی الأقل.
حسب القائمة التي تنشر کل سنة حول أغنیاء و ملیاردیري العالم نشرت صفحة فوریس هذ السنة قائمة بأغنیاء العالم والتي أدرجت فیها ١٢٢٦ ملیاردیر في العالم الذین یمتلکون کمعدل وسطي ٣،٧ ملیار دولار أمریکي .
کان المکسیکي الملیاردیر کارلوس سلیم اللبناني الأصل هو علی رأس القائمة والتي بلغت عائداته ٦٩ملیار دولار أمریکي ، والمدیر التنفیذي لشرکة البرمجة لمایکروسوفت بیل غیتس کان هو الثاني في القائمة و الذي یملک حالیا حوالي ٦١ ملیار دولار أمریکي، وفي المرکز الثالث جاء المستثمر و رجل الأعمال الأمریکي وارن بوفیه والتي بلغت ممتلکاته من الرسامیل حوالي ٤٤ ملیار دولار أمریکي .
بالأضافة إلی ذلک من المتوقع تتبوأ الأسترالیة جینا ریناهارد المالکة للمناجم علی رأس القائمة في السنوات التالیة ، حیث إن عائداتها السنویة قد بلغت ١٠ ملیارارت دولار أمریکي خلال السنة الواحدة وإن مجموع ممتلکاتها سوف تصل إلی ١٠٠ ملیار دولار.
بالأضافة إلی کل ذلک هناک المئات والالاف من العوائل الملیونیریة منتشرین علی بقاع العالم و یشکلان معا کل الطبقة البرجوازیة التي تسیطر علی السلطة السیاسیة من أجل إدامة هذا النظام الذي یقوم علی الطمع و الجشع والأنانیة بکل الوسائل الممکنة والمکونة من وسائل القمع والتأدیب والسجون و الأعلام والنظام الدراسي والأدیان ونشر التفرقة العنصریة والقومیة بین البشر، أي باأختصار إن کل ما یتضمنه البناءالفوقي لهذا النظام هو في خدمة بقاء البنیة التحتیة للرأسمالیة .
أنظر إلی أسماء المزید من الملیاردیریین من خلال الصفحة:
http://www.forbes.com/billionaires/

#صابر_محمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات