الفقيد علي عبدالرزاق باذيب 1934- 1991 ذلك القلب النبيل حتى الكفاية1

علي عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1080 - 2005 / 1 / 16 - 10:35
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

الفقيد علي باذيب من مواليد الشحر- حضرموت، انتقل مع والده إلى عدن سنة 1938. امضى طفولته في مدينة عدن تحت وطئة الاستعمار البريطاني ، وهو الاخ الاصغر للفقيد الكبيرعبدالله باذيب مؤسس اول الخلايا الماركسية في جنوب الجزيرة العربية.
درس الفقيد في مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية وأنهى دراسته الثانوية ورغم نجاحه في دراسته الثانوية بامتياز وترشيحه للدراسة من جمعية خيرية للدراسة العليا في مصر إلاّ انه لم يتمكن من السفر نظراً لظروف أسرته آنذاك .
اشتهر علي باذيب ككاتب صحفي سياسي تقدمي بارز، ففي الخمسينيات كتب في عدد من الصحف وتولى مسؤولية سكرتارية أكثر من صحيفة ثم مديراً لتحرير ((البعث)) و((الجنوب العربي)) وكتب في صحيفة النهضة في الأعوام (54- 55) انقطع عن الكتابة لفترة وعاود نشاطه الكتابي في العام 1959 في صحيفة الطليعة التي صدرت في تعز. هذا النشاط الصحفي والسياسي من ثم الأدبي، لقي صدى في أرجاء الوطن العربي. مما حدا بالكاتبين محمود تيمور وانور المعداوي ان يكتبا عن النهضة الادبية في عدن.
وقضى حياته بالنضال الدؤوب ضد الاستعمار والرجعية في المنطقة، من اجل السلم والتحرر والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والوحدة اليمنية واعتقل مع مجموعة من ممثلي قادة القوى الوطنية في سجن زنجبار كرد فعل على نشاطه السياسي وكتاباته الناقدة (اللاذعة).
الفقيد من مؤسسي حزب "الاتحاد الشعبي الديمقراطي" احد ابرز الأحزاب اليسارية في الجزيرة آنذاك. عاود الكتابة في صحيفة الأمل عام 1965 واعتقل مرة أخرى في مارس عام 1968م والفقيد أيضا من الذين أسهموا في تكوين الحركة النقابية في صفوف المعلمين ولعب دوراً كبيراً فيها.
وتبوأ عدة مناصب منها وكيل لوزارة الثقافة والإرشاد ومن ثم سفيراً في جمهورية المانيا وعاد إلى ارض الوطن وتعين مديراً لمركز الدراسات والبحوث في الأعوام (73-75). وبعد توحيد فصائل العمل الوطني الثلاث "الجبهة القومية والطليعة والاتحاد الشعبي الديمقراطي" أصبح عضواً في اللجنة المركزية للتنظيم السياسي الموحد الذي انبثق من عملية التوحيد.
من ثم عين في يناير 1976 وزيراً للثقافة والسياحة ووزيراً للإعلام بالوكالة وفي العام 1978 أصبح عضواً في المكتب السياسي وسكرتيراً للجنة المركزية وعضواً في هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية آنذاك.
في العام 1981 تعين نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للإعلام ومن ثم نائباً لرئيس هيئة جمعيات الصداقة مع الشعوب وكان الفقيد عضواً مؤسساً لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وعضو مجلس النواب في دولة الوحدة وكان من الرواد الأوائل لحركة السلم والتظامن وعضواً في مجلس السلم العالمي.
من أعمال ومؤلفات الفقيد : حركتنا الوطنية إلى أين؟ - ممنوع الدخول (مجموعة قصصية).- رواية ( لم تكتمل) – مجموعة قصصية ترجمة من اللغة الإنجليزية للكاتب ارسكين كالدويل لم تطبع. – مقالات ممنوعة / ترجمة من اللغة الإنجليزية للكاتب السياسي البريطاني الهندي رالم بالت/ مجموعة شهادات واقعية حول جرائم ومؤامرات الاستعمار البريطاني في المستعمرات.
دعا في وقت مبكر إلى قيام الجبهة الوطنية الديمقراطية العريضة التي تضم الوطنيين والتقدميين تحت شعار"من اجل يمن حر ديمقراطي موحد"..والتي نشرت على صفحات جريدة النور الاسبوعية الصادرة في عدن سنة 1959.
توفى الفقيد في العام 1991 أي في خضم تحقيق الوحدة اليمنية. والحق أن هذا الحيز لن يفي بتسجيل كل مآثر الفقيد الراحل لكن عزاؤنا انه للتذكير لما تعرض له من نسيان وإجحاف في حياته ومماته. علي باذيب ذلك الإنسان الذي" يؤجل العتاب ويقدم الشكر..".
وهنا إليكم شهادة الراحل الأستاذ عمر الجاوي في جريمة السلطة وإهمالها عمداً في علاج الفقيد إن لم اقل (الشهيد)
إذ قال الجاوي: "..وسرعان ما أحسست بالنتائج حين تغير طريق علاجك من بلاد يرسل إليها المقربون إلى دمشق التي يعني -على قدر فراشك مد رجلك- وعدت كما قلت لي تتوكأ على قلبك الدامي".
وشهادة أخرى للأستاذ ابوبكرالسقاف اذ قال:" شكا لي قبل سفره من بطء الإجراءات الإدارية وبطريقة التلميح المهذب التي يجيدها وسافر ليعالج داء قديماً في القلب إلى دمشق ، بدلاً من لندن ، التي يعالج فيها البعض زكامه. ليس في الأمر مفارقة البتة، بل شهادة على نبله وفروسيته وعلى انحطاط السياسة والأخلاق في يمننا السعيد"
(1) من مرثية لـ الشاعر السودانيِ سيد احمد الحردلو

#علي_عبدالله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات