أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - المعارضون الجدد والقدامى














المزيد.....

المعارضون الجدد والقدامى


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3667 - 2012 / 3 / 14 - 08:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سادت تحليلات،في وسائل الإعلام العربية المرئية والمسموعة والمقروءة،تقول أن القوى"التقليدية"قد أزيحت جانباً عقب"الثورات الشبابية"التي أعطت تلك التحليلات المشار إليها هذه الصفة للثورتين التونسية والمصرية في عام2011.في انتخابات(الجمعية التأسيسية التونسية)و(مجلس االشعب المصري)فازت بأغلبية المقاعد قوى تونسية كانت في العمل السري والسجون والمنافي،وقد أتى من هذه الأماكن الثلاثة رئيسا الجمهورية ورئيس الوزراء الجديدين والكثير من النواب والوزراء،فيمافازت في مصر بالبرلمان الجديد وبأغلبية الثلثين قوتان أصولية وسلفية("الحرية والعدالة"و"النور")خرجتا من العمل المعارض المقموع والسرية والسجون وكانتا معبرتين عن قوتين،هما(الإخوان المسلمون)و(الجماعة الاسلامية)،الأولى عمرها ثمانية عقود والثانية ثلث قرن.أيضاً،في تلك الانتخابات كانت أغلبية الأحزاب، التي لم تنل أكثرية برلمانية ولكن فازت بأغلبية المقاعد الباقية ، قوى قديمة(مثلاً:"الديمقراطي التقدمي التونسي"و"الوفد الجديد المصري")فيما لم نرى "القوى الشبابية"فازت بشيء يذكر.
تعطي تلك الصورة الكثير عن هشاشة وسطحية مانراه ونسمعه ونقرأه في وسائل الإعلام العربية،وعن فوات تحليلات تصبح مثل"الخبز البايت"بعد قليل من حصولها.إلاأن كل هذا لايخفي حقيقة وجود ظاهرة يمكن أن نطلق عليها اسم(المعارضون الجدد)إلى جانب القدامى،أومايمكن وضعهما،كماراج في عام2011،تحت مصطلحي(االمعارضة التقليدية)و(المعارضة الجديدة)،وهذا أمر لم نره فقط في تونس ومصر وإنما ظهر أيضاً في اليمن وسوريا خلال حراك اجتماعي هزَ البلدين المذكورين خلال العام الماضي.
في تونس2008-2010ظهرت قوى شبابية ،وهي ظاهرة فايسبوكية أساساً،أثناء مرحلة بان فيها الرئيس بن علي وكأنه قد مسح المعارضة من طاولة العمل السياسي التونسي.في مصر2006-2010برزت حالات مثل(حركة كفاية)و(6إبريل)ثم ظاهرة الدكتور محمد البرادعي ومن التف حوله من مثقفين وأكاديميين وشباب.في يمن مابعد3فبراير2011بانت قوى شبابية كانت طوال تسعة أشهر لاحقة ،حتى توقيع اتفاقية المبادرة الخليجية،أكثر تشدداً من (أحزاب اللقاء المشترك)المعارضة.في سوريا مابعد18آذار2011كانت ظاهرة(المعارضون الجدد)قوية بحكم الضربات الشديدة التي تلقتها قوى المعارضة السورية بمختلف أجنحتها،الاسلامية والعروبية والماركسية،طوال ثلاثة عقود سابقة،والتي كادت أن تصل لحدود تجفيف الينابيع،وقد ظهر تعثر وعجز قوى المعارضة السورية القديمة عن أن تستطيع تأطير الحراك الإجتماعي الكبير،مع تسجيل سبق أكبر نسبي للاسلاميين في ذلك،وهو ماكان ربما السبب في انتظام الكثير من هؤلاء المعارضين الجدد السوريين تحت خيمة(المجلس الوطني)الذي تهيمن عليه(جماعة الاخوان المسلمين)وأيضاً مايفسر الإضطراب الذي يشهده منذ تأسيسه هذا المجلس نتيجة تصادم عقليتين،وهو وضع تعيشه بحدود أقل(هيئة التنسيق الوطنية)بحكم كونها من قوى حزبية قديمة أساساً.
هذا التصادم بين عقليتي المعارض القديم وذلك الآتي من جديد إلى المعارضة،بعد أن كان في البيت أوفي أعماله الخاصة أوفي العمل الثقافي أوالأكاديمي أوعند النظام الحاكم،هو طبيعي لأنه صدام بين متمرسين في العمل السياسي التنظيمي،الذي يقوم ويتمأسس على مؤسسات هي مطبخ القرار الذي يكون مبنياً على براغماتية وتمرحل و"إدارة للممكنات" ،وبين طارئين على العمل السياسي بلاخبرات سابقة والذين يظنون بأن التصريح السياسي أوالبيان أوالوثيقة وكذلك الممارسة السياسية يشابه قصيدة الشعر أوأية قطعة أدبية أخرى أونص أكاديمي في عملية التشكيل وبالتالي فإن ماتريده يمكن أن يوضع تلقائياً في النص السياسي وفي الشعار من غير أن يدركوا بأن "إدارة الممكنات"في العملية السياسية تؤدي إلى "اقتصاد في القول والفعل"وفقاً للتوازنات القائمة في المرحلة المحددة التي يمر بها السياسي آنذاك.أيضاً إن عدم تعود (المعارضون الجدد)على عمل المؤسسات يقودهم إلى الكثير من الفردية والهوائية فيمامن يشتغل في المؤسسات لايكون كذلك،كماأن الملاحظ أن الفردية تتساوق مع حب الأضواء والصفوف الأولى فيمامن هم خارجون من عمل مؤسسات حزبية لايكونون كذلك،ويلاحظ هنا أن من يكون خارجاً من العمل السري ،بشكل عام،لايحب الأضواء ويفضل دائماً أن يمارس التأثير من وراء الستارة .
تصادم كهذا يتجسد أساساً بين حالتين:الحزبيون والمستقلون،حيث أن هؤلاء الأخيرين يأتون غالباً من أوساط ثقافية وأكاديمية وفي الفترة الأخيرة من أوساط رجال الأعمال،وإن كان الأخيرون أكثر قدرة على التأقلم بالقياس إلى المثقفين والأكاديميين مع بحر السياسة،فيمايلفت النظر أن المستقل الآتي"في ربع الساعة الأخيرة"إلى المعارضة من أوساط النظام الحاكم يكون غالباً ميالاً إلى المزاودة ورفع السقف ربما من "أجل غسيل ماضيه"وربما من أجل المرور من بين الصفوف إلى الصف الأول،ولكنه يختلف عن حالات المستقلين المعارضين الجدد في أنه أكثر خبرة في حرفة السياسة وفي كواليسها وطرقها،وليس مثل نظرائه الآخرين من المعارضين الجدد الذين يمكن أن يظهر الواحد منهم عند وجوده في مناظرة تلفزيونية أمام معارض حزبي قديم وكأنه مثل فريق محلي سوري بكرة القدم أمام فريق ريال مدريد.
في المجمل،من الطبيعي أن تظهر ظواهر مثل(المعارضون الجدد)عند تآكل وانتهاء صلاحية أنظمة سياسية سادت لعقود طويلة من الزمن،وذلك في مرحلة انتقالية تخوض غمارها غالبية الشرائح الاجتماعية في مجتمعات عربية عديدة،وأن تأتي ظواهر مثل هذه نتيجة انقطاع أجيال العمل السياسي المعارض عن أن تسلم العصا لبعضها،كمافي سباقات الألعاب الأولمبية،حيث كانت تنتقل الخبرات في الأحزاب من الجيل الأقدم إلى الجديد،ولأن يظهر بعض القياديين الجدد للمعارضة أووجوه اعلامية تعاني نقصاً خطيراً في فهم حرفة السياسة بكافة أبعادها وجوانبها.
السؤال الآن،بعد أن قامت المجتمعات التونسية والمصرية،وعلى مايبدو أن المجتمع اليمني كذلك،بتفادي تسليم مقود السياسة إلى المعارضين الجدد بدلاً من القدماء:هل سيحصل هذا كذك في مجتمعات عربية أخرى،أم لا؟....



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزعة الإستعانة بالخارج في المعارضة السورية(2003-2005)
- الموجات السياسية
- حرب باردة من جديد؟..
- التصلب التركي – الفرنسي حيال الأزمة السورية:محاولة للمقاربة
- عشر سنوات من الاستقطابات في المعارضة السورية
- واشنطن والثورات العالمية
- فراغات الانسحابات الأجنبية من المنطقة
- تعثر النموذج التركي في ليبيا ومصر
- العراق:حصيلة احتلال
- الجزر والمد في السياسة:الاسلاميون مثالاً
- مابين دمشق وأنقرة 1921- 1957
- نزعة الاستعانة أوجلب الأجنبي للشؤون الداخلية:العراق نموذجاً
- استقطابات القوى السياسية السورية أمام مبادرة الجامعة العربية
- الإستيقاظ الروسي
- اسرائيل و-الربيع العربي-
- حشر ايران في الزاوية
- المعادلة السورية الجديدة:آليات السقوط أوالتغيير ومدى امكانية ...
- ايران و -الربيع العربي-
- التدخل الخارجي والحرب الأهلية
- التباسات التغيير الليبي


المزيد.....




- انقطاع تام للكهرباء في الجزيرة بأكملها.. شاهد أزمة الطاقة ال ...
- حماس تقول إن إسرائيل تستخدم -التجويع كسلاح- بمنعها دخول المس ...
- هواتف محمولة موقتة وقفص فاراداي: الموظفون الأوروبيون مُلزمون ...
- ميلوني في واشنطن لمناقشة الرسوم الجمركية مع ترامب
- بحضور ممثل عن الحركة.. المحكمة الروسية العليا تعلق حظر أنشطة ...
- منظومة -أوراغان- الروسي تستهدف تجمعا للقوات الأوكرانية
- فستان متحدثة ترامب -صيني-
- الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف بنية تحتية لحزب الله جنوبي لبن ...
- -لعنة- هاري كين؟.. صحف أوروبية تعلق على إقصاء بايرن ميونيخ
- الطاقة وفلسطين وسوريا على طاولة بوتين وتميم في الكرملين.. أب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - المعارضون الجدد والقدامى