أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مينا عادل - ذكريات مارتن العجوز














المزيد.....

ذكريات مارتن العجوز


مينا عادل

الحوار المتمدن-العدد: 3667 - 2012 / 3 / 14 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


جلس العجوز الهرم مارتن على مقعده امام المدفأه كما اعتاد الجلوس لمده 20 عاما بعد ان وصل لسن التقاعد
اخذ يرشف القليل من التكيلا و يجول بعينيه فى أرجاء المنزل مستعيدا ذكرياته
اول ما وقعت عليه عينه هو كمانه المكسور المعلق فوق المدفأه
_________أأأوووه انت يا صاح مازلت هنا الم يعفى عليك الزمن بعد
أرجع رأسه للخلف و خاض فى ذكرياته
___
كم تمنيت ان احصل على كمان و انا طفل
سحرت بصوته حينما سمعته لاول مره فى حصه الموسيقا بالمدرسه
كانت لحظه من الجنه حينما نادانى مدرس الموسيقا لاجرب العزف عليه
كم احببت مسكته و همس أوتاره
ظللت عامين أقتطع من مصروفى حتى أحصل ثمنه
فى كل يوم طوال العاميين كنت اقف امام البترينه اشاهد ذلك الكمان المعروض
كانت مشاهدته تثير كل حواسى
اخيرا
اكملت ثمنه و اخرجه البائع لى من البترينه حينما سلمه لى فى يدى شعرت ان جزء منى يسترد
انطلقت مسرعا الى المنزل كل شىء حولى كان يمر سريعا
____
بابا بابا
نعم يا مارتن
انظر بابا ماذا احضرت
ماذا ما هذا اجننت كماااان الا تدرى ان ذلك الشىء قد يعطلك عن الدراسه الا تود الذهاب الى كليه الهندسه اتريد ان تصبح عامل فحم مثلى انظر الى ذراعى كيف فقدته الا تدرك ايها الغبى الاحمق ما افعله من اجلك اعطينى هذا الكمان
لا بابا لا
تلقيت صفعه يومها جعلت وجنتى زرقاء لمده ثلاث ايام و لكن الصفعه لم تؤلمنى حقا بقدر ما ألمنى رؤيه ابى و هو يحطم الكمان
فى اليوم التالى ذهب والدى ليتشاجر مع مدرس الموسيقا و انتهى الامر بأنه حولنى الى مدرسه اخرى
______________________________

ها قد وصلت الى كليه الهندسه الان
كل ما فيها كان كئيبا من الاشخاص الى المبانى
ذلك الدكتور ما اسمه اممم نعم ميشيل
كم كان يضحكنى منظره كرشه ممتد امامه الى درجه انه لا يوجد قميص يحتويه دوما كانت زرائر القميص تنفتح كلما تحرك اقل حركه ههههههه كان ذلك السبب الوحيد الذى كنت احب البقاء فى المدرج لاجله
فقط للسخريه من دكتور ميشيل و تأليف النكات عليه
و لكن ابن اللعينه قد لمحنى يوما و انا اسخر منه و طردنى من محاضرته
ظل يحملنى رسوبا فى مادته مده 4 سنوات
_______
ما النتيجه الان يا مارتن اخبرنى
جيد بابا و لكن
لكن ماذاااااا هل رسبت مجددا فى ماده الدكتور ميشيل
كم انت غبى احمق و فاشل
الا تدرك ما الثمن الذى دفعته من اجلك ايها المستهتر يا ابن العاهره
اغرب من وجهى لا اريد ان أرى حتى خلقتك
____________________________________
تخرجت من الجامعه اخيرااا
مارجريت
كانت تخطف نظرى و قلبى كلما رأيتها
رأحت عطرها ظلت معلقه فى أنفى سنوات
حينما كانت تدخن الارجيله و تنفخ دخانها فى وجهى أأأوووه اشعر و كانها تنفخ فى نسمه حياه
____
عليك ان تخطب مارى ابنه جارتنا
و لكن بابا
و لكن ماذااا
ماررى فتاه مهذبه دائمه الذهاب للكنيسه قد أوصى بها الكاهن علينا
ماذا بعد تريد الا تدرى ما اصنعه لاجلك اتريد ان ترتبط بعاهره كوالدتك تجعل حياتك مرارا و جحيم اخبرنى ماذا تريد ايها الابله
لا لا شىء بابا
حسنا اذهب و جهز نفسك سنقابل خطيبتك و اسرتها اليوم الساعه السادسه
حسنا بابا
______________________________
مارى
كم أكره تلك العجوز الشمطاء
كم مره اجبرتنى ان احضر معها قداسات الاحد الطويله الممله
كم مره حاولت ان المسها و كانت تمنعنى عنها بحجه الصيام
... تبا لكى
و لكن ___ و لكن ليس كل الذنب ذنبها
أأأأأه
ما هذا
اهااا شهاده الموظف المثالى
هههه
أتذكر ذلك المدير الاحمق ذو الضحكه الصفراء كم كرهته و كرهت ضحكته
كثير ما تمنيت ان احطم أسنانه اللعينه بقبضتى
و لكن ماذا كنت سأعمل بعدها
كيف كنت سأنفق على ابنى سام
ساااام ذلك الابن العاق الذى هجرنى و لم يعد يطل على
اخر مره رئيته فيها كانت منذ ثلاثه اعوام
يبدوا اننى لم اقسوا عليه فى التربيه كما يجب
_____
يمد يده المرتعشه ليمسك زجاجه التكيلا حتى يصب كأسا اخر
ماذا سحقا لقد فرغت الزجاجه
كانت هذه هديه بوب من فرنسا
اللعنه
أأأوووه بوب بوب بوب ابن اللعينه
كان شابا مستهترا فاشل فى دراسته
كان يوميا يضاجع فتاه مختلفه
اممم كم تمنيت سرا ان أكون مثله
اين هو الان
لعله الان فى احد شوارع باريس مع فتاه عشرينيه
يلامس جلدها الناعم المشدود
هههه داء الكلاب
أأأأوووه سحقا
تذكرت الان كم كنت اتمنى ان أدور حول العالم
و لكنى لم أدور لا بضعه كيلوامترات حول منزلى بالسياره
يا الله
يا الله
هل انت حقا موجود ؟
اللعنه عليك مارتن اخرس
لم اجبر على تحمل هذه الحياه حتى أكتشف انه لا توجد جنه
سامحنى يا الله استغفرك و اتوب اليك
اكتفى بهذا القدر اشعر ان جسدى كله مخدر و اريد ان انال قسط من الراحه هيا هيا ايها العجوز الابله
يحاول مارتن النهوض ولكنه ظل ساكن
______________________________________________________________________



#مينا_عادل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتله الاحلام
- السكر عباده


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مينا عادل - ذكريات مارتن العجوز