طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 3666 - 2012 / 3 / 13 - 07:35
المحور:
الادب والفن
أذكرأننى ظللتُ لعدة سنوات أميز أصوات الباعة المتجولين. أى كنت أعرف ماذا يقولون وبالتالى أعرف ماذا يبيعون. فهذا يقول ((لوزيا بامية)) أو ((رمان يا أوطه)) أو ((خد الجميل يا قصب)) أو((أكلك شفا يا حلبه)) الخ الى أن تركتُ مدينتى الى نشأتُ فيها وانتقلت للإقامة فى مدينة جديدة.
شغلنى نداء أحد الباعة المتجولين. ركزتُ حاسة السمع مع النداء كى أفهم ما يقول ولم أوفق . ظللتُ هكذا عدة أيام وأنا أتمنى أن ألتقط معنى النداء. قرّرتُ أن أتبع الرجل بساقىّ بعد فشل الأذنين. اقتربتُ من مصدرالصوت. كان الرجل يركب عربة خشب يجرها حمار. على سطح العربة أكوام من أرغفة العيش. يُغطى اللونان الأخضروالأسود على أكوام العيش. عندما عاود النداء تبينتُ معنى الكلمات. كان ينادى ((العيش المكسريا ست)) اقتربتْ امرأة من العربة . فى يدها كيس ممتلىء . أخذ منها الكيس ووضعه على الميزان. لم أفهم سبب وجود الميزان فى بادىء الأمر. أعطى الرجل للمرأة بعض النقود. ساومته وساومها. ثم ابتسم وابتسمتْ. أفرغ الرجل محتويات الكيس على سطح العربة. كان الكيس ممتلئًا بالعيش الذى يعلوه اللونان الأخضروالأسود. ابتعدتُ أنا عن مكان العربة ، وابتعد الرجل بعربته. كان صوته يتردد فى الفضاء ((العيش المكسريا ست)) فى هذا اليوم كان معنى النداء معروفًا. ومع مرورالأيام صار مألوفًا .
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟