بشرى البستاني
الحوار المتمدن-العدد: 3665 - 2012 / 3 / 12 - 22:52
المحور:
الادب والفن
لا تغمضْ عينيكَ كي أدخلَ في الوهمْ
أليس الحبُّ وهما ً .. !
**
لا تغمض عينيك ْ .
فعلى ضوئهما تفتحُ السجونُ أبوابها كي أدخل ْ ..
وأعطي َ السجانَ ساعدَي ْ ..
**
لا تقفلْ نوافذ البحرِ دوني
فالشجرُ الناهضُ في احتدام الموج ِ
يُظلّ روحي ...
افتح نوافذَ البحر عليْ ،
كي لا أضيعَ خارج الشِباكْ ...
**
لا تغمض عينيك ْ..
أحتاجهما كي ترتعشَ الحشائشُ داخلي ...
ويشتعل عبيرُ الزنابق المتفتحة ِ
في حدائقِ الكون ْ..
**
لا تغمض عينيك ْ ..
فعلى بحرهما أكتبُ قصيدتي
وفي إيقاعهما تتخطفني الجزرْ..
إفتحْ شُرفَ الليل عليْ
كي تظلَّ الصفحة ُ البيضاءُ واعدة ً بالنقوشْ ...
**
لا تغمضْ كي أصعدَ على أجنحة البرقْ ،
أبحثُ عن جذور النار ،ِ
وأجري وراء الرياحِ ،
أسأل عن منابتها ...
**
لا تغمضْ عينيك ْ
فلأول مرةٍ لا أخافهما ،
لأنهما خائفتان ..
**
لا تغمضْ عينيكْ ...
لا ..لأستسلمَ للحبْ ..
بل لأصرخ في فضاءاته ..
إذ أتحوّلُ من خيانة الحنين إلى مكر الخطيئة ْ ،
وهي تغلّق الأبوابَ
دونما يوسفٍ ولا عزيزْ ..
**
لا تغمضْ عينيكْ ..
ففي ركن الألق فيهما أتعلّمُ الليل َ
وأصيرُ فقيهة ً في علم الشوقْ
وحينها أتشرّبُ المحنة َ
بطاقة فراشة ٍ على امتصاص الرحيقْ...
**
علمني الخلاصَ لأعلمكَ الكلام ،
دونما سردٍ ولا حكاياتْ ،
ففي الخلوة نقهرُ اغترابَ اللغة ،
ونجوبُ الوجدانَ لحظة َ انفلاتِ الكون من جسده ْ ،
وهيامِه فوق أفلاكي ..
إذ تغادرُ روحي قضبانَها
محلقةً ً في مياه أناملك َ
بين الجنة وأسلاك الجحيمْ ...
**
لا تغمض ْ ...
كي أدخلَ في الرعب ْ ..
أليس الحب رعبا ً .. !
**
لا تغمض ْ ..
أحتاجُ فضاءً للرقص ِ ،
وأجنحة ً للهمس ِ
وكحلاً للألوانْ .
وأرى النخلَ يُساقط فوق لغوبي
رطبا ًبرحيا ً ،
وندى ًبصريا ً في ليلٍ تشرينيْ ،
إفتح عينيكَ لأخلعَ أسمالَ الكلماتِ
وأدخلَ بحرَ الظلماتْ
عارية ً إلا من حبكْ ...
#بشرى_البستاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟