|
ماذا بعد الموت ؟
ريمون نجيب شكُّوري
الحوار المتمدن-العدد: 3665 - 2012 / 3 / 12 - 09:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مـــا ذ ا بـــعـــد الـــمـــوت ؟
طلبتْ إحدى قارئات مقالاتي المنشورة في موقع الحوار المتمدن معـرفةَ رأيي الشخصي بالسؤاليـن الفلسفيـيَّـن العميقيـن « ماذا بعد الموت ؟ » و « لماذا أنتَ هنا ؟ » أود أولاً أن أشكـرالسيدة القارئة المحتـرمة على إهتمامها بآرائي المتواضعة وأتمنى أن لا تنصعـق قارئتي بآرائي إذا وجدتْها غيـر متوائمةٍ مع معتقداتها سأحاول في هذا المقال الكتابة عـن رأيي فيما يدور حول الجوانب المختلفة في موضوع السؤال الأول وأتمنى أن تتاح لي فـرصة لتناول السؤال الآخـر في مقال ثانٍ * إذا طُـلـب مـنـي إبـداء رأيي حول "ماذا بعد الموت؟" بـعبارة واحدة موجـزة فأقول: لاشــيء N o t h i n g * مـن المفيد البدأ بتثبيت ما هو معـروف على نطاق واسع في الأوساط العلمية عـن الإنسان والحياة والموت بصورة مبسطة وموجـزة، ليتضح الإطار الذي يشكـِّـل الخلفية الفكـرية لآرائي والبوصلة العقلية التي إوصلتني اليها مـن المعـروف أنه ظهـرتْ على كوكب الأرض أكثـر مـن عشـرات الملايـيـن مـن أنواع الأحياء ومنها النوع البشـري الذي صعد حديثاً نسبياً على سلَّـمِ التطور والمصطلح تسميته علمياً «النوع العاقــل Homo-Sapiens» . إذن الإنسان هو نتاج سيـرورة تطورإستغـرقتْ ملايـيـن السنيـن يمتلك كـل كائـن مـن الأنواع الحياتية المختلفة وسيلةً معدَّلةً تطورياً تضمـن للفــرد الكفاح في سبيـل بقائه وللنوع بكامله ديمومة وجوده ، ولهذا توافـر لبعضها زعانف ولأخـرى أجنحة ولبعضها الآخـرمخالب. كما تطورتْ بعضُ الكائنات لتمتلك أشكالاً مختلفة مـن «حيـلٍ» فـيـزيـائــية وكـيمـيـائـيـة تـساعدها على ديمومة بقائها. وتطور لواحد فقط مـن تلك الأنواع دمـاغاً معـقـداً شـديـد الـتعـقـيد كان مـن أهم أسلحته في سبيـل البقاء . إذ أصبح بواسطته قادراً على التفكيـر والتأمـل والتخيـل وحــلِّ المشاكـل والسيطـرة على البيئة جـزئياً وسمِّـيَ بعدئذ بـِ« النوع العاقـل » الذي إستطاع خلال المئة ألف سنة الأخيـرة مـن وجوده بإستثمار قابلياته العقلية الى حدٍّ أنه إستطاع أن يطأ بقدمه سطح القمـر وحتى غدا قادراً على النظـر الى نفسه وإكتشاف كيفية تطوره !!! . هذه أمور واضحة كـل الوضوح يعـرفها حتى بعض تلاميذ المـرحلة الإبتدائية ولا تحتاج الى تكـرار وسـرد. لكـن النقطة التي أودُّ التأكيد عليها وإبـرازها هي أن هذه القابليةَ العقليةَ نـفسَها سيـفٌ ذو أكـثـر مــن حـديـن أدَّتْ ولا زالـت تؤدي بـنا نحـن البشـر الى ما أسميه بـِ« غـرورٍ ذاتيٍ خادعٍ » الذي حـرَّف كثيـراً مـن مسيـراتنا الى دروبٍ خاطئةٍ تجذرتْ في وعينا بحيث يتطلب تعديلها حقباً زمنيةً طويلةً وجهداً كبيـراً وغالباً معاناة شديدة وذلك بإستعماله قابلياته العقلية أيضاً بصورة منطقية سليمة الـغــرور الـذاتي الـخادع هـو مفـتاحٌ - حسب رأيي ــ للإجابة عـن السؤال المطـروح « ماذا بعد الموت ؟ » إن تصفحاً سـريعاً للتاريخ يدلُّـنا على عشـرات الأمثلة لمطباتٍ أوقعتْـنا نحـن البشـر (أو بعض فئاته) في فخ الغـرور الذاتي الخادع *1*. دعنا نأخذ لغـرض التوضيح مثاليـن: نظـر الإنسان قبـل مئات آلاف السنيـن الى السماء فـرأى الشمس والقمـر والنجوم المتلألئة فإعتـراه غـرور بتصوره أن الكون بكامله قد وُجِـدَ مـن أجله ويتمحور حولَه فخدع نفسَه وثم دوَّن تصوراتِه المُضلَلَة في تلك الكتب التي أضفى هو عليها قدسيةً عظيمة فغدتْ مُظلِِلَة له خلال حقب زمنية طويلة . لكـن عندما أعلـن كوپـرنيكس سنة 1543 إكتشافه أن الأرض هي التي تدور حول الشمس على عكس مما كان يُعتقد سابقاً على نطاق واسع ، تـزعـزع تصور الإنسان لمكانته في الكون فلم يتمكـنْ معظم البشـر تصديق إمكانية زيف حواسهم، لكـن ما هو أدهى مـن ذلك أن معظمهم وعلى الأخص رجال الديـن *2* المهيمنيـن على تلك الكتب " المقدسة " شعـروا أن في هذا الإكتشاف تناقضٌ صارخٌ مع هو منصوصُ عليه في تلك الكتب، كما شعـروا أن الإكتشافَ ينطوي على تدنٍ للمنـزلة العليا للإنسان في الكون فجُـرح غـرورُهم بالصميم . ونتيجة لذلك حورب دعاة هذا الإكتشاف فمُنعتْ كتبُ كوپـرنيكس وسُجـنَ غاليليو وحُـرقَ الفيلسوف بـرونو لكـن بفضـل جهود العلماء والمفكـريـن إقـتـنعتْ أغلبية البشـر أن الإنسان ليس هو مـركـز الكون وأن النجوم لم تنوجد لأجـل تمتعه هو بها . أخيـراً وبعد مضي أكثـر مـن أربعة قـرون مـن الإكتشاف إعتذر البابا يوحنا بولص الثاني سنة 1992 عـن أخطاء وتصـرفات كنيسته حول أولئك العلماء مثال ثانٍ : مـن المفارقات أن الإنسان يشعـرعادة بالشفقة على أرنب إقـتـنصه نسـرٌ، وعلى غـزال إصطاده أسدٌ، لكنه لا يشعـر بالشفقة عند ذبح أرنب أو غـزال ليكون طعاماً له . فما يعتبـره الإنسانُ حلالاً له يكون حـراماً على الحيوان ويعتبـر النسـر والأسد معتديـيـن. لقد نصّب الإنسانُ نفسَه ملكاً نـرجسياً على جميع الأحياء وهو غيـر مدركٍ تمام الإدراك بأن جميع الأحياء ومـنها الإنسان في تـنازع على البقاء وكـلٌ منها "مبـرمج" تطورياً لتكونَ أنواعٌ أُخـرى مـن الأحياء طعاماً له كي يستطيع البقاء *3* . لم يصـل الغـرور بالإنسان الى درجة تأليه نفسه إنما إعتبـر نفسه مخلوقاً على صورة إله . هذا هو غـروره الذاتي الخادع . وكعادته دوَّن تصوراته عـن نفسه ومحيط بيئته بكتب التي أسبغ عليها صفة القداسة . لكـن عـنـدما جاء دارون وبـمساعدة صديـقـه والـص بـكـتاب " أصـل الأنواع " سنة 1859 شارحاً فيه نظـرية التطور ومبيناً بالأدلة العلمية أن جميع الأنواع ومـن بينها الإنسان هي نتائج سيـرورة تطور إستغـرقتْ ملايـيـن السنيـن. صُعِق معظم الناس. كيف مـن الممكـن مَـنْ هو على صورة الله منحدرٌ مـن أصـل حيواني ؟ هذا مستحيــل!! . جَـرحتْ هذه النظـرية العلمية كبـرياءَهم ونـرجسيتهم وتعارضتْ مع الأساطيـرالتي سبـق وأن كتبها الإنسان نفسه ونعتها بكتبٍ دينية مقدسة والتي يُدّعى فيها أن خَلْقَ الكون بكامله قد تمَّ بستة أيام فقط . كيف يتطاول هذا الشخص المدعو دارون ويدّعي أن عملية الخلق والتكويـن إستغـرقتْ ملايـيـن السنيـن ويجعـل الإنسان مـن نسـل حيوان منقـرض؟ قام رجال الأديان المختلفة يـسخـرون مـن فوق منابـرهم على دارون بشتى أنواع السخـريات. ومُنِع تدريس النظـرية في بعض المدارس الأمـريكية الأمـر الذي أدّى بسببه الى دعوة قضائية ضد مَـنْ كان يُـدَّرِسها فأُجـريتْ المحاكمة المشهورة سنة 1925 في ولاية تنسي الأمـريكية ، والتي سُميتْ Monkey Trial والتي كانت موضوع فلمٍ سينمائي رائعٍ تحت عنوان Inherit The Wind. … ولكـن خلال القـرن العشـريـن عُـزِزتْ النظـرية بأدلة علمية إضافية وبوسائـل متعددة ومختلفة منها DNA مما إضطـر البابا جون بولص الثاني سنة 1996 بالإقـرار أن نظـرية التطور ليست مجـرد إفتـراضات تخمينية ــ كما يحلو أن يصفها أغلبية الناس وعلى الأخص رجال الديـن ــ إنما هي حقيقة ثابتة وأن جسم الإنسان يتشارك مع القـردة العليا في تطوره مـن جدٍ مشتـرك *4* لكـن على الـرغم مـن كـل ذلك لا زالت تُجـرى محاولاتُ جديِّة لعـرقلة تدريس النظـرية الى يومنا هذا في المدارس الأمـريكية أشعــر أن القارىء يخالُ أني نسيتُ الموضوع الـرئيسي وأخدتُ أشطُّ مبتعداً عنه . كلا . إنني في الحقيقة أودُّ تبيان أننا نحـن البشـر غالباً ما يَخدعُنا غـرورُنا آئلاً بنا الى دروبٍ خاطئة لا يمكـن تصحيح مساراتنا فيها إلا باللجوء الى الواقع الملموس بالطـرائق العلمية. في الحقيقة أني أسعى الى الإستقـراء مـن تلك الأمثلة توضيح بأن فكـرة الحياة ـ بعد ـ الموت هي أيضاً خدعة خدعنا بها أنفسنا نحـن البشـر بسبب إستعلائنا فوق الكائنات الحية الأُخـرى . وما علينا الآن سوى أن نكون أكثـر تواضعاً ونُقِـرُّ عدم وجود حياةٍ - بعد ـ الموت كي تكون حياتُنا قبل الموت أكثـر إثـراءً لنا ولأجيالنا القادمة * الموت أمـر غامض جداً. له وقع شديد على أفكار الإنسان . إذ عندما يفقد مـرءٌ شخصاً عـزيـزاً عليه يُـرغمُ على الشعور ليس فقط بألم الفقدان إنما أيضا على التأمـل بظاهـرة الموت نفسها ومعانيها ونتائجها وأبعادها وعواقبها. ولابد أن تأملاتِه تُجـسِّمُ له حقيقةَ أن كـلَّ واحدٍ منا نحـن البشـر فانٍ آجلاً أم عاجلاً . وإذا تعمَّـق بالتـفكيـر قليلاً فـربما يتوصـل الى أن موتَ الفـرد ضـرورةٌ لديمومة بقاء النوع بكامله إذا إستطاع إنسانٌ السمو فوق كونه بشـرٌ وألقى نظـرةً أكثـر موضوعية وشموليةً على الحياة بصورة عامة فسيجد إنطباق المقولة نفسها على جميع الأنواع الحياتية . بعبارة أكثـر دقة: كـلُّ كـائـنٍ حـيٍّ فـانٍ لا مـحالـة خـدمـةً لـبـقــاءِ الـنـوعِ ولـتـطورِه لكـن مـن ناحيةٍ أُخـرى لـدى الـبـشـر نـزعةٌ شديـدةٌ الـى الـخـلـود . عبَّـرَ الإنسان عنها منذ القِدم بأساطيـرَ مثـل ملحمة گلگامش والأُنشودة التموزية وغيـرهما مـن الإساطيـر السومـرية. ويكاد مـن المؤكد أن تكون النـزعة الى الخلود قد نشأتْ قبـل حضارات وادي الـرافديـن ووادي النيـل بمئات آلاف السنيـن، كما نجدها في جميع العصور الغابـرة والحديثة مُعَبَّـراً عنها أيضاً بشتى الأنشطة الفكــرية: مثلاً في قصص الخيال العلمي وفي الموسيقى والشِعـر والأغاني مثـل لحـن الخلود وفي السعي الحثيث المثابـر الى محاولات علمية عديدة لإستحداث عقاقيـر للعيش الأبدي أو على الأقـل لإطالة حياة الإنسان الى سنيـن طويلة جداً إذن الخلود والسعي الواعي وغيـر الواعي الى حياة - بعد - الموت متجذران في أعماق الفكـر الإنساني . جاءت الأديان المختلفة موطِدةً فـكـرة الحياة ـ بعد ـ الموت وملبية شوق الإنسان الى الخلود ومتوائمة مع نـزعته تلك وداعمة في الوقت نفسه مساعي رجال الديـن الى الهيمنة عـلى عـقـول الـبشـر. إستغـل هؤلاء الـشوق الى الـخلود وسيلة لـلتـرغيب ولـلتـرهيب . هـكذا وقع وأُوقع « النوع العاقـل » في فخ غـروره الذاتي الخادع الذي نصبه هو لنفسه فتوهم أن له حياة أُخـرى بعد الموت كان الإنسان القديم يتشبث بالأوهام التي ربما ساعدتْه آنذاك على الكفاح في سبيـل البقاء. أما اليوم وفي عصـر العلوم والتكنولوجيا فقد آن الأوان لإهمال الأوهام والكفِّ عـن التفكيـر بها . إذ لا توجد أي بيِّنة موَّثـقة ولا أي دليـل علمي على صدق وجود حياة ـ بعد ـ الموت. أما ما وَرَدَ مـن دعم لها في الكتب القديمة المضفى عليها التقديس فقد كتبها أُناس كانت تهيمـن عليهم الخـرافات في زمـن تـفـشى فيه الـجهـل وكتبوا عـن حوادث بعد مضي عشـرات السنيـن مـن المفـروض وقوعها ، فلـم يكـونـوا شـهـود عيان عمَّا كتبوا . إضافة الى كـل هذا فقد حُـوِّرتْ كتاباتُهم طوال حقب التاريخ وعـرضه مـن قِبَـل المتسلطيـن الأقوياء خدمةً لمآربهم الخاصة. صحيح أن هنالك بون شاسع وهوة ساحقة بيـن القابليات العقلية عند الإنسان والقابليات المماثلة عند أذكى أنواع الحيوانات لكـن يوجد بينهما في الوقت نفسه تشابهٌ واضح ليس فقط مـن النواحي الفسيولوجية إنما أيضاً في النشاطات الحياتية كالأكـل والشـرب والنوم وممارسة الجنس. وكلاهما يموت. وعلى الـرغم مـن تشابههما في ميكانيكية الحياة والـموت لكـن الـنوع الـبشـري هو النوع الوحيد الذي يعـرف أنه فانٍ ويتأمـل في ظاهـرة الفناء ونـزعة الشوق الى الخلود . هذه القابليات الفذَّة التي يمتلكها هي التي أوقعتْعه في فخِّ الغـرور الذاتي الخادع فميَّـز نفسه عـن باقي الأنواع الحياتية متعالياً عليها ومبتدعاً لنفسه حياة أُخـرى بعد الموت في جنة إذا كان مؤمناً بديـن ما وفي جهنم إذا كان مؤمناً بديـن آخر!!! في الحقب الـزمنية قبـل ظهور نظـرية التطور يمكـن أن يُعذرَ « النوعُ العاقـلُ » ـ ـ الى حدٍّ ما - لوهمه. إذ لم يكـنْ يعلم أنه « نسـل القـرود» ( كما وصفه الشاعـر أيليا أبو ماضي في قصيدته " الخلود" الملحقة في نهاية المقال). أما الآن وبفضـل نظـرية التطور فتنتفي الحاجة والحجة بأن يُؤهـلَ الإنسانُ لنفسه حياةً أُخـرى في مستوٍ أو بُعْـدٍ آخـر بإعتبار أن موتَه يختلف إختلافاً جوهـرياً عـن فناء الحيوان. إذن بإمكاننا نحـن البشـر الذيـن نعيش ما بعد نظـرية التطورالإستعانة بعقولنا في التحلي بالشجاعة والتواضع والتخلي عـن غـرورنا لنبذ فكـرة الحياة ـ بعد ـ الموت ولنملأ حياتنا على الأرض بإنجازات تـرثها الأجيال القادمة رُبَّ قارئٍ يقول معتـرضاً أو يعتـرض قائلاً: إن فكـرة وجود حياة ـ بعد ـ الموت مـريحة نفسياً لكثيــر مـن البشـر . إذ تكون مواساة عند فقدان شخصِ عـزيـز ومُخفِفة عنه مـن ألم الفـراق وتجعـل مـن الموتِ فـراقاً مؤقتاً في الوقت الذي أجد بعض الشيء مـن المصداقية في هذا القول، أعتقد أنه ينبغي الإدراك أن الـراحة لا ولـن تضفي على الوهم هالة مـن الواقعية . مثلاً إذا كان الإعتقاد بأن القمـرَ مأهولٌ ببشـرٍ طول كـلٍّ منهم عشـرة أمتار يجلبُ السعادة والـراحة الى مليون إنسان فلـن يؤدي الى أن القمـر فعلاً مأهولٌ بمثـل تلك الكائنات. إن الـراحةَ المنوَّه عنها تـشبه الى حدٍّ كبيـر تلك التي يشعـر بها طفـلٌ بإحتضان دميته عند النوم ويشعـر بإنـزعاجٍ إذا لم يعثـرعليها. إلا أنه بعد بضعة سنوات حيـن يكبـر وينضج لا يبالي بها مطلقاً وتغدو ذكـرياته بها مواضيع للتسلية والضحك . إذن لنـرمِ جانباً أفكار طفولة جنسنا البشـري ولنصغِ سويةً الى صدى ما قاله بولص المؤسس المشارك للمسيحية في (كورنـثـوس الأول 11،13): " لما كنتُ طفلاً، كطفـلٍ كنتُ أتكلم، وكطفـلٍ كنتُ أُدرك، وكطفـلٍ كنتُ أُفكـر ولما صـرتُ رجلاً، تـركتُ ما هو للطفل." إضافة الى هذا ليس بالضـرورة أن يكون دائماً الشعورُ بالإرتياح لوجود حياة - بعد ـ الموت بــريءَ العواقب ، بـل ليس مـن النادر أن تكون العواقبُ وخيمةً . إذ يسهـل على رجال الديـن المُسيسيـن والسياسيـيـن " المُتدينيـن" *5* إستغلالَ الإعتقادَ الجازمَ عند بعض المؤمنيـن بحياةٍ ـ بعد ـ الموت ليدفعوا بهم الى القيام بعملياتٍ إرهابية . وفيما يأتي مثالٌ متطـرف: دعنا نتأمـل كيف أوصـل وَهْمُ الحياة ـ بعد ـ الموت بعضَ الفئات مـن الناس الى إرتكاب أبشع الجـرائم…. أيعقـلُ عاقـلٌ أن الخالق العظيم الجبَّار الذي يعتقد بوجوده وبعظمته المسيحيون والمسلمون واليهود، وهو مـن المفـروض أنه الذي أوجد الكون المتـرامي الأطـراف ببلاييـن النجوم والمجـرات المتباعدة بِآلاف ملايـيـن السنيـن الضوئية، - أيُعقـلُ ـ أن الخالق يهتـم ذلـك الإهـتمام الـشديد بالأعـضاء الـجنسية لكائـنات مـوجودة علـى كوكب الأرض وهي ليست سوى مـجـرد نُـقَـيْطة (وليست حتى نقطة) في هذا الكون الشاسع ليوفِّـر لهم حوريات باكـرات كي يتمتعوا بهـن في حياتهم بعد الموت ؟!! *6* نعم، هنالك جماعة ليس فقط آمـن منتسبوها إيماناً شديداً وصدَّقوا بما لا يُصدَّق إنما لم يصبـروا حتى يحيـن وفاتُهم طبيعياً بـل دفعتْهم غـرائـزُهم الشهوانية *7* الى حورياتهم فإمتطوا طائـرات وضـربوا بها بُـرجَيْ التجارة في نيويورك ينبغي أن أُسارع القولَ ـ لئلا يُساء فهمي ـ أنه ليس كـلُّ مَـنْ إعتقد بحياةٍ - بعد ـ الموت يتصـرف تصـرفاً جنونياً. لكـن أمثلة الأعمال الإنتحارية وإن كانت متطـرفة تـبـيـن أن الإعتقادَ بحياةٍ ـ بعد ـ الموت يمكـن لها أن تُنغِّضَ الحياةَ قبـل الموت إن تـرْكَ القلـق حول ما سيحدث بعد الوفاة ونبْذَ التفكيـر بالحياةِ ـ بعد ـ الموت يجعـل الحياة الآن وهنا على كوكب الأرض أكثـر متعة ويتيح للمـرء أن يكون أكثـر أستعداداً ليتخذ قراراتٍ عقلانيةٍ تـتعلق بأمورحياته وليخلـِّـف وراءه تـراثاً يُـذّكـر به مـن المعلوم لدى جميع الناس أنه عند وفاة المـرء يتوقف قلبه عـن النبضان ويتوقف دماغه عـن العمـل بوظائفه. وينتهي المـرء. هذه هي النهاية. نعم هذه هي النهاية المحتمة ولا شيء بعدها وGood bye وليس هنالك بعدها See You سـرعان ما يأخذ جسم الكائـن الميت ( سواءً كان لإنسانٍ أم لحيوانٍ أم لنبات ) بالإنحلال والتعفـن وتـنـتـشـر جـزيئاتُه مـتـفـرقةً تـتـقـاذفها الـرياح هنا وهناك . وربما تعود بعضها مستقبلاً الى كائـن حيٍّ آخـر. هذه هي المنظومة الدينامية لسُنَّة الحياة التي عبَّـرعنها الشاعـر والـرياضياتي والفلكي عمـر الخيام أروع تعبيـر في رباعياته بقوله: كل ذرات هذه الأرض كانـت ……أوجهاً كالشموس ذات بهاء أُجلُ عـن وجهكَ الغبارَ بـرفقٍ ……فهو خدٌّ لكاعبٍ حسناء *8* أُقِـرُّ أن هذه الصورة ليست جميلة ولا محببة لكنها صورة الواقع وأنها سُنَّة الحياة. فينبغي الإدراك أنه ليس بالضـرورة أن يكون الواقع جميلاً أو محبباً ، فقد يكون مـراً في بعض الأحيان مـن المؤكد أنها صعوبة بالغة أن يدرِك أي إنسانٍ أن له نهاية . ولهذا فهو يتـشبث بأي وهْمٍ يتعكـز به فكـرياً ليمطَّ نهايته لتصـل الى ما لانهاية . غيـر أن مـن المفيد بـدلاً مـن المطِّ التوهيمي أن يضع المـرءُ نُصْبَ عينيه حقيقة أنه لم تكـنْ له بداية قـبـل نـشأته مـن تّخصيب بويضة . أي أنـه لـم يـكـنْ شـيـئاً قـبـل التخصـيب ، بـبـساطة لـم يـكـنْ موجوداً وهكذا سيكون لا شيء بعد الوفاة . وببساطة أيضاً سوف لـن يكون موجوداً . بداية ونهاية . (سنة كذا - سنة كذا) الآن لنفتـرض للحظةٍ لغـرض النقاش والجدال أن هنالك حياةً ـ بعد ـ الموت. ولنتساءل كيف ستكون العودة . هـل ستكون جسم وعقـل المـرء عند لحظة وفاته ؟ أم جسمه وعقـله في قمة صحته؟ أم العقـل مـن دون جسم وهو أمـرٌ يستحيـل التفكيـر به (لأن العقـل يتطلب دماغاً حياً) ؟ أم تكون العودة بشكـلٍ آخـر؟ هـل يتذكـر المـرء المنبعث حياته السابقة ؟ وهـل يستطيع التعـرف على أقـربائه ومعارفه وأصدقائه؟ إن مجـرد التـفكيـر بتلك الإحتمالات الممكنة يجعـل المـرء يشعـر بسذاجة وبلاعقلانية فكـرة الحياة ـ بعد ـ الموت وقد أبدع الشاعـر المهجـري إيليا أبو ماضي بتساؤلاته العميقة في قصيدته الفلسفية الـرائعة " الطلاسم". إن أكـن أبعث بعد الموت جثمانا وعقلا…… أتـرى أبعث بعضاً أم تـرى أبعث كلا أتـرى أُبعث طفلاً أم تـرى أبعث كهلا..……ثـم هـل أعــرف بـعـد الـبعـث ذاتــي لست أدري يا صديقي لا تعللني بتمزيق الستور…… بعدما أقضي فعقلي لا يبالي بالقشور إن أكـن في حالة الإدراك لا أدرك مصيـري… كيف أدري بعدما إفقد رشدي لست أدري
الآن وأنا جالس أمام الكمبيوتـر أطبع هذه السطور وكأني أسمع أحد القـراء يصيح بـصوت مـدوي : " يعتــرف هذا الشاعـر هو بنفسه أنه لا يدري .فكيف تعيـرــ أيها الكاتب ــ وزناً لكلامه ؟ لكـن أنا وجميع الناس ندري أن حياة الإنسان بعد الموت تكون على مستوى الـروح لا الجسد المادي ". أولاً ــ وإن كان هذا أمـراً جانبياً ـ لا أعتقد أن الشاعـر لا يدري فعلاً، فهو على أغلب ظني لا يـريد إعطاء رأيه بـل يبغي إستفـزاز تفكيـر القارئ ويحثه على التأمـل في تلك الأُمرر المهمة. ثانياً ـ بالنسبة الى هذا المقال، ليس هذا ذا شأن مهم ، إنما المهم هو موضوع الـروح الذي زجّ به القارئ (المفتـرض). ما هي الـروح ؟ هنالك إستعمالات مختلفة في الأوساط الفلسفية وفي علم النفس لمصطلح " روح " . وتُعـرَّف الـروح في الأوساط العلمية أنها المجموعة الكاملة لأفكار ومشاعـر وذكـريات وعواطف الفـرد .أي تكاد أن تكون مـرادفة لـِ " العقـل" لكـن يدَّعي مـروِّجوا الديـن أن كـل فـردٍ مـن الجنس البشـري (وحده دون غيـره مـن كـل أنواع وأشكال الحياة ) يمتلكُ ما يسمونه " روحاً " خلقها الله عند اللحظة التي يتمُّ إخصاب حيمـن لبويضة (تصور أن الله يـراقب عند كـل لحظة ملايـيـن الأرحام الموجودة على النقيطة الأرض في هذا الكون الواسع الشاسع !!! *9* ) . كما يدّعون أن بعد وفاة شخص تبقى روحُه خالدةً الى الأبد في موقع " فوقطبيعي" حاملةً معها سماتِه الجوهـرية . هذا الأعتقاد نموذجٌ آخـر الى الغـرور الذاتي الخادع . ألمْ يُسَائِـلْ دعاةُ الديـن أنفسَهم: " لماذا لا يخلق إلاههم أرواحاً لمخلوقاته الأُخـرى ؟ لماذا هذا التميـيـز والتفـرقة ؟". أليس في إدعائهم نـرجسية بشـرية وغـروراً ذاتي خدَّاع ؟ لا يتوافـر أي دليـل على وجود أي كيانٍ غيـر مُدركٍ بالحواس يخـرجُ بشكـلٍ ما مـن جسم الشخص المتوفى وينـتـقـل الى مستوٍ آخـر مـن الوجود (الذي بدوره لا دليـل على وجوده) . نشأتْ هذه الإفكار التي ليس لها أي أساس مـن الصحة عند الإنسان البدائي وإستغلها رجال الديـن وأستـزرعوها في العقول. يعلم الإنسان الذي لا يكتـرثُ بموضوع الحياة ـ بعد - الموت أن الموت واقعٌ حقيقيٌ ويعلم أن الشيء الوحيد الذي يأمـل الحصول عليه بعد الموت هو الإرث الذي يتـركه المـرء وراءه مـن ذكـرياتٍ للناس الذيـن حـرَّك فيهم مـن مشاعـر أثناء حياته. هذا هو الخلود بأسمى معانيه وليس بحياةٍ أُخـرى في مكان مجهول . إن بيثهوفـن ، باخ ، المتنبي ، الجواهـري ، شيكسپـيـر، تولستوي ، كوپـرنيكس ، غاليليو ، ليوناردو دافنسي ، مايكـل آنجيلو، نيوتـن، گاوس ، بـرتـراند رسـل ، كانط ، ومدام كوري ، آينشتايـن بعض مـن الخالديـن لآلاف السنيـن بما قدموه مـن تـركاتٍ تـراثية جعلَتْ البشـرية أفضـل وأكثـر ثـراءً عند إنقضائهم مما كانت عليه عند ميلادهم لنسمع أو بالأصح لنقـرأ باللغة الإنكليـزية ما قاله شيكسپـيـر عـن النهاية في الموت على لـسان بـروتس بطـل مسـرحيته " يوليوس قيصـر " Cowards die many times before they are dead. The valiant never taste death but once. Of all the wonders which I have yet heard it seems to me most strange that man should fear, seeing that death - a necessary end - will come when it will come. وأود قبـل أن أنهي المقال تقديم ملخصٍ له بقصيدة عميقة فلسفياً لأيليا أبو ماضي ( وإن كان بها شيء مـن الـركة اللغوية)
قــصــيــدة الــخــلــود إيليا أبو ماضي
غلط القائلون إنـْا خالدون…… كلنا بعد الـردى هيُّ بْـنُ بِىّ * لو عـرفنا ما الذي قبل الوجود……لعـرفنا ما الذي بعد الفناء نحـن لو كنا " كما قالوا " نعود……لم تَخفْ أنفسنا ريب القضاء إنـمـا الـقـول بأنـّا لـلخلود……فـكـرة أوجـدها حـب الـبـقـاء نعشق البُـقْيا لأنـّا زائلون……والأماني حيّـة في كـل حيّ * زعموا الأرواح تبقى سـرمدا……خدعونا. نحـن والشمع سواء يـلـبـث الـنـور مـتــقــدا…..…… فإذا ما إحتـرقتْ باد الضياء أيـن كان النور؟ أنـّى وجدا؟…كيف ولَّى عندما زال البناء؟ شمعتي فيها لطلاب اليقيـن……… آيـة تـدفـع عـنـهـم كل غيّ * ليست الـروح سوى هذا الجسد……معه جاءت ومعه تـرجع لـم تـكـن قـبــل وجـــد……………ولهذا حيـن يمضي تتبع فمـن الـزور الموشّى والفند…… قولنا:الأرواح ليست تصـرع تلبث الأفياء ما دامت الغصون … فإذا ما ذهبتْ لم يبق فيّ
* لو تكون الـروح ما لا يضمحـل ……ما جـزعنا كلما جسم همد لو تكون الـروح جسماً مستقـل… لـرأها مـَنْ يـرى هذا الجسد كل ما في الأرض مـن عيـن وظـل…سوف ينحـلّ كما إنحـل الـزَبَـد ولئـن صحَّ بأنـّا منشـرون…....…جاز أن يعقب ذلك النَّـشـر طيّ * ليت مَـنْ قالوا بأنْا كالـزهور…… خبّـرونا أيـن تمضي الـرائحة؟ أتـرى تبقى كألحان الدهور؟..…...…أم تلاشى مثـل صوت النائحة؟ ليت شعـري أيْ خلد للبذور…… بـعـد أن تُـلـقـى بـنـار لافـحــة؟ قـلْ لمَـنْ يخبط في الليل الظنون …… ليس بعد الموت للظامئ ري * مثلما يذهب لون الورقة………عندما تيبس في الأرض الأصول مثلما يفقد نور الحلقة…...…… حـيـن أقضى…هكذا نفسي تؤول كتلاشي الشمعة المحتـرقة ….......تـتـلاشى بـيـن ضحـك وعويـل أنا بعد الموت شيئاً لا أكون .......حيث أني لم أكـن مـن قبـل شيء! * إيه أبناء الثـرى نسـل القـرود…….....عـلـلـوا أنـفـسكم بـالـتـرهـات ألبسوا في صحوكم ثوب الجمود ……وأحلموا في نومكم بالمعجـزات فـسيأتـي زمـن غـيـر بـعـيـد…………تـتـهادى بـيـنكم فيه أيّاه !! ويحـلّ الله في ماءٍ وطيـن ……..…فيـراه الشيخ والشاب الأحيْ ! * وأخيـراً أُعيد مكـرراً ما ذكـرتُه في بداية المقال: إذا طُـلـب مـنـي إبـداء رأيي حول "ماذا بعد الموت؟" بـعبارة واحدة موجـزة فأقول: لاشــيء N o t h i n g وأود أن أضيف أني أشعـر بسعادةٍ تغمـرني لأني نقـرتُ على صخـرة الوجود نقـرةً صغيـرةً بسيطةً وبسيطةً جداً بما قدمتُه الى الآن الى رفيقة حياتي وإبنيَّ وعائلتيهما وأحفادي وطلبتي السابقيـن
__________________________________________________________________________________ *1* هذه مـزيد مـن الأمثلة على الغـرور الذاتي الخادع : إدعاء اليهود أنهم شعب الله المختار، إدعاء المسلميـن أنهم خيـر أمة أخـرجتْ للناس ، آلإدعاء أن الجنس الآري أفضـل الأجناس البشـرية ، الإدعاء أن الشعب الأمـريكي Exceptional *2* كلمة " ديـن " مقصور إستعمالها في هذا المقال على الأديان التوحيدية *3* حتى النباتات تعيش على الأسمدة الحيوانية وعلى ما تستلمه مـن ضوء الشمس *4* لكـن البابا أضاف أن روح الإنسان يخلقها الله مباشـرة. أخشى أن البابا ـ حفاظاً على ماء وجه الكنيسة ـ وقع في فخ الغـرور الذاني الخادع. *5* المقصود بالسياسيـيـن المُتدينيـن أولئك الذيـن يستغلون الديـن لمآربهم *6* مـن المؤكد سيكون جوابهم إن الله قادر على كل شيء *7* توخياً للموضوعية ينبغي أن نذكـرأنهم كانوا يـريدون أيضاً إرسال رسالة سياسية بعملهم الإنتحاري وإشباع رغباتهم الجنسية *8* تـرجمة الشاعـر أحمد صافي النجفي عـن الفارسية *9* يُـرجى مـراجعة الهامش رقم 5
#ريمون_نجيب_شكُّوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقترحاتُ مختصٍ في الإزشادِ النفسي
-
الإرهاب ُ والسياسة ُ الدوليةُ
-
هل حمل المسيح سيفاً ً ؟
-
مكانة المرأة في الأديان الختلفة
-
يسوع الناصري
-
إلتواءاتٌ لغويةٌ في النصوص الدينية
-
ضرورة إعتماد الموضوعية عند الإنتقادات الدينية
المزيد.....
-
“ماما جابت بيبي حلو صغير“ تردد قناة طيور الجنة على النايل سا
...
-
مسيحيو حلب يحتفلون بعيد الميلاد الأول بعد سقوط نظام الأسد وس
...
-
فعالية لحركة يهودية متطرفة للتشجيع على الاستيطان في غزة
-
تردد قناة طيور الجنة كيدز 2024 نايل سات وعربسات وخطوات ضبط ا
...
-
خبيران: -سوريا الجديدة- تواجه تحديات أمنية وسط محاولات لتوظي
...
-
أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
-
“السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال
...
-
“صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور
...
-
“صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو
...
-
هل تتخوف تل أبيب من تكوّن دولة إسلامية متطرفة في دمشق؟
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|