خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 3664 - 2012 / 3 / 11 - 13:58
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
مرة أخرى يعيش أفراد شعب من أقدم شعوب العالم حسب تعليمات الأركيولوجيا و علم الجينات ألا و هو الشعب الأمازيغي الذي رفض( و لا يزال ) الإنقراض رغم محاولات تاريخية عدّة "تذويبية "لا مجال لذكرها .
و حضرببالي اعتناء حكومات بأفرادها القادمين من العالم العتيق كالهنود الحمر و البابواز رغم أقليتهم و الإعتناء بتاريخهم حدّ التقديس و حماية صحتهم البدنية و رعاية ثقافتهم والتحفيز على تعلّم لغتهم الأصيلة و دينهم وإن كان وثنيا لا علاقة له بالأديان الثلاثة الرسمية .
لكن الأمر هنالا يتعلق بأقلية ، بل بأغلبية ساحقة سكنت ولاتزال المغرب و شمال إفريقيا منذ آلاف السنين راعية أرض أجدادها في حنوّ، حامية ثقافتها من أنواع الفطريات ، مقدمة مشعل الكرامة إلى الأحفاد في عزّة و شرف .
و ليس بالبعيد حين قدم الأمازيغ وعلى رأسهم البطل عبدالكريم الخطابي كل ما يملكون لطرد الإستعمارين الفرنسي و الإسباني رغم التواطؤات و المؤامرات ، و فعلا تمكنوا من إنتزاع الحرية كما العادة ، ليجدوا ذواتهم في طوق من نوع آخر .
الواقع أن الأمازيغ هم الأكثرية الساحقة بالمغرب مع أنهم لا يتمتعون سوى بنسبة مائوية ضئيلة جدا من خيرات أرضهم وعرق جبين أجدادهم وآبائهم، فٱنشق الأمازيغ ما بين متفرج و هارب إثر الضغط المتزايد يوما عن يوم .
خرج سكان مدينة بني بو عياش يوم الجمعة الماضي تعبيرا عن سخطهم بسبب التمييز العنصري ضدهم و بسبب التهميش والبطالة و غلاء الفواتير و الفقروالتجهيل الممنهجين رغم أن أكثر من0 5 % من أهل المنطقة اضطروا للعيش بأوربا و أمريكا و هم من يرعون الإقتصاد الوطني بفضل تحويلات العملة الصعبة التي يستفيد منها الإقتصاد المغربي .
و رغم ذلك فإن المنطقة كما هي كل المناطق الأمازيغية دون استثناء تعاني تهميشا عنيفا ارتفعت وثيرته بعد الإستقلال ليعيش السكان الأصليون تعنيفا تاريخيا امتد لأربعة عشر قرون .
الحصيلة : ضرب و جرح و اعتقال و اختطاف و تخريب محلات تجارية من قبل رجال الأمن المسلحين بجميع أنواع الأسلحة ، لا بل كسر الأبواب واقتحام البيوت لمواجهة نساء و أطفال و سبهم وإهانتهم بلغة عربية نابية ونعتهم بأبناء "سبنيول" أي أبناء الإسبان في غياب أصحاب البيوت الذكورمن الآباء و الإخوة والأبناء كلهم مدنيون عزّل بدون استثناء خرجوا في سلم بلا سلاح تعبيرا عن سخطهم ضد سياسة الإزدراء و الظلم .
فإلى متى ؟؟
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟