السكر عباده

مينا عادل

الحوار المتمدن-العدد: 3664 - 2012 / 3 / 11 - 12:17
المحور: الادب والفن
    

حينما أسكر تسقط عنى جميع الاقنعه اتكلم بصدق و اتحرك بصدق و انفعل بصدق اتحرر من كل القيود التى فرضتها على نفسى واعيا حينما اريد ان اصرخ فى وجهك اصرخ فى وجهك و عندما اريد ان احضنك سأحضن يكفى تلك الشفافيه الناتجه عن السكر
يا ايها القارىء المستنكر ماذا يدور فى بالك؟
لا ليس عنى بل عنك
تشعر بأن 20 عاما من الحياه الزوجيه ذهبت هبأ تشعر ان قلبك لم يعد ينبض لها
احببت صديقتك بالعمل وجدتها تعوضك عن حرمان عميق من مشاعر مفتقدها فى منزلك وجدت صديقتك تمنحك التقدير و الاحترام و التحفيز و الدفى تشعرك بانك لم تنتهى الصلاحيه بعد هل تمنيت العوده بالزمن 20 عاما الى الوراء لتصحح تلك الكارثه التى أوقعت نفسك بها
حاولت و لكنك فشلت
العشره تحكم
لم تصارح صديقتك و لم تصارح زوجتك
أتبقى معلقا حتى تستمر العجله بالدواران
و لكنها تفرمك داخليا !!
____________
أنتى يا أنتى
تشعرين بخيانته لكى تشمينها فى انفاسه و عرقه تستشعرينها بين احضانه
حضنه لم يعد يضمك كما كان لان غيرك اخذ منه حيز و مكان
تبتسمين له و تكسرين من خلفه المرايات
تصمتين فلا بد ان الحياه تستمر
انتما الاسره المثاليه فى اعين الناس
و اين تذهب مطلقه و من سيرتضى بها
ماذا عن الاطفال
ماذا سيشعرون و كيف يتفهمون
لا لا
لابد ان تستمر العجله بالدوران
و لكنها تفرمكى داخليا
______________
جلست مع ذلك الشخص المتأنق بنفسه
كم يزعجنى حقا صوته العالى و غروره المقيت
يسخر منى ولا استطيع مجاراته
فهو الرائع الذى قد اخسر المجموعه كلها اذا خالفته
كم تمنيت ان احمل أكبر مطارق العالم و افلق بها رأسه نصفين
_______________
والدى
دوما يضطهدنى
انا مجرد فاشل فى وجهه نظره
ان لم يوجهنى فانا معدوم الحيله و سأرتكب المصائب
اكره حقا ان يتحكم بحياتى
أشعر بالاختناق و بالضيق
أود الانفجار فى وجهه
أصمت
فلا يجوز
أبكى ولا احد يرى
________________
والدتى
تلازمت مع مقعد التلفاز حتى اصبحت جزء منه
اقصى طموحاتها ان لا تغفو قبل ان تشاهد مسلسل الساعه الحاديه عشر
و لكنها دوما تغفو و تتغير المسلسلات و يبقى الحلم قائم
قد عفى عليها الزمن
علاقتنا بها اختزلت فى الزعيق عند تنظيف المنزل او التكشير عند تقديم الطفح فقد قاطعناها عن احد المسلسلات
و لعل ابى سعيد بهاذا فهو لا يريد من يجادله او يناقشه
و يتمنالى نفس المصير
_______________
يا ايها المتعبين و ثقيلى الاحمال
تعالوا الى و انا أرويكم من الخمر علاجا
قدم المسيح الخمر فى الفرح
و انا اقدمه لكم فى التعاسه
كونوا أنفسكم فقط
________
و يقولون السكر منكرا
و هم يشتاقون اليه
اما انا فأقول لكم السكر عباده

#مينا_عادل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات