|
وقالت: شكراً ولكن كان متأخراً جداً
جودت شاكر محمود
()
الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 00:08
المحور:
الادب والفن
حينما لامستَ حياتي، فأن تلك اللمسات الحنونة جعلتني أستعذب لحظات الفرح والنشوة التي غمرتني بها تلك اللمسات، فجعلتني ما أنا عليه من سعادة وحبور، واكتشاف خبايا ذاتي ومجاهيل نفسي. كانت حياتي قبلُكَ شيء لا يمكن وصفه، كنت أعيش في أحلك ليالي العمر، لكنكَ وبمشاعركَ الفياضة الممتلئة بالحب والحنان جعلتني المع كنجمة في كبد سماء عمري. لا اعرف كيف ستمر باقي سنوات هذا العمر وأنت بعيداً عني. أني في شوق لتلك اللمسات، التي لازلت اشعر بها فهي متغلغلة بحواسي. وكان أصدق ما فيها حين تلامست روحي مع تلك الروح الشفافة التي يملؤها الحبور والمرح البريء. لا أعتقد أنك سوف تفهم تماما الآن أو في أي وقت سيأتي مستقبلا، كيف أن أحلامي بدأت تتحقق حينما فتحتُ لك قلبي، وحينما عشقتُكَ بدأت العجائب تتحقق في حياتي وعلى ارض الواقع، لان حبكَ كان هو أول تلك العجائب، فالعجيب دائما يحمل العجائب في أكنافه. كل ما تقوله أو تفعله كان شيء عجيب بالنسبة لي، لم أكن أتصور انك تحبني بهذا القدر الهائل من الحب، لقد أغرقتني بسيل تلك المشاعر الجارفة، كانت طوفان من الحب، وعاصفة من الشوق، وبركان من الحميمية، كنت في بدايتها أتصورك شخص سادي، شعرت في البدء ببعض الوجع اللذيذ، أجتاح بعض مناطق جسدي المتلهف لأناملك، لترسم عليها مشهد لحظات الحب التي كنا نعيشها معاً، كنت ألاحق شفتيك وهي تتنقل بذلك الشغف المثير لترسم على مناطق جسدي الحساسة تلك الإثارات التي لم عرفها في كل عمري، حتى وأنا صغيرة لم تراودني ولم اشعر بها أبداً. حتى أسنانك كانت تنغرس فوق محيط حلمتي نهدي وبالرغم من الألم المترافق مع تلك اللذة، إلا إنني كنت احلق في عالم آخر في سموات من النشوة وبلا جناحين، كانت جناحاي تطوق خصرك أو عنقك، كنت ارغب بمسكك من خصلات شعرك لاضمك إلى صدري لالتصق بك وبشكل دائم كي تصبح جزء من جسدي، لا ارغب بالتخلي عنك أو أن يكون هناك جزء من المليون من السنتمتر يفصلك عني. وحلقنا معا، وطفت بي في عالم لم احلم به أبداً. وتكررت التجربة وعاودنا اللقاء تلو اللقاء. وكانت سنوات جميلة من العمر عشناها يكتنفها الحب، وتظللها مشاعر السعادة. واليوم تأتي لتقول لي لم أكن تلك الأنثى التي كنت تحلم بها. انه لشيء يصعب عقلنته. كيف لي أن أتصورك، أو أقارنك بين الموقفين أو المشهدين. مشهد الحب والرغبة الجامحة تلك، وبين الموقف الهارب الذي يريد أن ينسى كل شيء، أو بالأحرى الذي لم يعيش أي شيء مما عشته أنا، ولم يشعر بتلك الأحاسيس، أو ذلك الفيض من المشاعر الإنسانية. كانت علاقتنا غير مشروطة كل شيء فيها مباح وبلا ثمن أو مقابل، أخذ وعطاء متبادل. أذن، ما الذي حدث ؟ اخبرني اجعلني اصدق تلك الكذبة التي عيشتني بها كل هذه السنوات. لقد فصلت روحي عن جسدي. وها أنا أعيش بقايا إنسانيتي. أني اعلم انك لا تدرك تبعات ما أقدمت عليه، لان رغبتك في الاستحواذ هي التي تطغي على مجمل أفكارك وأفعالك، وهي التي تُسيرك. أنك تعيش أنانية قاتلة، أنها ذلك السلوك المرضي الخبيث. أنك كالطفيليات التي تعتاش على الأجساد النتنة، وأنا كنت نتنة حينما سمحت لنفسي بان تتعلق بك لتستغلني من اجل أن تقضي تلك الأوقات الصعبة التي كنت تعيشها من الحرمان، من خلال استجلاب المتعة الجسدية واقتناص اللذة بالمشاعر الكاذبة المزيفة. آواه... ما أغباني .. واليوم حينما اكتشفت هناك بؤرة جديدة أخرى من النتانة تستطيع أن تعشش فيها وتنشر فيها طفيلياتك المريضة، جئت لتقول إلي هذا الكلام. قد تسقط دموعي على وجنتي، وقد يضيق صدري، وتخيفني أحلامي، وأجد صعوبة في استنشاق الهواء، حينما أتذكر ما عشته معك، ولكن كن على يقين، أنك سوف لن تبقي في ذلك المكان الذي توجتك فيه إلهاً، وقضيت كل تلك السنوات وأنا أتعبد له في ذلك المحراب، الذي بنيته آهة آهه، وشهقة شهقه، ورعشة رعشه، ودمعة دمعه، وأقدم له فروض التقديس والصلوات والعبادة. أني سوف أرميك في كناسة ذكرياتي ليحملها اللاوعي إلى مناجم النسيان، هي وكل تلك العفونة التي عشتها معك. سوف أحكم الأقفال على قلبي وعقلي، وأسدُ جميع المنافذ، التي يمكن أن تتسلل منها روائح عفونتك، ولن ادع جزء من تلك الذكريات المريضة يتسرب من جديد إلى حياتي المقبلة. لن يقف تدفق مجرى حياتي، وسيكون زورقي عصيا على أية صخور وانحدارات سوف تلاقيني حينما يحملني لينساب بي في مجرى هذه الدنيا، وبالرغم من كل المنعطفات والمنحدرات والصخور العائمة وضحالة بعض المشاعر وسخفها، لكنك ستراني تلك الإنسانة التي تشد العزم على العزم، والصبر على الصبر، لتكون في الصفوف الأولى ولن أنظر إلى الوراء أبداً، لأنك ستكون هناك قابعا في الخلف تشتر كل الألم التي تسببت به لي أو للآخرين. فشكر لك على هذا الدرس بالرغم من انه جاء متأخراً، لكن مجيئه كان أفضل من عدمه. أنا لا أقول ودعاً أو إلى لقاء آخر. بل أقول شكراً لك لأنك علمتني كيف أعيش حياتي وأنت غير موجودا فيها.
#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)
#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشيطانُ يتحدث
-
دردشات: إن ينصرُكم -الناتو- فلا غالب لكم
-
دردشات: العرب وصندوق باندورا
-
مشاعر تستيقظ مجدداً
-
نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الثالث)
-
نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الثاني)
-
نظرية نموذج عجلة ألوان الحب
-
خربشات للحب في عيد الحب
-
ما هي نظرية مثلث الحب Triangular Theory of Love ؟
-
ماذا تقول البيولوجيا عن مشاعرنا
-
حب الذات(Self-Love) طاقة ايجابية بين مشاعر متناقضة (الجزء ال
...
-
حب الذات (SELF-LOVE) طاقة ايجابية بين مشاعر متناقضة
-
الشخصية الإنسانية وسيكولوجية الألوان
-
الإنسان والحب الرومانسي Romantic Love
-
العرب بين التثوير والثورية
-
الشخصية الإنسانية من العناصر الأربعة إلى الأمزجة الأربعة
-
أنواع من الحب الإنساني والحب الأفلاطوني نموذجاً
-
الشخصية الإنسانية وفق مبدأ العناصر الأربعة
-
ما هو الحب
-
حرية الإرادة والحتمية في السلوك الإنساني
المزيد.....
-
السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم
...
-
إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال
...
-
اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
-
عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
-
موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن
...
-
زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
-
أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي
...
-
الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
-
عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
-
مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|