الحركة الشيوعية الماوية في تونس
الحوار المتمدن-العدد: 3661 - 2012 / 3 / 8 - 21:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحتفل البشرية المناضلة في 8 مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة ، تخليدا لذكرى كفاح النساء في بقاع مختلفة من العالم من أجل التحرر و الاشتراكية ، و قد تم إقرار الاحتفال بهذه المناسبة لأول مرة سنة 1910 في كوبنهاقن باقتراح من المناضلة الشيوعية كلارا زيتكين ، خلال المؤتمر الثاني للأممية الاشتراكية للنساء ، و هو ما لم تقبل به البرجوازية طيلة عقود حتى أن الأمم المتحدة لم تعترف بهذا اليوم العالمي إلا سنة 1977 .
و يأتي الاحتفال هذا العام في تونس في ظل وضع تتزايد فيع معاناة النساء الكادحات ، على المستويات السياسية و الاجتماعية و القانونية ، ففضلا عن تفشي البطالة و غلاء الأسعار و استغلال النساء في المعامل و الحقول ، تقوم الظلامية الدينية باستهداف حقوق النساء و تدعو صراحة إلى تعدد الزوجات و الزواج العرفي و عودة المأذون الشرعي و فرض الحجاب و النقاب الخ ....
و لا تخضع المرأة إلى هجمات الظلامية الدينية فقط ، و إنما أيضا إلى متاجرة الليبرالية العميلة بقضيتها ، حيث تختصر تلك القضية في الأفق البرجوازي من خلال إبراز الصراع بين الجنسين على أنه الصراع الحقيقي ، و ذلك لإخفاء الصراع الطبقي و صرف الانتباه عنه .
و يحدث هذا بعد مرور أكثر من عام على انطلاق انتفاضة 17 ديسمبر، التي قدمت فيها النساء التضحيات في سبيل الحرية ، جنبا إلى جنب مع الرجال ، و هو ما يبرهن على أن الانتفاضة لم تحقق بعد هدفها المتمثل في إسقاط النظام ، فقضية المرأة مثلها مثل بقية قضايا الشعب لا تزال إلى اليوم دون حل ، و يتطلب هذا المضي قدما في اتجاه تحويل الانتفاضة إلى ثورة تنتصر للكادحات و الكادحين .
لقد شاركت المرأة المناضلة في الانتفاضة الأخيرة بقوة ، و قدمت تضحيات جسيمة و يطرح عليها اليوم المسار الثوري في تونس المزيد من الانخراط في النضال من أجل الحرية ، فلا تحرر و لا حرية دون مشاركة النساء في الثورة ، فالمعركة ضد اليمين الديني و الليبرالي و من ورائهما الامبريالية لن يفوز الشعب بالنصر فيها إذا ظلت المرأة بعيدة عن ميادين الكفاح .
يحيي الشيوعيون الماويون في تونس هذا العام اليوم العالمي للمرأة تحت شعار : صوت المرأة ثورة ، ردا على الدعوات الظلامية التي ترى في صوت المرأة عورة، و الهادفة إلى تكميم أفواه النساء و إبقاء نصف المجتمع بعيدا عن ساحات النضال ، مؤكدين أنه كلما ارتفع صوت المرأة ضد الاستغلال و القمع و الاضطهاد إلا و اقتربت ساعة الثورة .
الحركة الشيوعية الماوية في تونس
8 مارس 2012
#الحركة_الشيوعية_الماوية_في_تونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟