ميساء البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 15:09
المحور:
الادب والفن
سوزان .. سنبلة آذار .
أتاني الربيع .. هلّت عليَّ أنواره الخضراء .. هاجت السنابل الممتلئة حباً وحنيناً وشوقاً إلى تلك الديار .. وزارني الربيع في بيتي .. زارني الربيع مبكراً ذلك العام .. لم يحمل إليَّ ياسمينه أو فلّه .. لم يحمل إليَّ عناقيد اللوز والمشمش .. بل حملَ إليّ سنبلة ..
أجمل سنبلة ..
حملَ إليَّ الربيع سنبلة آذار ..
آذار الحب الذي لا يُعرفُ له نهاية .. آذار أسطورة العشق التي تبدأ حروفها من هناك .. من تلك الأرض التي أنجبت السنابل .. كانت هدية الربيع إليَّ سنبلة من تلك الأرض ..
سمراء كتلك الأرض ..
مُحبة كتلك الأرض ..
مِعطاءة كتلك الأرض ..
أحضروها إليَّ .. عروس آذار .. نجمة آذار .. سوسنة آذار .. ربيع آذار .. سنبلة آذار ..
إنها سوزان ..
إنها سنبلة عمري .. وسنبلة تلك الديار ..
لم أدرِ كيف ركضت بيَّ الأيام وأنا كل صباح أسرح خصلات سنبلتي وأراها تلك الصغيرة التي لا زالت لا تعرف كيف تتهجأ الأبجدية لتفاجئني بقصة عشق سرمدية لتلك الأرض .. ولا عجب فهي ابنة تلك الديار ..
كيف .. ومتى بدأ هذا العشق .. وكيف تحول إلى أسطورة ممتدة من جذور العائلة حتى الوريقات الصغيرة التي تراود نفسها الخضراء على الظهور ؟
وجدتها هناك .. في أولى خطواتها .. زحفت إلى هناك .. قالت لي ماما هذه غزة التي أعشق ..
وهذا بحر غزة الذي يروي ظمأي ..
وهذا شاطئ غزة .. ومدن غزة .. وهؤلاء السواعد السمر في غزة ..
وكنت أول مرة أشاهد غزة في عينيِّ صغيرتي .. كنت أول مرة أتعرف إلى غزة من سنبلة آذار .. كانت ترسم خريطة غزة على جدران قلبها .. وترفع كل صباح ذلك العلم الحلم .. العلم الأمنية .. على جدران الغربة .. وتتزين بكوفية تلك الأرض .. وتقول سيأتي يوم ويعرفون أنا من أكون ..
يا سنبلة قلبي كبُرتِ كثيراً .. كبُرتِ أكثر من أمك وأبيك .. كبُرتِ قبل الربيع وقبل كل الفصول .. لا عجب يا سنبلة آذار فأنتِ ابنة تلك الأرض السمراء .. والعشق في ديارنا يولد معنا في الدماء ويسري في الشرايين .. وينبض مع أجمل دقات .. لا عجب أنك أسطورة عشق ممتدة من تلك الأرض إلى عنان السماء ..
فأنتِ .. أنتِ سنبلة آذار ..
أنتِ سنبلة ذلك الربيع وكل ربيع .
#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟