فتحي المسكيني
الحوار المتمدن-العدد: 3659 - 2012 / 3 / 6 - 22:19
المحور:
الادب والفن
مقاطع من سيرة إله قديم
يا الإلهَ الحرَّ
لا تحقد علينا
كن بريئا من دمانا
مثل عصفور يغطّي جرحه
بالأغنيات
يا الإلهَ الحرّ
لا تغفر لنا
كن بريئا
كي تُحَبْ
مثل أمطار جديده
فوق لحم الوقت
كلّ أهوال القيامه
لا تعادلْ ابتسامه
لا لا ...
لم يخطئ أحدْ
أنت من جئت إلى قبلتنا
كغمام من قصبْ
أنت من أمطر فينا
فخرجنا كصياح
من عناقيد الغضبْ
...مثل عصفور قديم
حطّ فوق الوقتِ
أدخل اللهَ إلى أحلامه
سرّاً وناما
...من أدخل اللهَ إلى هذا القفصْ ؟
كلّ أحلام البشرْ
قفصٌ من ياسمين
ما الذي جعل اللهَ مرتاحاً
إلى هذا القدرْ ؟
يسكن القلبَ الوحيدَ
يختفي..
في جلود الحيوان
يركب الأيامَ في أقدامهم
وينام في سلال من حجرْ
يا الله
كيف وقعتْ
في شراك الوقت
في شهوة الليمون
في جلد البهيمه ؟
كنت ريحاً زبداً ناراً هواءً وكلاماً
من دخان
كنت حرًّا
كنت أطيافًا كرقص النور
في نافورة الكون القديمه
كنت ماءً نائما
في عناقيد الأبدْ
هائما فوق المدى
كنت وشْمًا فوق وجه الكون
أسماءً لأعماق حزينه
حبًّا لكل القادمين
من النهار
إلى النهار
رقصةً أولى لأموات جددْ
قبلةً ثكلى
لأطفال يعودون من البحر
بأملاح القيامه
كنت غيماً راقصًا
فوقعت في سماوات البشرْ
وضعوك تحت أقدام الطريق
سرقوا منك يديك
ألبسوك جبّةَ الإنسان
صبّوا كُرْهَهُم في مقلتيكَ
وغادروا نحو اللقاء
بلا طريق
أو نسب
كم من أبدْ
سرقوا منه يديه
كم من أبدْ
زرعوه بين أحجار المدينه
كبكاء من خشبْ
حيوانًا
يقطف اللهَ ويرقصْ
في جهنّمْ...
فتحي المسكيني
#فتحي_المسكيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟