فؤاده العراقيه
الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 14:53
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
توصلت مجتمعاتنا بسبب التربيه الفاسده التي نتلقاها وبسبب القانون اللاأخلاقي الذي نسير عليه دون تفكير ألى فساد وتشويه رجالنا ونساؤنا
كثـُرَ الحديث عن المرأه وما تعانيه من سلب لحقوقها وهي صامته ومستكينه , لكني أرغب بطرح قضية الرجل وأتقرب من سيكولوجيته التي همشها المجتمع بفعل ما وقع عليه من تشويه , نشأ الرجل منذ نعومة اظافره وهو لا يزال لا يعي من سموم مجتمعه ألذي عزله عن الجنس الآخر ومنعه وعنفًه من اللعب مع الجنس الآخر حيث يصفوه بالعراقي زنانه (كلمه تطلق على الطفل حين يلعب مع البنات ) بمعنى الاستهانه منه كونه يميل للعب معهنَ , والضعف كما نعلم صفه محببه للمرأه ومذمومه للرجل , حيث كلما أبتعدت المرأه عن الفكر والقوه كلما كانت قريبه من انوثتها بتشجيع المحيط لها .
عاش ألرجل بعزله عن الجنس الاخر فبدأت نظرته الدونيه للمرأه منذ صغره بسبب ألثقافه الذكوريه ونقائص التربيه بأعتمادها على عبودية الفكر التي تركزت بلا وعيه وتربى بالدخول القسري لهذه الافكار فنشأ على الكبت وتشويه لنفسيته وجاءت ديانته وأخص بالذكر هنا الاسلام عندما ذكر له بأنه قوام على المرأه وعليه أعالتها بحجة انها لا تستطيع ذلك وبأنها ناقصة عقل ودين , فأخذ هذه الافكار كرأسمال وموقف ضد المرأه ودون وعيه بالسبب , فالطفل العربي لا يحق له السؤال بل عليه التلقي والتطبيق بالحرف الواحد وذلك بسبب كتابنا الذي لا ريب فيه ولا أدري كيف لفكره أن تكون مطلقه ولا ريب فيها , وكيف نستمر بالسير عليها دون أن نشك بها لنصل للقناعه ألتامه بها ولاجل أن نسير عليها حتى نطبقها بأرادتنا .
تخلفْ الاباء والامهات بأصول الحياة والتربيه السليمه أكدت للرجل نظرته تلك و بسبب عدم السماح لهم بالشك مما ينتج جمود عقله فترعرع على الكبت والتناقضات ما بين ارادته وبين ما نشأ عليه , نفسه ترغب للجنس بل ونراه لا يرغب بشيء بقدر رغبته هذه فهو من وسط لا يرى في الحياة غير الجنس فلا أبداع لديه ولا جرأه على التمرد بأفكاره فمن كثرة حرمانه اصبح هذا الحرمان شغله ألشاغل عن كل ابداع يستطيع له فيلهث ورائه بل ومهووس به لكنه لا يستطيع التصريح بذلك لانه من المحرمات لدى مجتمعه وعليه ان يكتم طبيعته ورغبته تلك , فينتهز ابسط فرصه ليسرق النظرات لاي أمرأه يراها ثم يستغل اي موقف يراه ملائما للانقضاض على المراه أياً كانت وبدون ان يضع لها مواصفات فهي أصبحت من وجهة نظره مجرد فريسه , نراه يتسلل كاللص ليشاهد الافلام الاباحيه المتداوله بين المحرومين مع يقينه بأنها ستغضب ربه حتى لو كان من وسط متدين فهو لا يستطيع كبح جماح نفسه فهي غريزته التي لا ذنب له بها , لكن بحكم القانون ألفاسد الذي عزز ازدواجيته النفسيه منذ الطفوله لا يستطيع سوى الخروج عن تلك التعاليم ودون قناعه منه , فيذهب لبيوت ألدعاره ليشبع رغباته تلك وهو لا يزال بفترة التكوين , منها تبدأ رحلته مع الكذب اولا ثم احتقار ذاته بعد أن رسخت دونيته لنفسه وبلا وعيه , فتترسب لديه فكرة انه مذنب فلا يستطيع بذلك ان يكّن احترام لنفسه ذلك الاحترام الذي يشعر به الشخص السوي الذي عاش بمجتمعات الغرب , فالحاجات الانسانيه هي واحده ورغبة الرجل في الاختلاط طبيعيه لكن ما نراه في مجتمعاتنا التي سيطرت عليها تعاليم ديننا وتعاليم قانوننا الصارم بأعتبار الرجل فوق المرأه ومحاولة الفصل بينهما بحجة ان الشيطان ثالثهما وهم لا يزالون صفحه بيضاء لا تعرف قذارات هكذا تفكير , فهذه النشأه على المنع وعلى هذا الموروث العبودي من كبت لرغبات اعطاها اياه الله نراها بوضوح ونشعر بتأثيرها لكننا تعلّمنا تقديس الافكار التي نشأنا عليها بلا وعينا ودون ان نغوص ونتعمق ونجادل بها ودون ان نتمرد عليها لو رأيناها خاطئه بسبب نقصان ألوعي والشجاعه لدينا , فهي اي هذه الافكار مفروضه علينا وعلينا تطبيقها حرفياً , فالرجل شب بغريزه مكبوته وممنوعه وهي عيب عليه لكنها تبقى في السر حاضره وتغيب في العلن , فتبدأ ازدواجيته منذ طفولته , نحن نعلم جيدا باننا لا نستطيع أن نقمع الغريزه كما هو حال الطعام لكننا نشجعها ونشجع صاحبها على الكذب والالتواء فنقول له اعمل ما شأت لكن في الخفيه ليبقى شكله مثل ألبيضه ألفاسده قشرتها سليمه لكنها من الداخل فاسده , بذلك ساعدت الاديان على تشجيع الرجال على ان يشبعوا غرائزهم سرا فينشأ على الاحساس بالذنب الذي يرافقه منذ الطفوله وكذلك الفجوه التي حدثت بينه وبين ذاته وبين زوجته وهي نوع مبسط من انواع الشيزوفرينيا حيث هو بحال وامام اهله بحال وصارت فجوه بينه وبين والديه واصبح مجبرا على ارتداء القناع , هذا القناع هو علتنا ودائنا به تخلفنا عن الامم .
بعد ان يكبر ويتزوج تستمر رغبته بجميع انواع المحرمات التي حرمها الشرع بسبب نشأته تلك الغير سويه فهو لا يفقد اي أحترام لنفسه عندما يخون زوجته بل بالعكس يتباهى بفعلته وفي حقيقة الامرهو يفقد أحترامه لنفسه دون ان يعلم , علّمه المجتمع بأن خيانة الرجل طبيعيه بل ويحق له الفخر بها , وما تعرض له الرجل لا يقل عن ما تعرضت له المرأه من تشويه وفساد لذاتها .
بعد الزواج نجده لا يستطيع الاتزان لو لم يكن واعي بسلبيات مجتمعه وديانته , فنراه يحمل انانيته معه بحكم ما تعرض له من قمع فيبدأ بقمع زوجته ويستغل سلطته الذكوريه بذلك وينظر للنساء نظره دونيه وبنفس ألوقت يلهث خلفها وبخفيه عن زوجته ويحاول ان يملي شيء لا يعرف ماهو أصلا وحتى لو كانت زوجته تمتلك مواصفات تملي غروره فهو لا يستطيع الاقتناع بواحده فيبدأ بالبحث ليملي نقصه الداخلي وبنفس الوقت يزداد بحاجته لعزل زوجته بسبب احساسه بان الذات الانسانيه لا تعرف سوى الفساد الذي يراه بذاته أولا وبمحيطه ثانياً , فيخاف منها ومن اختلاطها ويحاول أن ينتقص من شأنها ليحولها الى مسخ ويعطي لنفسه الحجه بالهزيمه وهو بالحقيقه ينهزم من ذاته ومن ضعفه الذي اشعره به مجتمعه ويبرر به عيوبه , وبالتالي ما حصلنا عليه هو فقط تشجيع لغرائزنا وملل يحيطنا وعدم معرفه لماهية الحياة .
رجالنا نتاج تخلف مجتمعاتنا وعليهم ان يتخلصوا من حجابهم الفكري
نبقى نحرث بهذه الارض البور وبهذا العقم الفكري والجنسي للرجال والنساء , وننتظر يوم أن نتخلص من أغلب شوائبها , ونبذر اجمل ما نستطيع بها لتنبت محبه وعدلا ومساواة ... عندها فقط سنحس بالحياة احساس جديد غير الاحساس الذي فرضه علينا المجتمع بتقاليده الزائفه وبتعاليم اكل عليها الدهر وشرب ونبقى ننتظر يوم يتخلص الرجل من سلبيات مجتمعه وما ورثه من عقد ذكوريه فعليه ان يناضل لاجل تحرره وخلاصه من الفكر الذكوري الطبقي الذي استعبده وليكن تحرره هذا هديه للمرأه بعيدها...نبقى ننتظر هذا الفجر الجديد ألذي نتحرر به عندها سيبزغ لا محال على عالمنا العربي يوماَ ما محملا بالحريه والعدل والابداع والامل ألذي سيكبر فينـا بحياة جديده ترسم على شفاهنا بسمه رقيقه ارق من الفجر ذاته تنصب في قلوبنا لتزرع التفاؤل فيه
لكـــم مـنـــي كــــل الحـــــب
*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*
بالامل والفكر الواعي والشجاعه سنهزم التخلف وننصر الانسانيه
*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~
#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟