ايليا أرومي كوكو
الحوار المتمدن-العدد: 3656 - 2012 / 3 / 3 - 18:34
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
سماحة الرجل العظيم نلسون مانديلا و مصالحة نظام التمييز العنصري !
ينتقم الرجل الضعيف و ينال من عدوه متي واتته فرصة الانتقام
اما الرجال الشجعان الاقوياء فهم من يترفعون و يسامحون الاعداء
لا اجد غرابة ان اتبع رجل افريقيا العظيم اثر نهج من علم بمحبة الاعداء
ايليا أرومي كوكو
رؤيته عن سياسات الفصل العنصري:
تبنى نيسلون مانديلا مع أقرانه من بداية مكافحة التمييز العنصري، هدفا اعتبره الهدف الحاسم في صناعة مستقبل آخر في بلاده، وهو “الوصول بالتعليم إلى كل طفل أسود، ومكافحة الأمية بين الكبار”، وقد أدرك أن التمييز العنصري لن يزول إلا إذا توافرت القوة اللازمة من وراء الأهداف المشروعة لتحرير السود من الاضطهاد، وإن لم يتمّ استخدامها.
كانت دولة العنصريين البيض في جنوب إفريقيا أحد المعاقل الأخيرة التي أفرزتها حركة الاستعمار الأوروبي الاستيطانية في أنحاء العالم لم يكن النضال المحلي في جنوب إفريقيا ضد الحكم العنصري مقتصرا على مقاومة ما تتعرض له غالبية السكان من اضطهاد فحسب، بل كان أيضا نضالا ضد ذلك التزييف والانحراف على المستوى العالمي، وضد أحد المرتكزات الرئيسية لممارسة “الاستبداد الدولي” في النظام السياسي العالمي الناتج عن الحرب العالمية الثانية، وضد الاستعباد الذي يمثل أقصى ما وصلت إليه أشكال الاستغلال المادي باسم النهضة الاقتصادية العالمية الحديثة.
ومع حلول يوم 11/2/1990م وإطلاق سراح مانديلا على أساس المفاوضات التي أجراها معه دي كليرك رئيس جنوب إفريقيا إنذاك.
لم تشهد جنوب إفريقيا نهر الدماء الذي كان البيض يهددون به في جنوب إفريقيا والدول الغربية، ولم تشهد الانتقام الجماعي لمئات الآلاف من ضحايا الحكم العنصري، فلم يكن “التسامح” الذي دعا إليه مانديلا من البداية مجرد شعار مؤقّت، بل كان منهجا تبناه، واستطاع من خلال زعامته الشعبية أن يحد به الرغبة في الانتقام التي كان يمكن فهم أسبابها لو انتقلت إلى أرض الواقع، بقي مانديلا على ذلك طوال فترة رئاسته، حتى كانت وصيته الرئيسية لخلفه الرئيس “تابو مبيكي” وهو يتخلى لصالحه عن رئاسة المؤتمر الوطني الإفريقي عام 1997م، أن “عليه الحرص حرصا شديدا على ألا يستغل منصبه للتخلص من خصومه، وعلى الالتزام بالأرضية المشتركة رغم خلافات الرأي”.
هذا رغم الكشف التدريجي في ظل سيادة القانون على “حجم الجرائم” المرتكبة في العقود الماضية، كما ورد في تقرير “لجنة الحقيقة والمصالحة” ومن ذلك مثلا التجارب التي أجريت في مخابر كيميائية وحيوية بهدف القيام بحملات إبادة ضدّ السود، واستخدام السموم على نطاق واسع في الأغذية والأدوية، واللجوء إلى مواد تحد من المواليد السود، بل التفكير باستخدام القنابل النووية لإبادتهم.
تجدد الحديث من اللحظة الأولى بعد غياب مانديلا عن سدة الرئاسة حول المخاوف من تدهور العلاقات بين السود والبيض من جديد، ولعله كان الرئيس الوحيد من بين حكام عاصروه، الذي لم يحرص كما حرصوا على أن يكون هو من يقود بلاده عبر بوابة الألفية الميلادية الثالثة.
#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟