أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - أهمية مكارم الأخلاق














المزيد.....

أهمية مكارم الأخلاق


عبدالله الدمياطى

الحوار المتمدن-العدد: 3655 - 2012 / 3 / 2 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثقل ما يوضع في الميزان الخلق الحسن
الأخلاق أساس الإسلام وجعلها الرسول محمد الهدف الذي بعثه الله من أجله وأكد الإسلام على المعاملة الطيبة للآخرين بل أعتبر حقيقة الدين القويم هي المعاملة الحسنة، فالدين المعاملة.
ولقد جاء الأنبياء بشرائعهم من أجل إصلاح أخلاق الناس وتهذيب نفوسهم وبعث الله محمداً لكي يكمل كل الأخلاقيات التي جاء بها الأنبياء جميعا كما يقول (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
ولقد حفلت الآثار الشريفة من القرآن والسنة، بالآيات والأخبار التي تحث على مكارم الاخلاق وتنهى عن سيئها فعلى وجه الإجمال جعل رسول الله حسن الخلق طريقة وذريعة إلى الفوز بمحبته والقرب منه يوم القيامة، وما أعظمهما حيث أن ذلك مطلوب لكل مسلم، يقول(صلى الله عليه وسلم) " ألا أخبركم بأحبكم إلى الله وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة ، أحاسنكم أخلاقاً ، الموطأون أكنافاً ، الذين يألفون ويؤلفون " وكفى بهذا ترغيباً للمؤمنين بالاخلاق الحسنة ودعوةً إليها.
ولقد دأب(صلى الله عليه وسلم) على الحض على هذه المكارم، فكان يقول في آخر خطبته : " طوبى لمن طاب خلقه، وطهرت سجيته، وصحت سريرته وحسنت علانيته، وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله، وأنصف الناس من نفسه".
نعم جاء ليأمر بالصدق والتواضع والتعاون والأخلاق.. الخ، ولم يأت فقط ليقول للناس صلوا واركعوا واسجدوا فكل هذه الأمور إنما أمر بها لتحصن الإنسان من سوء الخلق وإن السبب في نجاح الرسول وانتشار دعوته هو حسن أخلاقه
إن الخلق هو حالة للنفس داعية لها إلى أفعالها من غير فكر، وهذا التعريف ينطبق على الخلق الحسن والقبيح، فالخلق هيئة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال بيسر وسهولة بل يجد نفسه منجذبة نحو ذلك الفعل وكأنه أمر فطري ويفهم من هذا أنه لا يطلق على من يأتي بصفة أخلاقية كالتواضع في بعض الأحيان لا على سبيل الاستمرار بأن خلقه التواضع إلا إذا ثبتت في نفسه وترسخت وأصبحت أمرا من الأمور الثابتة في ذاته لا أنها صدرت منه بنحو الافتعال والتكلف وهكذا في سائر الصفات الأخلاقية الأخرى
وبطبيعة الحال إن الإنسان لا يصل إلى هذا النوع من الخلق إلا من خلال قطع المراحل المطلوبة في هذا المجال فهو في أول الأمر يتكلف هذا الخلق وذاك ويجده عسيراً ولكنه يرغم نفسه عليه ويعودها على ممارسته شيئاً فشيئاً وبالتالي يتحول إلى صفة ثابتة وخلق راسخ في النفس.
إن الإنسان بأمس الحاجة إلى تهذيب نفسه وإبعادها عن العادات السيئة وتعويدها على العادات الحسنة وعندما يحدث هذا ستجد السعادة إن الجميع يرغب أن يسعد في الدنيا والآخرة قد يظن البعض بأن السعادة تكمن في الأموال فمن يملكها يكون سعيداً، أن هذا القول غير صحيح فعلينا أن والقران خير شاهد فنحن نقرأ عبرا كثيرة في القرآن حول من ملك الثروات واستثمر العقارات وغرته الدنيا، فإلى أي حال أصبح مصيره؟ كقارون وأمثاله ممن تجبروا وتكبروا فأصبحوا من الخاسرين.
إذاً فالأموال ليست هي السعادة الحقيقية بل هي جزء بسيط منها إن بذلت في محلها المناسب وألا فهي دمار وشقاء تسلب الراحة من صاحبها وتجلب له الهموم
يقول الرسول) من سعادة المرء حسن الخلق ومن شقاوته سوء الخلق(
إن الإنسان لا يقدر على كسب الآخرين عن طريق الأموال وإنما يحتاج إلى أن يتحلى بمكارم الأخلاق وبالتالي فإنه من السهل له أن يجذب الآخرين ويكسب قلوبهم إليه، يقول الرسول) يا بنى عبد المطلب إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر) نعم إن مكارم الأخلاق هي السبيل الوحيد لكسب ود الناس وحبهم، ومثال على هذا العفو والصفح عن الآخرين فإن نتيجته في كسب الود واضحة يقول تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) والتواضع كذالك فإنه يؤدي إلى تقدير الآخرين كما في الحديث (من تواضع لله رفعه الله)
وهكذا سائر مكارم الأخلاق، بل نقول إن اكتساب الصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة يعد شرطا أساسيا لإثبات الشخصية الاجتماعيـة فالإنسان الذي يتحلى بصفات أخلاقية وإنسانية الجميع يقدره ويحترمه، ويكون قادرا على التكيف مع الناس والمجتمع على عكس من اجتمعت فيه الأخلاق السيئة فهو أياً كان حتى ولو ملك مال الدنيا سيبقى منبوذا من قبل المجتمع ولا يستطيع شراء احترام الناس له وسيظل عاجزا عن إحراز شخصية مناسبة لنفسه.
من أراد سعادة الدنيا فعليه بمكارم الأخلاق.
ومن أراد سعادة الآخرة فعليه بمكارم الخلاق.
ومن أراد سعادة الدنيا والآخرة معاً فعليه أيضاً بمكارم الأخلاق



#عبدالله_الدمياطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيمان وعلاقتة بالعقل والمنطق
- ثقافة الاضراب
- لصالح من إهانة الشعب المصري ؟
- صناعة الظالمين
- الحرية و الأخلاق
- حقيقة التسامح مع الآخر
- بحثا عن الإنسان
- حتى يكون النقد بناء
- حاسبوا ولا تحاسبوا
- انتظروا إنا معكم منتظرون
- أصدقاء الغباء
- لقد كنت دائما مفتونا بالغباء
- الإصلاح فكر ورؤية
- ثورة شعبية لا ثورة نخبوية
- عفوا نريدها سلمية
- حتى لا تتكرر المأساة
- حان الوقت لنرتقي
- مأزق الحضارة الغربية
- اسلام اردوغان وعلمانية تركيا
- العلمانية والحروب الدينية


المزيد.....




- أنور قرقاش بعد إطلاق النار في سلطنة عُمان: لا مكان للعنف في ...
- إدانة السيناتور بوب مينينديز في اتهامات بالفساد تشمل تلقى رش ...
- غوارديولا وكلوب على رأس المرشحين لقيادة إنجلترا خلفا لساوثغي ...
- -لا انسحاب من السباق ومن واجبي إنجاز هذه المهمة-.. رسالة باي ...
- الحرائق في ألبانيا دخلت أسبوعها الثالث.. تستعر وتتمدد
- بعد ترشيح ترامب له لمنصب نائب الرئيس.. مذكرات جي دي فانس تتص ...
- إسبانيا.. إصابات في حادث انقلاب حافلة ركاب في برشلونة
- -وجبة قاتلة- تكشف بعض أسرار عبادة التماسيح في مصر القديمة
- -حزب الله- يعلن قصف كريات شمونة بعشرات صواريخ -الكاتيوشا- (ف ...
- سيارتو: العالم يتابع باحترام مهمة أوربان بشأن السلام في أوكر ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - أهمية مكارم الأخلاق