اكرم البرغوثي
الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 14:50
المحور:
الادب والفن
أعود أربعة وستين خريفاً
أربعة وأربعين
خمسين
لأدرك أن الحديقة مليئة بورد ليس لي
وأني محض صدفة زائلة هنا
وأن البحر لم يكن سوى بحراً
وأن بوصلتي سفناً تتوه
ولا جدوى من المرساة
عميقٌ
ومرٌ
ومالحٌ
مظلم مثل ايقاع اهتزاز جسد من تذوق حنظل
داميٌ مثل الخلاص بلا هدف
وهروب ورقة ليلك على كتف الريح إلى الخريف
أعود...
ولا شيء يدثر كفي من برد
قد زملت ودثرت الشهداء جميعاً وما بكت عين
لكني لحالي أبكي مثل طفل جائع
ويتسرب الوقت من قناديلي دون حكمة
أعود لأن الريح تجر العربات مثل الخيل
ولا تعرج إلى ماء وقد جف النبع
أعود مثل أساطير الهنود
نثار رماد على ماء
أعود... لأن لا شيء يعود
ولأن المنارات أحجمت عن الاضاءة
والسفن في عرض البحر
لا تعود...
ولا القبطان يعود...
قد نضب البرتقال الأخير
وتعجب الصحو من لغة بلا كُمٍ...
كل شيء يمثل أمام النهاية
ولا يمثل...
فمن يعتذر عن المثول
وعن الغياب ويعود
أو لا يعودُ...
#اكرم_البرغوثي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟