أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - رمان صدره ذبل














المزيد.....

رمان صدره ذبل


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3652 - 2012 / 2 / 28 - 11:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قالت لجدتها وهي تدفن رأسها في صدرها. جدتي : كيف نجحت بإبقاء صدرك منتصبا كل هذا الزمن. ردت الجدة بزهو: كنت أحممه بالماء البارد كل يوم لمدة عشر دقائق. ذلك الرمز الأنثوي الذي يتمتع بأكوان عديدة من السحر. أولها استدارته،وغزارة مفرداته في قواميس الشعراء ،و ليس أخرها ما فتك به من قلوب العشاق . لا ارغب بجمع أرشيفي مرهق لما قيل فيه وعنه وله.. واتوهم بقدرتي على ذلك.

لكن أريد الحديث معك سيدتي.. أنت وليس الرجل مع عدم يقيني من بقائه بعيدا غير متلصص لموضوع يثير شهيته الروحية والفكرية دافعا إياه بفضول لمعرفة ما تتحدث عنه النسوة.
في ذروة النصر تنكسر إرادته لها ويدفن رأسه في صدرها. عائدا لأصله الذي أمده بقوت الحياة منذ أول الخلق. متضرعا ونافضا عنه بقايا معاركه.ولما يهزم يهرع إليه ملتمسا بعض المواساة للغد عله يكون أفضل من كابوس أمسه أو خيبات يومه.
على مر العصور وجسد المرأة يشكل محور العديد من القوانين الوضعية والأديان. بفروقات متباينة بين مجتمع وأخر . حضارة وأخرى. دين ودين أخر حسب أتباعه ومناطق نفوذه وتأثيره. لكن اجتمعت كلها على إعطاء جسد المرأة وأجزاءه أهمية خاصة وتشريعات أتت الكثير منها قاسية جدا .
فمن السماح بإظهار صدرها دون وجل وتحريم كعبده مملوكة جارية الى تحريمه عندما تكون حرة بمساطر يضعونها لها وقتما يشاءون ظل رهين ما يقرر له. تناولته ريشة الرسامين العالمين بكثير من العناية والفرح والحب وجسدته بصور فنية رائعة. بتوالي العصور تحررت إمبراطوريات ودول من الحجر عنه وحررته من خرق الإخفاء الى بهرجة الإفصاح عن خفاياه في فساتين النبيلات وسيدات البلاط تماما مثل حال الجواري والقيان عند المسلمين والعرب !. حتى وصلته عجلة التقدم والتكنولوجيا لتعبث به وتحشر فيه المواد القاتلة موهمة صاحبته بالكثير من الخرافات والخزعبلات. وبدل من أن يرتفع بآهاته ، وحسنه ويسكن مرتعا بالحب الذي تقاسمه مع الحبيب أم مع ابنها الذي أرضعته صار يرتفع بحشواته الصناعية .فتبتذل حضوره العيون التي تقع عليه فيسيل لها لعاب الشهوة الآنية كما يسيل لعاب الضباع لبقايا الفريسة.
لما ترضى المرأة على نفسها هذا الدور المهين. كيف تسمح سيدة مطلعة لنفسها بهذا الهوان ،و هذا الخداع. كيف تستكين طائعة الى عبودية الجسد المزيف . كيف تنام وتصحو وهي ترى بام أعينها أدميتها منزوية بين جوانحها بأكياس بلاستيكية ثقيلة ومشرط بغيض اقتطع من رهافتها ، وأنوثتها الكثير وشوه براءتها.
فما بين الشكوى التي قدمتها الممثلة البريطانية فانيسا هالستيد ضد الشركة التي قامت بعملية تكبير ثديها مسببة لها الكثير من المعاناة و الألم النفسي والعقلي بحسب وصفها لتنتهي مأساتها بانفجاره. الى فضيحة شركة "بي آي بي" و ألقاء السلطات الفرنسية القبض على رئيسها كلود ماس متهمة إياه بالأذى النفسي الذي سببته الأثداء الصناعية التي تنتجها شركته لزبوناتها،وما نجم عنها من حالات وفاة لسيدات أجريت لهن عمليات تجميل. إضافة الى ظهور حالات إصابة بمرض السرطان يعتقد الأطباء بعلاقتها بهذه العلميات .كلها شواهد تؤكد عبث ما تقبل عليه النسوة من خطوات غير مدروسة تبقيهن أسيرات الدعاية ،وعبودية الجسد ،ووهم التفرغ للتفكير به ،لإبقائهن بواجبات محددة تناط بهن لا تبتعد كثيرا عن الإمتاع الجنسي الرخيص الخاوي من أي فرح او استقرار نفسي وعاطفي.
اذا ما لقبوا الشعر بتاج المرأة فان صدرها لا شك رمز أنوثتها. لا يعرف حتى الرجل المهموم به على الدوام أسراره ،وآهاته وحسراته. تنهداته وحنينه لمن أنجبت ولمن أحبت ، لمن حرث أرضها عشقا ومنح أنوثتها معنا. كل هؤلاء لا يعنيهم ما يجري من عبث في مصانع ربحية رخيصة. بل يهمهم روح المرأة وعطفها وحنانها الذي تتوج رمز أنوثتها بجماله. هي وليست الوسائد البلاستيكية الباردة التي تذبحه مندسة بين زفراتها الحرى مجهزة على بقايا الحلم في عودة المرأة لأداء دورها الحقيقي بالحياة سيدة وأم وحبيبة وعاشقة ورمز أنثوي يطفح بالعطاء.يتفتح وتزداد نضرته بالحبيب ويذبل بفراقه . لتتشكل بذبوله ونضارته دورة الحياة
الله على ابو زلف عيني يا موليه
رمان صدره ذبل رشوا عليه ميه
http://schataly.blogspot.com/2012/02/blog-post_28.html
هكذا يخاطبه الصوت العراقي العذب مهند محسن في رائعته
ها نحن نبدأ العد التنازلي لعيد المرأة فكل عام وهي بخير ورائدات الحركة النسوية بألف خير.



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوتها الثمين
- ماذا يعني الخوف؟
- هذا ما أردت قوله
- ثورة المرأة مع الثورات العربية
- سلمان رشدي ودان براون
- فخاخ الحرية الجنسية
- اوديب حلل المفتي لك أمك
- رمادهن يعلو الجباه
- العالم أوسع مما بين فخذيها
- سميرة
- النقاب -3-
- النقاب -2-
- النقاب
- رحلة الى قندهار
- Iهل هذا هو التمدن
- خروشوف والزيدي عندما يغضب الرجال 2
- خروشوف والزيدي عندما يغضب الرجال 1
- مكارم
- الحسناء والملك..حذاء الزيدي
- الحسناء والملك رحلة الخليج


المزيد.....




- بعد تبرئة ألفيش من الاغتصاب.. تطورات جديدة في القضية
- بقصف مدفعي لـ-قسد-.. مقتل امرأة وإصابة طفلها ومواطنين آخرين ...
- ما هي خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر ...
- العثور على ملكة جمال ميانمار مدفونة تحت مبنى بعد محاولتها إن ...
- 800 دينار سجلي حالاً.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- فتح باب التقديم: مهمة استشارية للتدريب على مهارات المفاوضة ا ...
- الكوريات في رحلة المطالبة بالإبقاء على الجامعات النسائية
- السويد.. القبض على شرطي من ستوكهولم للاشتباه في اغتصابه طفلا ...
- البرلمان العربي يطالب بتمثيل المرأة الفلسطينية بفريق العمل ف ...
- السويد.. القبض على شرطي من ستوكهولم للاشتباه في اغتصابه طفلا ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - رمان صدره ذبل