أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السينو - مقاربة مفاهيمية ونظرية الإرهاب والعنف السياسي















المزيد.....


مقاربة مفاهيمية ونظرية الإرهاب والعنف السياسي


محمد السينو

الحوار المتمدن-العدد: 3651 - 2012 / 2 / 27 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تكاد تُطْلَقُ لفظة الإرهاب الآن إلا ونما إلى الشعور والوجدان والعقل الباطن صورة الأرواح المزهقة، والدماء المراقة، والأشلاء الممزقة، والعمران المقوَّض. والعجيب أن الإسلام غدا المتهم الأول بعد كل حادث إرهابي بأنه دين يحث أتباعه على القتل والعنف والتطرف، ويكفي أن يقع حادث إرهابي في مكان ما من العالم، لتسمع بعده مباشرة في جميع وكالات الأنباء أن مرتكبيه مسلمون خرجوا من عباءة الإسلام.
عرّفته لجنة الإرهاب الدولي التابعة للأمم المتحدة عام 1980م، بأنه:
"عمل من أعمال العنف الخطيرة يصدر عن فرد أو جماعة بقصد تهديد الأشخاص أو التسبب في إصابتهم أو موتهم سواء كان يعمل بمفرده أو بالاشتراك مع أفراد آخرين، ويوجه ضد الأشخاص أو المنظمات أو المواقع السكنية أو بهدف إفساد علاقات الود والصداقة بين الدول أو بين مواطني الدول، أو ابتزاز تنازلات معينة من الدول في أي صورة كانت"
وعرفته الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب سنة 1998م، المادة الثانية، بأنه:
"كل فعل من أفعال العنف والتهديد أيا كانت بواعثه أو أغراضه، يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة أو احتلالها أو الاستيلاء عليها أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر"
ويؤكد جوناثان وايت على ضرورة عدم اكتفاء فهمنا من خلال مداخل سياسية، بل إن علم الاجتماع في غاية الأهمية في هذا السياق. ويؤكد على عدم وجود تعريف واحد لمفهوم الإرهاب؛ ولذلك فقد اقترح أن يعرف الإرهاب من خلال أنماط مختلفة للتعريف:
نمط التعريف البسيط والعادي للإرهاب، ويعني عنفًا أو تهديدًا يهدف إلى خلق خوف أو تغيير سلوكي.
النمط القانوني لتعريف الإرهاب، ويعني عنفًا إجراميًا ينتهك القانون ويستلزم عقاب الدولة.
التعريف التحليلي للإرهاب، ويعني عوامل سياسية واجتماعية معينة تقف وراء كل سلوك إرهابي.
تعريف رعاية الدولة للإرهاب، ويعني الإرهاب عن طريق جماعات تُستخدم بواسطة دول للهجوم على دول أخرى.
نمط إرهاب الدولة، ويعني استخدام سلطة الدولة لإرهاب مواطنيها
تعكس لنا المفاهيم المتعددة و المتنوعة المتضمنة تحت عبارة الإرهاب، تبريرا أوليا يعكس صعوبة تحديده أولا، و للتمكن من توجيه نطاق العرض والتحليل، وبالنتيجة الوصول إلى تعريف لهدا المفهوم وتحديد أهم الأفكار و المضامين التي قد يحتويها، هذا لا يعني أنه لم تكن هناك محاولات في هدا النطاق، و السير في هذا المنحى ضرب من السخف و العبث، وهي مسألة تفندها كثرة التعاريف وتعدد الكتابات حول الموضوع، والمشكل وإن كان يرتبط بتحديد تعريف يستحضر كافة الجوانب التي تحدد مفهوم الإرهاب، إلا أن قضية تحديد ما يتضمنه من معاني ملتبسة وهلامية تجعل من هذه الإشكالية، أولوية ضرورية يتتبعها في آخر المطاف مسألة التعريف، وما أكثر التعاريف وما أشد غموض المفهوم وتعدد السياقات التي يستعمل فيها .
وقد يعترض قائل لماذا هذا الإهمال لمفهوم الإرهاب في الثقافة العربية الإسلامية؟ ولماذا ندأب باستمرار على ربط هذا المفهوم أو غيره كالإيديولوجيا والعلم أو الدولة أو المشاركة السياسية بالغرب حضاريا وسياسيا وثقافيا ومعرفيا؟
إن البنية المنهجية والحمولة المعرفية لهذه الدراسة لا تتسع للإجابة عن هذه الإشكاليات، ولا التوسع في تناول مفهوم الإرهاب في الثقافة العربية القديمة، لأنه يواجهه اعتراض معرفي أشار إليه عبد الله العروي كما يلي"إدراك الواقع الإسلامي في الماضي البعيد صعب جدا، إن لم نقل مستحيل في بعض الأحيان، لكن هذا لن يعفينا من محاولة الوصول إليه بكل الوسائل الممكنة" [4]،وللإجابة عن التساؤل المنصب حول مدى وجود تأصيل مفاهيمي لجذور هذا المفهوم أو غيره عند الباحثين العرب القدامى والمعاصرين، لا بد من الإشارة باقتضاب لمعناه أولا في القرآن الكريم، وثانيا في المعاجم والقواميس العربية:
فكيف وردت عبارة الإرهاب في القرآن الكريم؟
إن ما ورد في القرآن الكريم، قوله تعالى:) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ الأنفال:60. وأيضا :) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ الحشر:13،
وهو ما شرحه ابن كثير في تفسيره: قوله ) ترهبون أي تخوِّفون ) به عدو الله وعدوكم أي من الكافرين، وفي الآية الثالثة عشر من سورة الحشر أنهم يخافون منكم أكثر من خوفهم من الله.
ونجد أيضا قوله تعالى في سحرة موسى:) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ الأعراف:116. وهو ما شرحه ابن الجوزي في زاد المسير:) واسترهبوهم أي: خوَّفوهم.
إن مصطلح الإرهاب غير موجود في القرآن الكريم، وبالمقابل نجد مصطحات تشبهه "كالرَهْبَةً" و "وَاسْتَرْهَبُوهُم "،التي تعني الخوف و الفزع ،والإرهابي: هو الذي يُحدث الخوف والفزع عند الآخرين.
و من خلال استقراء العديد من الأحاديث النبوية نجد أن الرسالة النبوية عند نشأتها، لم تكن تستعمل مصطلح الإرهاب، بل كانت تستعمل مصطلحات ومفاهيم تلك الفترة الزمنية، لأنها تنتمي من الناحية الزمنية للفترة التاريخية والحضارية لنشأة وظهور الإسلام، وأن الإشارة إليها ليس هو إسقاط مفاهيمي لا تاريخي، بقدر ما يعكس الرغبة المنهجية إلى الملامسة المقتضبة لجذور هذا المفهوم على مستوى الاصطلاح فقط، أي أن نكبد تلك الحقبة الزمنية ما لا تتحمل، عبر إدراج ما ينتمي لحقبة تاريخية معاصرة.
ليس المغزى من المسألة إذن التنقيص أو التحقير من التراث الحضاري والفكري لحقبة صدر الإسلام أو ما يليها، كونها لم تتضمن مثل هدا المفهوم، وهو حكم يسري على الحضارة الغربية في نفس الحقبة الزمنية إلى حدود التنظير والاستعمال للمصطلح مند القرن 18
إن المعنى الاصطلاحي لمصطلح رَهِبَ يرهبُ، كان يحمل معنى الخوف الفزع، بينما ظل هدا المفهوم شبه منعدم في العديد من القواميس والمصنفات، لأن مضامينه كانت بعيدة عن ما نفهمه الآن من هذا المصطلح، وإن كانت مدلولاته ومعانيه كممارسة متواجدة، سواء عبر الاستبداد الممارس من طرف الدولة السلطانية" إن مفهوم الحرية الأصلية منعدم في السلطنة، لأن الدولة ملك لعصبة حاكمة ممثلة في شخص السلطان، فالخزينة والبيروقراطية والجيش … كل ذلك ملك له يتصرف فيه، كما يشاء، وبالطبع قد يشاء العدل فيتصرف حسب منطق العقل، كما قد يشاء العكس و هو الغالب "
أما العنف الممارس خلال الصراعات السياسية والاجتماعية أو التنازع على السلطة والسلطان بين الحكام و الجماعات السياسية المعارضة، فكان يتم إما باسم الدين والإسلام وضرورة المحافظة عليهما بكافة الطرق والوسائل الممكنة المشروعة وغير المشروعة، وإما عبر ما أسماه ابن خلدون إنشاء دعوة دينية (الإيديولوجيا المعتمدة)، تستند على عصبية معينة (القوة المادية) للوصول إلى الحكم .
إذن تتعدد التعاريف المقترحة لمفهوم الإرهاب، وتتباين وتتداخل مع بعضها البعض، لذلك فإن سردها في كليتها لن يفيد في شيء بقدر ما يدخلنا في متاهة الجدل الفقهي والمنصب على التعاريف، والذي يبقى مجاله هو الإطار الأكاديمي، الذي يتطلب هذا النوع من التدقيق و التتبع، وبما أن المجال لا يتسع لذلك، فإن التعريف الذي سنسوقه، يتميز بنوع من التجرد و القابلية للتعميم، ويتضمن معظم العناصر المختلف حولها، ومع ذلك فإنه يبقى ذو طبيعة إجرائية، وعموما : "فالإرهاب السياسي، هو فعل تغييري يرتكز على العنف،ويرمي الفاعل من خلاله، إلى فرض سيطرته ونفوذه، بالرهبة على المجتمع أو الدولة أو هما معا، من أجل الحفاظ على البنية الاجتماعية القائمة، أو من أجل تغييرها أو تدميرها". إن الإرهاب السياسي قد يتماهى مع العنف السياسي، فيأخذان نفس المعنى ، وقد يتمايزان ويتناقضان فيضحي لكل مفهوم تعريفه ومعناه. ولكي نفهم ونميز بين المعنيين أللدين قد يشتمل عليها المفهومين، يكفي وضعهما في السياق المناسب لتتضح الرؤية نسبيا.
إن مفهوم الإرهاب يستعمل بمعان ملتبسة ومضامين مختلفة، فكل طرف سواء كان نظاما سياسيا أو فاعلا اجتماعيا، أو باحثا أو مثقفا له معنى ومدلول خاص به، ومهما بذلنا من جهود في عملية التحديد، فإن مضامينه تظل مسألة خلافية.
وفي هذا الصدد نطرح السؤال الآتي:هل الإرهاب ظاهرة حديثة معاصرة أم أنه ظاهرة لازمت الإنسانية مند العصور الغابرة؟ ولماذا لا نجد لهذا المفهوم والظاهرة تواجدا مكثفا في الأدبيات الفلسفية والسياسية والأدبية القديمة ؟
يجب أن نميز في البداية بين الإرهاب السياسي كظاهرة سياسية واجتماعية، وبين الإرهاب السياسي كمفهوم ، وبين التوظيف السياسي لهذا المفهوم والغموض الذي يكتنفه، الذي يعزى في جانب منها، بأهداف ترتبط بنزعات الهيمنة والتحكم، لأن الخلط بين هاته المستويات لن يؤدي سوى إلى تعقيد الإشكال، أكثر من الإبهام الذي يلازمه، إن الإرهاب كمفهوم حديث النشأة، والإرهاب كظاهرة، قديم برز مع نشأة المجتمعات البشرية، فقد كان متواجدا كفعل وممارسة يستخدم من طرف أفراد أو مجموعات أو عشائر أو دول … وتمت دراسته من طرف فلاسفة سياسيين كأرسطو الذي عرف الطغيان كإرهاب مرتبط بالملكية المطلقة المستبدة، القائم على إخضاع وإذلال الرعايا أو السلطة المطلقة بدون أية مسؤولية.
والإرهاب السياسي كفعل وعمل هو إدخال الهلع وإرعاب الأفراد والجماعات، والاستحواذ على ممتلكاتهم المادية والرمزية، من خلال ما تخلفه هذه الأفعال من نتائج شنيعة ومرعبة، تؤثر على نفسية الأفراد والجماعات ،فقد عرفته الإمبراطورية الرومانية مابين 73-66 قبل الميلاد، عبر حركة سيكاري التي كانت تهدف إلى تقويضها.
كما شهدته المجتمعات العربية الإسلامية، بدءا بما كانت تقوم به فرق الخوارج، مند إعلانها الانشقاق عن علي بن أبي طالب، ثم عبر ممارسات جماعة الحشاشين ذات الانتماء العقدي الشيعي والمنحدرة من الطائفة الإسماعيلية خلال القرن 11 م…، كما مورس من طرف بعض الحكام المستبدين الذين استولوا على الحكم بسفك الدماء والاغتيالات والمذابح الجماعية.
هل يمكن معرفة الأسباب الداعية إلى تواجد هذا الإرهاب ؟
شكلت السلطة والحكم محور الصراع والنزاع في المجتمعات التقليدية، أو الحديثة بين مختلف العشائر والعصبيات و القبائل، أو الطبقات والشرائح الاجتماعية، لكل طرف رغبة في الوصول للحكم، لما له من جاذبية سحرية وقوة إغرائية تسلب الألباب وتجذب العقول وتضعف النفوس، نظرا لما يخوله له هذا الأخير من مكاسب مادية أو رمزية،ومن سلطة ونفوذ على الجميع. إلا أن المشكل في حالة حيازة الحكم، هو أنه يظل محتكرا من طرف أوليغارشية تقوم بالاستفراد به، والوصاية على المجتمع من خلاله وتدجينه، لأن غايتها هو الهيمنة وإقصاء الآخرين عن أية مشاركة عادلة ومقننة، تجسدت في الأزمة البنيوية التي اعترت الفكر السياسي العربي الإسلامي، وعجزه عن ابتكار وخلق أساليب وآليات حضارية ومؤسساتية للحكم وممارسة السلطة، تقطع مع الطرق العتيقة وتقنن كيفية الوصول إليها وممارستها بين الحكم والمعارضة، دون اللجوء إلى العنف والقوة لحل هذا الإشكال السياسي، الذي لا يزال قائما لحد الآن فيتم اللجوء في هذه الوضعية إلى العنف لحل مثل هده الأنواع من النزاعات، فيغدوا العنف مبررا ومباحا، ويتحول إلى إرهاب، عندما يكون دافعه الانتقام وتلبية نزوات فردية أو أنانية يعكس التعطش لإراقة الدماء، وتخويف الباقي الاعتماد على نفس النهج. وتلك ظاهرة شهدها التاريخ الغربي قبل القرن العشرين، والتاريخ العربي الإسلامي ولازال لحد الآن في العديد من الأنظمة المتسلطة،فتقوم كرد فعل تلقائي المعارضة السياسية ،بمناهضة الفئة الحاكمة أوليغارشية أو عائلة سياسية كانت،أم حزبا أو عشيرة أو قبيلة…عبر العديد من الأشكال الاحتجاجية والنضالية، لرفض هذه الأشكال المغلقة من الحكم التي تعتبر كل ما يمت للسياسية أو الحكم، يندرج إيديولوجيا ضمن خانة المقدس والمحظور فهو ملك شخصي لفئة خاصة فقط دون غيرها، فتقوم المعارضة كرد فعل بتكثيف عمليات التعبئة والتأطير الشعبي الذي يعززه ويقويه، فساد الحكم وتكالب أتباعه ومعاونيه على كافة المناصب والمواقع السياسية والإدارية الهامة،الشيء الذي يولد لدى المعارضة الإحساس بالظلم والحيف ويقوي من الرغبة في المقاومة والتصدي لهدا الوضع غير العادل. إن التفسير الذي يمكن أن يدلى به هنا بخصوص هذه الوضعية يتمثل في غياب آليات مؤسساتية لتدبير الديمقراطي العادل و الشرعي للحكم، والمؤطر بذهنية ثقافية عشائرية ذات رؤية ضيقة ومحدودة لكل ما هو سياسي والذي يمثل مكسبا أبديا من حق الفئة الحاكمة لأن طبيعة الأشياء تقتضي ذلك، مما ساهم في خلق ثقافة تجنح باستمرار نحو التسلط والتحكم في الرقاب، ويعاد إنتاجها عبر عمليات التنشئة المولدة للإقصاء والإقصاء المضاد.
بينما لا يخضع الإرهاب لأي قانون أو اتفاقية أو مبدأ، كما تتميز الحرب بالطابع الجماعي، فهي إما بين دولة ودولة أو بين تحالفات عدة دول إزاء دولة أو عدة بلدان، وبالمقابل فالإرهاب يكون إما فرديا، أو ينفد عبر مجموعات صغيرة، وقد تمارسه دولة ضد دولة عبر توظيف حركات إرهابية متخصصة في التدمير أو الاغتيال، بدل المواجهة المسلحة المباشرة، كما الحال في الصراع بين الهند والباكستان. كما أن ميدان الحرب الجغرافي معروف ومحدد، عكس الإرهاب فهو بدون ميدان ولا جغرافية.
فماذا عن علاقة الإرهاب بالثورة ؟ تهدف الثورة إلى تغيير الأسس الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المجتمع، وتسعى إلى خلق فكرة قانونية جديدة، بدل الفكرة القانونية القديمة المهترئة، التي لم تعد تنسجم مع الأوضاع الحالية، فالثورة لا تحسب خروجا على القانون، وإنما هي عمل قانوني، فالثورة الاجتماعية هي عنف مبرر تاريخياإن ما يميز الإرهاب إذن عن باقي الجرائم و أشكال العنف السياسي، هو اتساع حجم ما يمكن أن يترتب عنه من فوضى ورعب وهلع وخوف، والذي ينعكس على الأفراد والجماعات، مما يفرز لنا إحساسا بالاستقرار وعدم الأمن واستبطان الشعور بانعدام تواجد سلطة الدولة ماديا ورمزيا، ومن هنا تكمن خطورة الإرهاب التأثيرية والمعنوية، ويمكن أن نطرح السؤال الآتي : ما هي الغاية من العمل الإرهابي ؟ من الطبيعي أن الغايات تختلف حسب أهداف منفذيها واستراتيجياتهم، لكنها تستمد قوتها من ما قد تخلفه، من ارتباك و ذعر وضحايا، ونتحدث في هذا الصدد عن الإرهاب الذي يحمل غايات سياسية، أو بصيغة أخرى الإرهاب المقبول أو العنف السياسي
ومع دلك يمكن أن نحدد أهداف العمل الإرهابي في ما يلي:
1-إثارة اهتمام الرأي العام الدولي والداخلي، وتحسيسه بمدى صعوبة المسألة، ونيل تعاطفه ومساندته المادية والسياسية.
2-المس برمزية السلطة السياسية المادية و الرمزية، وحشد وتعبئة الرأي العام الوطني و الدولي، بعجز النظام ومحدودية قدراته التنظيمية و السياسية و العسكرية. فممارسة العنف واحتكاره هو محتكر من طرف السلطة، والإقدام على ممارسة العنف في دولة ما، من شأنه منافسة السلطة في احتكار العنف.
3-خلق حالة من الخوف عدم الأمن و الاستقرار، وتحسيس الناس بعدم الأمان والقدرة على العيش باطمئنان، إن التأثير النفسي على الجماهير بأعمال العنف من شأنه يؤدي إلى استبطانهم لانعدام سلطة سياسية قادرة على حمايتهم، ومن هنا تأتي خطورة العمل العنيف، إلا أن تأثيراته تبقى محدودة لفترة ما بعد الحدث و الانفعالات التي خلفها.
4-الضغط على النظام السياسي لتقديم المزيد من التنازلات، و لنيل الأهداف التي كانت وراء هده الأعمال، قد يتم لضغط بوسيلة أخرى في حالة احتجاج رهائن من بلدان مؤثرة دوليا، بغرض ضغط هده البلدان لتقديم تنازلات .
وبين من الأسباب المولدة للعنف السياسي: سيطرة بلدان الشمال على جل الثروات و الخيرات و التكنولوجيات، وتأثيرات ثقل المديونية الخارجية و دور الشركات المتعددة الجنسية في احتكار الخيرات، والسيطرة على الاقتصاد الدولي مما نتج عنه إفقار دول الجنوب واستغلال شعوبها، ولد تباينا في شاسعا في مستوى العيش، فأفرز ذلك حالات من اليأس والإحباط والرفض، فبرزت العديد من التيارات الرافضة لهذه الأشكال اللاعادلة في تقسيم العلم والتخصصات والخيرات، فقامت العديد من المساعي لتحرير بلدان الجنوب من نير هده الهيمنة، وبعد أن أفلست الطرق السلمية عبر القنوات الدبلوماسية والمؤتمرات الدولية خاصة مجموعة 77، فأضحى اللجوء إلى العنف مبررا ومفروضا بعد فشل الاستراتيجيات التفاوض.



#محمد_السينو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا و الدستور الجديد وجه نظر محيادية
- ما هو المجتمع المدني و كيفية الوصول اليه
- الغرف السوداء في برنامج البالتوك معارضة و مولاة
- العرب اصبحوا نكتة العصر
- الارهاب السلفي الوهابي عار على الاسلام الجزء الثاني
- الارهاب السلفي الوهابي عار على الاسلام
- لا فرق بين حماس و الاخوان المسلمين الكل واحد
- الديمقراطية و سبل تطويرها في الوطن العربي و سوريا خصوصا
- نظرة على الوضع السوري
- هكذا يريدون الجرب القضاء على سوريا
- شيوخ نحترمهم و شيوخ ندعس عليهم لانهم شياطين
- السعودية راعية الارهاب في العالم
- يخرب بيت الدش اللي خلى الناس تتكلم سياسة
- الأعراب أشد كفرا ونفاقا هم قوم الجهالة
- جامعة الخيانة و الخوان العرب
- ج 6 الاسلام السياسي هو الماسونية بوجه جيد لعالمنا العربي
- الاسلام السياسي هو الماسونية بوجه جيد لعالمنا العربي ج 5
- الاسلام السياسي هو الماسونية بوجه جيد لعالمنا العربي ج 4
- الاسلام السياسي هو الماسونية بوجه جيد لعالمنا العربي ج 3
- الاسلام السياسي هو الماسونية بوجه جيد لعالمنا العربي ج £ ...


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السينو - مقاربة مفاهيمية ونظرية الإرهاب والعنف السياسي