أشكال تنظم جذرية مقاومة جذرية مهام جذرية

بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 3650 - 2012 / 2 / 26 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أشكال تنظم جذرية ـ مقاومة جذرية ـ مهام جذرية
برهنت تجارب المقاومة الجماهيرية والشعبية التي خيضت في العشريات الثلاث الأخيرة ضد فوضى وبربرية وديكتاتورية النظام الرأسمالي وتجارب التنظم الذاتي الجماهيرية المقاومة التي ظهرت هنا وهناك عبر العالم كما السيرورة الثورية المتواصلة الآن في بعض بلدان المنطقة العربية على أننا بالفعل في حقبة ثورية ستستمر ويمكن للجماهير أثناءها أن تحقّق انتصارات كثيرة ضد نظام الفوضى المعممة: النظام الرأسمالي.
إن عديد المؤشرات في الواقع تعزّز هذه الإمكانية شرط أن تتمكّن الجماهير من توفير شروط أفضل لنضالها ومقاومتها وهو أمر لا يمكن حصوله إلا إذا استوعبت هذه الجماهير دروس التاريخ ودروس تجربتها هي بالذات في معاركها وصراعها مع عدو هو اليوم أكثر قدرة و أكثر تنظما وأكثر تسلحا ولكنه في الأخير محكوم بأزمته الدائمة ولا يمكن أن يستمر إلا عبر الفوضى والحرب الشاملة ضد الأغلبية الساحقة من البشرية.
إننا في مرحلة من التاريخ سيمتها البارزة إلى حدّ الآن هي أن الجماهير وهي الأغلبية الساحقة التي لا تملك غير قوة عملها في طور تجتاز فيه مرحلة المطالبة بالحرية الى مرحلة صنعها طور سيكون فيه للمقاومة وللتّنظم الذاتي وللديمقراطية القاعدية الدور الحاسم في قلب موازين القوى لصالح الأغلبية التي أصبحت تعي شيئا فشيئا وتحديدا أثناء احتداد الصراع ضد مضطهديها أن أشكال التنظم الكلاسيكية [الأحزاب ـ النقابات ـ الجمعيات ـ ... إلخ ] لم تعد بمقدورها كأشكال أن تستجيب لطبيعة المقاومة التي يجب الانخراط فيها فقد تحولت هذه الأطر إلى كابح للطاقات الثورية الجماهيرية واستوعبها نظام راس المال. إن تاريخ أكثر من قرن من نضال الجماهير من داخل هذه الأطر لم يفض لغير هزائم متواصلة ومتكررة. إن الطور الحالي من التاريخ والذي هو سيرورة مفتوحة يتقدم تحت عنوان المقاومة والتّنظم الذاتي وإن القدرة على تطوير التنظم بالجماهير الذاتي سيكون حاسما في كسب الانتصارات والقطع مع الهزائم السابقة. إن حركة التاريخ تدفع البشرية في هذا الاتجاه ولا مرد لذلك لأن التاريخ دوما يتقدم والمسألة كلها اليوم محددة بـ: أشكال تنظم جذرية مقاومة جذرية مهام جذرية.
ــــــــــــ
بشير الحامدي
26 فيفري 2012

#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات