عبدالله صقر
الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 19:46
المحور:
الادب والفن
بعد أن ودعت شقيقى الى مثواه الآخير منذ أيام قليلة , ودعته بأسى وحزن شديد , لآن أخى هذا كان القدوة الحسنة لى , حيث أنه كان رفيقا لى فى حرب أكتوبر لآنه كان رتبة عسكرية فى الجيش , وكنا على خط النار سويا, فبعد أن دفتاه أحسست بمرارة كبيرة , وأحسست أن الموت هو العدو الوحيد لبنى البشر , الموت هو الحقيقة المرة الوحيدة التى لا يمكن أن نهرب منها , فبعد أن أقمنا سرادق العزاء , حاولت أن أختلس الوقت وذهبت الى قبر والدتى التى ما زلت أزورها للأن وأشتكى لها همومى وأحزانى وأفرغ كل مكنوناتى لها , وأعتقد أننى أبالغ فى محاكاتى وشكواى لبقايا جثة , أو يمكن ليس لها أثار فى قبرها , لكن هذا هو المكان الذى رقد فيه جثمانها وتعودت أن أزوره دوما , وربما أرقد بجوارها فى يوم من الآيام أجلا أم عاجلا .
والدتى كانت أغلى شئ فى حياتى , تحدثت معها , وقلت لها أننا دفنا الآخ والشقيق الذى حارب فى ثلاثة حروب متتالية فى تاريخنا المعاصر , وحكيت لها أننا قمنا بثورة , وللأسف الثورة لازالت على المحك , وأن هناك أبناء لها يحاولون أفشالها , حكيت لها عن المعتصمين فى الميدان , وحكيت لها عن الخونة الذين يطالبون بأسقاط مصر , والمرتشون الذين يحاولون تغيير مسار الثورة وتغيير مسارها السليم , وعن البلطجة ومحاولة تشويه الثورة , وعن اللصوص الجدد , وعن أعوان الشيطان , وعن المعونة الملعونة التى يحاولون عن طريقها إزلال الشعب المصرى , وهى لا تتعدى مئتان وخمسون ألف دولارا , ناجيت أمى بهذه الكلمات البسيطة .
ذهبت الى قبر أمى
كى أبحث صدر حنون
لآنى ضقت بهذا العالم المجنون
حاكيتها وردت على فى سكون
قالت لى ياولدى مالى أراك
حزين مهموم
قلت لها : نعم يا أمى
لقد كثرت علينا الغيوم
وتعاظمت الآحزان والشجون
قالت : يا ولدى عش حياتك
فحياتك معدودة ولا تدوم
قلت لها : يا أماه اليوم أنا
اليوم حزين ومهموم .
#عبدالله_صقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟