أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - حكاية أمنية للنسيان














المزيد.....


حكاية أمنية للنسيان


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زيارة مستشار رئيس الوزراء الليبي ناصر المناع للعراق أعادت للذاكرة حكاية طواها النسيان، فقد وصل المناع الى بغداد الاسبوع الماضي والتقى كبار المسؤولين العراقيين وبحث معهم عددا من القضايا لكن الاهم كان موضوع المعتقلين الليبيين في العراق ويبدو إن طرابلس تسعى بجدية عالية لاطلاق سراح مواطنيها المعتقلين في العراق لكن هذه الزيارة تستدعي زيارة سابقة قام بها الى بغداد في 6/10 الماضي محمود جبريل رئيس المجلس التنفيذي الانتقالي ووزير خارجية ليبيا (قبل أن يقدم إستقالته) وبعد زمن قصير جدا إنطلقت حملة واسعة في محافظات العراق لاعتقال بعثيين سابقين وجهت لهم تهمة لم تتفق المراجع الرسمية على اختيار إسم محدد لها رغم إنها في تلخيصها الرسمي النهائي تعني "محاولة تغيير النظام السياسي في العراق".
التهمة خطيرة وكانت تستدعي اهتماما سياسيا واسعا من الكتل النيابية لكن الامر جير للسجالات السياسية أكثر مما تم تناوله في المؤسسات الرسمية، ورغم الحدود الدستورية والقانونية الواضحة لعمليات التحقيق والاحالة الى القضاء إلا إن اي شيء لم يتبين فيما يتعلق بقضية إعتقل فيها المئات وأدت لاحقا الى أزمة سياسية تولدت منها أزمة اعلانات الاقاليم، بعض المعتقلين تم إطلاق سراحهم وآخرون تم تسليمهم كهدايا تعارف لشيوخ عشائر وبقي آخرون كثر طي النسيان أو التناسي وربما هم فعلا متورطون بعمل ما غير قانوني ضد النظام السياسي القائم لكن القضاء وحده هو من يحسم الامر والواضح إن القضية تم تجميدها ولا نعرف متى ستثار ثانية لكن من الواضح إنها متروكة للاستخدام السياسي بمعنى إنها ستثار عندما تكون هناك مصلحة سياسية من إثارتها.
هناك من أثارت زيارة الوفد الليبي قلقه من جولة جديدة للاعتقالات خاصة وانه يريد تحقيق مكسب كبير باطلاق سراح معتقليه المتورطين بأعمال إرهابية وهؤلاء بالتأكيد لا يمكن مبادلتهم بسجناء عراقيين تهمتهم دخول ليبيا بطريقة غير شرعية أو إرتكبوا جنح وجنايات عادية، لذلك هناك من يتوقع ان الوفد الليبي سيسرب قائمة جديدة من الاسماء أو الخلايا البعثية.
لا إعتراض على إعتقال اي شخص تتوفر معلومات حول تورطه بقضايا ارهابية ولابد من أخذ أي معلومة ترد الى الاجهزة والقيادات الامنية بكثير من الاهتمام لكن القانون يجب أن يكون هو الفيصل وهو أمر يقال كثيرا في العراق لكن العمل به نادر وطرق الالتفاف على القانون كثيرة منها المزاجية في الابطاء أو التعجيل بالاجراءات وهو ما أدى الى تراكم المعتقلين دون حسم أوضاعهم القانونية وهذا الحال يصب في مصلحة التأجيج والفتنة ويمنح الجماعات الارهابية من خلال عناصرها الموجودين في المعتقلات فرصة لتجنيد المزيد سواء بالترغيب أو الترهيب أو غسل الادمغة ولذلك تكتشف الاجهزة الامنية من وقت لآخر تورط معتقلين سابقين في اعمال إرهابية ارتكبوها بعد الافراج عنهم.
التخوف من حملة اعتقالات بسبب زيارة وفد ليبي يؤشر حراجة العلاقة بين ماهو أمني وماهو سياسي في ظل هلامية الاجراءات وغياب الحدود الفاصلة بين الحقلين وهو ما أنتج حكايات أمنية كثيرة تنسى في ظل التدافع السياسي وتغيب خيوطها في حمى المواجهة اليومية بين لاعبي السياسة وهي مواجهة تحرق الكثير من الحكايات وتسمح بتكرارها.
وتبقى المفارقة الاكبر هي إن ليبيا تعيش وضعا استثنائيا وظروفا حرجة ومع ذلك تهتم ببضع معتقلين يدرك المسؤولون الليبيون إنهم فعلا جزء من تنظيمات ارهابية نشطت في العراق وأن لا تفسير لوجود هؤلاء الليبيين في بلاد ما بين النهرين الا النشاط الارهابي ومع ذلك يهتم المسؤولون الليبيون بغض النظر عن دوافعهم بهؤلاء المعتقلين الذين إدين معظمهم قضائيا، في المقابل يفقد أثر مئات العراقيين (قد يكونون مجرمين فعلا) أو يطويهم النسيان وهم في بلادهم ولهم حقوق المواطنة التي لا ترفعهم بالتأكيد فوق القانون بل إن معرفة مصير هؤلاء المعتقلين هو حق أولا لضحايا الارهاب وذويهم في العراق فليس من العدل في شيء أن يميع مصير المتورطين بهدف استخدامهم في الصفقات السياسية.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة مستمرة بعربات آشورية مزيفة
- تفجير التفجير
- جدران العراق والكويت
- دولة بين البنك والسجن
- صعود رؤوس العنف
- سباق الأزمة المستعر
- البطولة والفتنة والازمة
- تظاهرات المدللين
- العراق والخليج القادم
- مقلوبة النظام السياسي
- الحكومة والبرلمان بين حلين
- راتب عثمان العبيدي
- تقييم الاوضاع في عام الحكومة
- إنهيار النزاهة مبنى ومعنى
- الصمت في حضرة السيوف
- الوساطة من دمشق الى ديالى
- هدوء تأريخي في يوم الانسحاب
- الجاهزية السياسية للانسحاب
- ذرائع العنف في العراق
- الامريكان والمعجزة العراقية


المزيد.....




- وصول سجناء فلسطينيين مفرج عنهم إلى الضفة.. ونقل بعضهم للمستش ...
- أول تعليق من نتنياهو بعد إطلاق سراح 3 رهائن جدد من غزة
- سوريا.. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة قرب -دوار السفينة- وس ...
- المرشح الرئاسي في رومانيا يؤكد أن سياسات كييف تؤجج الصراع
- السودان.. مئات القتلى والجرحى إثر قصف لبعض الأحياء وسوق صابر ...
- القائد العام للقوات الأوكرانية يشير إلى ضعف التدريب النفسي ل ...
- موسكو: من المثير للاستياء أن غوتيريش لم يذكر خسائر الاتحاد ا ...
- محكمة بريطانية تسمح بمراجعة قرار الحكومة بيع مكونات لمقاتلات ...
- فيديو: هكذا سلمت حماس الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل ف ...
- دراسة دولية: اتكال ألمانيا على نجاحاتها السابقة أوقعها في مأ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - حكاية أمنية للنسيان