|
مازق الاسلاميين في الحكم
اسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 19:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بات واضحا أن أمريكا لن تسلم الحكم للاسلاميين حتى على طبق من نحاس ،رغم ما تعهدوا به لها ،وخاصة ما يتعلق ب"اسرائيل " ومعاهدة كامب ديفيد .وقد تبين أن نسخة السلفيين في مصر أظهرت هشاشة سياسية تفوق ما أظهرته نسخة الاخوان المسلمين في مصر المحروسة باذن الله . وما هو بين وضوح الشمس في عز النهار، أن امريكا تريد مرمطة الاسلاميين بكل نسخهم ،وعند ذلك تقول للجميع :هاكم انظروا الى الاسلاميين وطريقة حكمهم ،بل وستزيد: ان الاسلام لا يصلح للحكم ،وعندها سندفع جميعنا الثمن ،ونخسر الجولة بالضربة القاضية مع علمنا الأكيد: أن ديننا الحنيف هو الوحيد الذي يصلح لكل زمان ومكان . لا يظنن أحد أنني ضد الاسلاميين ،وما هو أكيد أنني ضد من يستغل الدين لمآربه الشخصية ،وقد كان أحرى بالاسلاميين أن يحاوروا الأمريكيين بطريقة أفضل ،وأن يعتمدوا الندية والمصالح ،لا أن يستنسخوا من أنفسهم أنظمة الحكم البائدة والتي في طريقها الى الابادة ليس لشيء وانما لأنها فرطت بحقوق شعوبها وسلمت مقدرات الأمة الى الأجنبي بغض النظر عن هويته فبالأمس كانت بريطانيا واليوم أمريكا، أما غدا فالله وحده أعلم لمن سنسلم فضاءاتنا بالمجان . أمريكا ليس قدرا محتوما ،ولو كانت لدى العرب والمسلمين قيادات بمعنى الكلمة ،لكنا في وضع مختلف ،ولجاءتنا أمريكا وغيرها تطلب رضانا ،ولكن مع وجود هذا النوع من القيادات ،فان الوضع سيبقى على ما هو عليه ،بل سيتطور الوضع الى ما هو اسوأ ،خاصة وأن الاسلاميين يهرولون الى واشنطن و" الايباك" بسرعة البراق وليس البرق . كان يفترض بأمريكا أن تتقمص دور الأرنب او الغزال وتهرول الى الاسلاميين ،وأن يرد عليها الاسلاميون بتقمص دور السلحفاة بالزحف البطيء ،لكن قاتل الله من لا يحسن التصرف حتى في الأمور المصيرية. فرحنا ،بل وطرنا فرحا وصفقنا ورقص ما بين جوانحنا طربا ،لما اعتقدنا مخطئين أنها ثورات انقاذ ،ولكن بعد أن فات الفوت ،اذ لم يعد ينفع الصوت ،صرخنا بأعلى صوتنا يا ويلنا ، لقد استبدلنا قردا بقرد . كنا نصدق بعد كل انقلاب عسكري يقوم به ضباط صغار رتبوا أوراقهم وأمورهم اما مع بريطانيا،أو مع امريكا لاحقا،وبعد الاستماع الى البلاغ رقم واحد ،والذي كان يستهله الضابط الرئيس بقسم لا نعلم ان كان قائله طاهرا أم جنبا، يتعهد بتحرير فلسطين ،وهاهي فلسطين تضيع من أيدينا والقدس تهود والأقصى بات على شفا انهيار ،وما تزال وعود الانقلابيين،حبرا على الورق ،وقد لفظه حتى الأثير المتحرك. لو كنت محل الاسلاميين لما غامرت بسمعتي وقبلت بالحكم ،حتى لو قدمته لي واشنطن و" الايباك" على طبق من برونز ،فليس هكذا تورد الابل ،وكان على الاسلاميين أن يتعاملوا مع الواقع بعين ثاقبة ،فهم يحفظون القرآن عن ظهر قلب ،ويعلمون أو المفترض أن يعلموا ما ورد في كتاب الله. يفترض على من يقبل بتولي الحكم في بلادنا أن يتمنطق بالحق ،فصاحب الحق كما يقول المثل عينه قويه ،وعليه أن يقرا التاريخ جيدا ويتبع خطى صلاح الدين الأيوبي ،لا أن يتحفنا بالحديث عن المعاهدات والمواثيق وصلح الحديبية وصلح الرملة . نحن بحاجة الى من يثأر لنا ،وسنكون معه وبه ماضون لتأمين مستقبل وحرية أبنائنا والثأر لديننا الذين يحاولون اسقاطه في الامتحان أو هكذا يهيا لهم .فالخطاب الذي نزل على محمد الأمين من فوق سبع سماوات قبل اكثر من 1400 عاما لن ينال منه ،حتى لو عاد الاسلام غريبا كما ابتدأ. حركة النهضة وصاحبها الغنوشي في تونس هي التي سقطت في الامتحان بعد لجوئه الى معهد " الايباك" واتهام تونس بأنها ليس بينها وبين" اسرائيل" عداء .كما أن السلفيين والاخوان المسلمين في المحروسة مصر هم الذين سقطوا عندما بادروا بالتعهد سلفا أنهم لن يعارضوا كمامب ديفيد ان هم وصلوا الى الحكم، كما فعل الاخوان ،بينما أكد السلفيون أنهم لن يشعروا بالحرج ان هم جلسوا مع الاسرائيليين.كما ان شيوخ الناتو في ليبيا هم الذين سقطوا في الامتحان لنهم لم ينتزعوا حريتهم بأيديهم بل جاؤوا بالناتو . الحبل على الجرار ،فكل الحركات الاسلامية على هذا المنوال ،ألا انهم في الفتنة سقطوا وسوف لن يغفر الله لهم ،فقد أضاعوا علينا الفرحة واختطفوا مسار الدفة فأغرقونا بعد أن غرقوا في الوحل الأمريكي-الاسرائيلي .
#اسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|