أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - ميسون البياتي - الشيوعيه والحرب في فيتنام















المزيد.....

الشيوعيه والحرب في فيتنام


ميسون البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 09:50
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


إقليم ( الهند الصينيه ) تحده الهند من غربه , والصين من شماله . وأستراليا من شرقه , والمحيط الهندي من جنوبه . تقسم هذا الإقليم بين القوى العظمى كالتالي :
الهند الصينيه البريطانيه : وتضم بورما _ مالايو _ بورنيو الشماليه البريطانيه .
الهند الصينيه الفرنسيه : وتضم كمبوديا _ فيتنام _ لاؤس .
الهند الصينيه الهولنديه : وتضم جميع جزر أندونيسيا ( جاوه وسومطره وبورنيو وملقا والجزء الغربي من جزيرة غويانا الجديده والجزء الغربي من جزيرة تيمور ) .
الهند الصينيه البرتغاليه : وتقع فقط في الجزء الشرقي من جزيرة تيمور .
الهند الصينيه الإسبانيه : وتضم جميع جزر الفلبين .
إسبانيا كدوله إستعماريه عظمى أفل نجمها عند بداية القرن الماضي كانت تحتل المكسيك والفلبين , وكانت تربط بينهما بواسطة قافله بحريه كبرى تدعى ( گاليون مانيلا ) ظلت تعبر المحيط الهادي من أمريكا الشماليه الى آسيا وبالعكس لمدة ثلاثة قرون دون توقف درَّت على إسبانيا ما درَّت من الأموال وهي تصدر وتستورد ما بين قارتي أمريكا الشماليه والجنوبيه _ وجنوب شرق آسيا الذي يعج بمئات الملايين من البشر الذين لا تحد قدرتهم على الإستهلاك .
بعد ثورة الإستقلال الأمريكيه عام 1783 مباشرة بدأ الأمريكان يخططون للإستيلاء على ( گاليون مانيلا ) والخطوة الأولى كانت طرد الإسبان من المكسيك وقد تمكنوا من ذلك بتاريخ 16 سبتمبر 1810 .
الخطوه التاليه كانت طرد الإسبان من الفلبين , وقد تمكنوا من ذلك بعد أن أدخلوا الإسبان الى الحرب الأمريكية الإسبانية التي وقعت في كوبا وكان من نتيجتها هزيمة الإسبان وتوقيعهم معاهدة باريس 1898 وهي معاهدة مذله بمعنى الكلمه .. أجبرت إسبانيا خلالها على بيع الفلبين الى الأمريكان بسعر ( 20 مليون دولار ) .
بوصول الأمريكان الى الفلبين قرروا طرد جميع القوى الإستعمارية الأخرى الموجودة في الهند الصينيه عن طريق مد أهالي المنطقه بالدعم وتثويرهم ضد مستعمريهم , ولم تكن تلك الثورة خاصة ببلد دون سواه وإنما عمّت عموم الإقليم .
كان البرتغاليون أول الواصلين الى الهند الصينيه عام 1511 , أما الإسبان فقد وصلواالى الفلبين عام 1565 . الهولنديون وصلوا الى ملقا عام 1641 , وعندما ضعف الهولنديون تمكنت بريطانيا من وضع يدها على ( پانانج ) عام 1791 ثم سنغافوره وبورما عام 1819 , بعدها مدوا نفوزهم الى بورنيو .
آخر قوه دوليه وصلت الى المنطقه كانت الولايات المتحده الأمريكيه بإجبارها إسبانيا على بيع جميع جزر الفلبين مقابل عشرين مليون دولار كجزر نائيه غير مأهوله عام 1898 .
لكي يطرد الأمريكان جميع هذه القوى عن الهند الصينيه ليحلوا محلها في السيطرة على المنطقه قاموا بتأسيس ( المكتب الأمريكي للخدمات الستراتيجيه ) ليقود شعوب المنطقه وعبر وسائل مختلفه لطرد مستعمريها ثم حلول النفوذ الأمريكي محلهم , ومن تجارب هذا المكتب في المنطقه تعلم الأمريكان فرضيات ( نظرية الدومينو ) في السياسة والحرب .
بعد نجاح الثورة البلشفيه في روسيا , تقرر تطبيقها في قارة آسيا , غير أن الأسلوب البلشفي الذي يعتمد على طبقة الشغيله ( الصناعيه ) , لم يكن صالحاً للتطبيق في دول آسيا التي تعتمد في إقتصادها على الزراعه , ولهذا اعتمدت النظريه الماويه التي تعتمد على طبقة شغيله ( زراعيه ) .
لكي يحكم الأمريكان سيطرتهم على المنطقه قرروا الإستيلاء على تايلاند . مملكة تايلاند من الممالك القويه التي لم يتمكن المستعمرون الأوربيون السيطرة عليها , لكنها بدأت تضعف في عهد أسرة ( تشاكري ) التي دعيت مملكتها ب ( مملكة سيام ) والتي قامت في العام 1782 , بعد تسع سنوات تمكن البريطانيون من السيطرة على ( پانانج ) في 1791 .
ملوك سيام تطلق عليهم تسمية ( رامات ) والملك يدعى ( راما ) بوصول الراما الخامس الى عرش تايلاند وقّع مع بريطانيا معاهده 1909 منحها فيها حق السيطرة على ولايتي ( كلانتان و برليس ) .
بمجيء الراما السادس الى العرش عام 1910 وكان متخرجاً من كلية ساند هيرست العسكريه وجامعة اوكسفورد , أدخل تايلاند الى الحرب العالمية الأولى الى جانب بريطانيا وفرنسا وأقر بإرسال التايلانديين للقتال في دول أوربا .
ورث الراما السابع مملكه أرهقتها تكاليف الحرب الباهضه من ناحيه , كما أن الولايات المتحده الأمريكيه قررت وضع يدها على تايلاند , وبهذين العاملين وقع إنقلاب 1932 على يد مجموعه من التايلنديين الذي أجبروا الراما على تحويل المملكه من ( ملكيه مطلقه ) الى ( ملكيه دستوريه ) .
عام 1935 تم إجبار الراما السابع على التنازل عن العرش فغادر الى بريطانيا وعاش فيها ما تبقى من حياته وتنازل عن العرش الى إبن أخيه وكان ولداً صغيراً عمره حوالي تسع سنوات لكي يحمل لقب الراما الثامن .
لكون الراما الثامن طفلاً فقد استولى على الحكم ( مجلس أوصياء ) ورغم هذا فإن العسكر قاموا بإنقلاب عام 1938 من أجل فرض المزيد من الشروط الأمريكية على المملكه .
عام 1941 غزت اليابان تايلاند ثم وقعت معها معاهدة سيطره هيمنت بموجبها اليابان على مقدرات تايلاند . وبقيام اليابان بمهاجمة القاعدة الأمريكيه في بيرل هاربور دخلت الولايات المتحده في حرب مع اليابان , ولهذا فإن تايلاند الواقعه تحت السيطرة اليابانيه أعلنت الحرب على الولايات المتحدة الأمريكيه في 1942 .
في حزيران 1946 تم قتل الراما الثامن وهو في عمر الواحد والعشرين عام في حادث مريب حيث قيل أنه اطلق النار على نفسه , لكن اللجنه التحقيقيه الخاصه بالحادث ذكرت أن من المستحيل أن يكون الراما قد إنتحر وان الحادث كان مدبراً وليس عرضياً .
في نفس اليوم من حزيران 1946 تسلم الراما التاسع الحكم وكان عمره 19 سنه , ولأنه أدرك اللعبة فقد قام بعقد أحلاف متينة مع الولايات المتحدة الأمريكيه التي أسست قواعدها العسكرية والجوية على ارض تايلاند وإستخدمتها لأخراج جميع غرمائها من إقليم الهند الصينيه . ومازال الراما التاسه يحكم منذ عام 1946 وحتى اليوم .
أصبحت الولايات المتحده الأمريكيه الآن تتحكم بالمنطقه من خلال قواعدها في تايلاند والفلبين , وهكذا أقر المكتب الأمريكي للخدمات الستراتيجيه إدخال الشيوعية الى فيتنام كخطوة أولى لبدء طرد القوى الإستعماريه التي تسيطر على المنطقه المحصوره ما بين الفلبين وتايلاند .
بعد قصف هيروشيما وناكازاكي بالقنابل النوويه وإستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانيه قام ضباط من المكتب الأمريكي للخدمات الستراتيجيه وبتاريخ الثاني من ايلول 1945 بإعلان فيتنام وعاصمتها هانوي دولة مستقله تحت عنوان ( جمهورية فيتنام الديموقراطيه ) أوكلت قيادتها الى هوشي منه أي بعد 17 يوم فقط من إستسلام اليابان أمام الولايات المتحدة الأمريكيه في الحرب العالمية الثانيه بتاريخ 15 آب 1945 .
ورغم أن الأمريكان أنفسهم كانوا قد سمحوا لهوشي منه أن يتزعم جمهورية فيتنام الديمقراطيه , إلا أنهم ومن أجل مواصلة حربهم على بقية القوى التي تملك النفوذ في الهند الصينيه , تذكروا الآن فقط بأنه شيوعي وأنهم يخافون من خطر انتشار الشيوعية في المنطقه ولهذا فمثلما كانوا يمدونه بالدعم عن طريق ( جمهورية الصين ) و ( جمهورية الصين الشعبيه ) أمدوا فرنسا من الجانب الآخر بالدعم المالي والعسكري ( المساعدات الأمريكيه للفرنسيين كانت تبلغ 80% من الإحتياجات الفرنسيه ) وسمحوا لها بأن تعود في نوفمبر 1946 الى مهاجمة هانوي ووضع حامية عسكرية فيها , مما اضطر قوات هوشي منه الى التراجع الى الغابات والكهوف , واستمر الحال على هذا الوضع مدة 3 سنوات , حيث بدأت قوات هوشي منه في عام 1950 حرب عصابات ضد الفرنسيين .
نوفمبر 1953 نقلت فرنسا قوات محمولة جواً الى مدينة ( ديان بيان فو ) الواقعه وسط الغابات , وحولوها الى مدينة محصنه تنقل كل إمداداتها وإحتياجاتها جواً وهم يراهنون على أن ( العدو ) لن يتمكن من مهاجمتهم بأسحلة ثقيله يعجز عن نقلها عبر الغابات . غير أن الأمريكان قاموا بتسليح المقاتلين الفيتناميين بالأسلحه الخفيفه المضاده للطائرات , وهكذا أجبر الفرنسيون على مغادرة ديان بيان فو . وعلى إثر ذلك عقدت مباحثات في جنيف بتاريخ 21 تموز 1954 وافق فيها الفرنسيون على الإنسحاب من ( فيتنام ) و ( لاؤس ) و ( كمبوديا ) , غير ان الفرنسيين كانت لهم علاقاتهم ومصالحهم في المنطقه والتي دامت حتى بعد الإنسحاب , ولهذا كان على الأمريكان نشر الشيوعية في المنطقه لتدمير هذه المصالح والعلاقات .
بخروج فرنسا من فيتنام ولاؤس وكمبوديا قررت الولايات المتحده الأمريكيه تقسيم فيتنام الى قسمين يفصل بينهما خط العرض 17 , ويبقى هوشي منه يحكم في الجزء الشمالي الذي يدعى ( جمهورية فيتنام الديمقراطيه ) , أما الجزء الجنوبي فيتم فيه تأسيس دوله جديده دعيت ( جمهورية فيتنام الجنوبيه ) , الغرض من هذه اللعبه الجديده هو نشر القوات الفيتناميه ( الفيتنمه ) في دول الجوار لتأسيس خلايا شيوعيه في تلك الدول تساعد الأمريكان على إزاحة أي نفوذ أجنبي ليحل النفوذ الأمريكي محله .
مقاتلي ( فيتمنه ) الذين يقودهم هو شي منه منتشرون في كل فيتنام .. بقسمة فيتنام الى قسمين .. بقي جزء كبير من هذه القوات في فيتنام الجنوبيه التي عاصمتها سايغون وتحت حكم الرئيس ( نگو دنه دييم ) الذي أضطهد قوات ( الفيتمنه ) الموجودة على أرضه فجعلها تعيد تشكيل نفسها كجيش سري يدعى ( الفيت كونغ ) الذي سمح الأمريكان لهوشي منه بتسليحه عبر خطوط تسليح تعبر من فيتنام الشماليه الى الجنوبيه عن طريق المرور بلاؤس وكمبوديا تحاشيا ً للعبور عبر الخط العازل بين الفيتناميتين والذي تحرسه قوات دوليه .
في لاؤس التي منحتها فرنسا الحكم الذاتي عام 1949 ثم الإستقلال عام 1953 قام ابن عم الأمير الحاكم وبمساعدة الفيتمنه بتأسيس الحزب الشيوعي اللاؤسي , وبدأ بقتال ابن عمه الحاكم بين عامي 1956 _ 1962 وكان يتلقى الدعم من الأمير نوردوم سيهانوك الذي سمح له الأمريكان بالبقاء على عرش كمبوديا بعد طرد الفرنسيين عن بلده .
تعرض الرئيس الفيتنامي الجنوبي ( نگو دنه دييم ) الى محاولتي إنقلاب فاشلتين قرر على إثرهما الرئيس الأمريكي كينيدي إرسال الجنرال ( ماكسويل تايلور ) بحجة مساعدته في حل مشاكل بلده , فقام الجنرال بإقتراح إرسال قوات عسكريه أمريكيه وعدد من المستشارين العسكريين استعداداً لأن تقوم الولايات المتحدة الأمريكيه بعمل عسكري موسع في المنطقه .
الشراره التي أشعلت العمل العسكري الموسع كانت عن طريق الدين , فعموم الفيتناميين يتبعون تعاليم الديانتين البوذيه واللاوتسيه ... غير أن الديانه الرسميه لفيتنام الجنوبيه هي المسيحيه , تم دفع عدد من النساك البوذيين الى الإحتجاج ضد الحكومه , وحين تعرضت لهم الشرطه قام عدد كبير منهم بإحراق انفسهم حتى الموت أما عدسات المصورين . وجدها الرئيس الأمريكي كينيدي سبباً معقولاً ليعطي بعض التشجيع للتخلص من الرئيس الفيتنامي الجنوبي ( نگو دنه دييم ) الذي يحبه البريطانيون والفرنسيون فوقع ضده إنقلاب عسكري في الأول من نوفمبر 1963 وعمت الفوضى في البلد مدة عام ونصف قتل فيها ما يقارب 11 ألف إنسان .. أما بإستهداف شخصي أو بالقتل العشوائي , الى أن سيطر المارشال ( نگويان كاو كي ) والجنرال ( نگويان ڤان ثيو ) على الوضع أخيراً .
رغم إنقضاء 49 عام على حادث مقتل الرئيس الأمريكي جون كينيدي الذي وقع بعد 20 يوم فقط من مقتل الرئيس الفيتنامي الجنوبي ( نگو دنه دييم ) إلا أن القصه المفركه من قبل لجنة التحقيقات الأمريكيه حول مقتل كينيدي لم تزل ( غير مبلوعه ) ونتأمل عند العام المقبل ولمناسبة إنقضاء نصف قرن على الحادثه أن تفرج السلطات الأمريكيه عن جزء ولو بسيط من الحقيقه , أي جزء والسلام ... ولا يتسبب بإحراج لسياستها المشبوهة حول العالم .
هوشي منه يحكم فيتنام منذ العام 1945 دون أن يفكر مره بمهاجمة القوات الأمريكيه , ولكنه بعد 19 سنه ومن أجل مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية على نشر الحرب في الفيتناميتين هاجمت قواته المدمره الأمريكيه ( مادوكس ) في خليج ( تونكين ) ب 3 طوربيدات بتاريخ 2 آب 1964 , وفي الأيام التاليه قامت تلك الطوربيدات بضرب مدمرة ثانيه .. عندها أمر الرئيس ليندون جونسون ( وبإعتباره ليس صاحب الفكره ) بضرب صهاريج النفط الفيتناميه الشماليه والطوربيدات .
بعد خمسة أيام أي في 7 آب 1964 أصدر الكونغرس الأمريكي ( مذكرة خليج تونكين ) منح بموجبها الحق للرئيس الأمريكي شن الحرب دون الرجوع للكونغرس لمزيد من المباحثات . عندها قامت القوه الجويه الأمريكيه المتواجده في فيتنام الجنوبيه ب 64 طلعة جويه على أراضي فيتنام الشماليه , فقامت على الفور قوات من ( الفيت كونغ ) الجيش السري في فيتنام الجنوبيه بمهاجمة القاعده الجويه الأمريكيه في ( بيان هوا ) عندها أرسل الرئيس المريكي مبعوثه الخاص ( مكجورج بوندي ) لمواجهة الموقف .
اللعبه الأمريكيه الآن هي ضرب قوات الفيت كونغ ضرباً موجعاً من أجل دفعهم الى تأسيس معسكرات لهم خارج أراضي فيتنام الجنوبيه , إضافة الى نزوح الكثير من الفيتناميين الشيوعيين الى دول الجوار مما يساعد على نشر الشيوعيه .. ولهذا هاجم الفيت كونغ ثكنات الجيش الأمريكي في ( پليكو ) وقتلوا 100 جندي أمريكي في 7 شباط 1965 . ورغم أن الفيت كونغ فيتناميون جنوبيون إلا أن الرئيس الأمريكي جونسون أمر القوة الجويه الأمريكيه بطلعات جويه على فيتنام الشماليه لإحراق مزارعها وإستمرت هذه الطلعات من 7 شباط 1965 وحتى 31 اكتوبر 1968 , بدعوى قطع إمداد هوشي منه لقوات الفيت كونغ الجنوبيه , رغم علمنا بأن الفيت كونغ يتسلمون ذلك الدعم عبر أراضي لاؤس بسبب وجود القوات العازله بين الفيتناميتين . كما تمت زيادة عدد الجنود الأمريكان في فيتنام الى 184300 جندي .
لعب الإعلام الأمريكي دوراً حاسماً في صناعة الدور الذي تقوم به فيتنام الشماليه , والدور الذي يقوم به هوشي منه , وسمح لعدد كبير من الأمريكيين بالفرار من الخدمة العسكريه مقابل عقوبات بسيطه , ونشرت قصص عن الأهوال التي يواجهها الجيش الأمريكي في فيتنام , ونشرت صور عن الفضائع التي تمارسها آلة القتل الأمريكيه على المواطنين العزل الفيتناميين , وكل ذلك حشد رأياً عاماً عالمياً قوياً ضد الولايات المتحدة الأمريكيه وجعل من هوشي منه بطلاً في رأي الذين يبنون ثقافتهم في السياسه بناء على ما تقوله نشرات الأخبار , الشيء الوحيد الذي كانت تبغيه الولايات المتحده المريكيه من كل هذا هو توحيد الفيتناميتين من جديد .. ولكن تحت قيادة الشماليه .
الولايات المتحده الأمريكيه ماضية في قتالها في فيتنام وقد وصل عدد قواتها الى 542 ألف مقاتل , فكيف ستغير رأيها في هذه الحرب وتنسحب بكرامه ؟ الحل بسيط وهو أن يقوم الجيش الفيتنامي الشمالي مع قوات الفيت كونغ الجنوبيه بتشكيل قوه قوامها 70 ألف مقاتل ومهاجمة القوات الأمريكيه في هجوم ( عيد التيت ) الذي يصادف اليوم الأول من السنة الشمسية الشرقيه . هذا التصعيد في حدة الحرب جلب انتقاداً واسعاً للسياسة الأمريكيه من عموم العالم ولهذا قرر الرئيس جونسون عدم ترشيح نفسه الى إنتخابات مقبله ووقف شامل للقصف الأمريكي على فيتنام يوم 31 أكتوبر 1968 وبدء محادثات سلام في باريس في اليوم الذي يعقب الإنتخابات الأمريكيه .
في نوفمبر 1969 وصل نيكسون الى البيت الأبيض الأمريكي عن طريق وعوده الإنتخابيه للأمريكيين بتحقيق ( السلام بالكرامه ) وإنسحاب ( محترم ) من فيتنام . لكنه لم يكن صادقاً في ذلك فحالما تسلم السلطه وبحجة مهاجمة خطوط الإمدادات التي ترسلها فيتنام الشماليه الى الفيت كونغ عبر لاؤس وكمبوديا .. قام نيكسون بتوسيع نطاق الحرب .
في آذار 1970 دفع رئيس الوزراء الكمبودي ( لون نول ) الى خلع الأمير نوردوم سيهانوك وأنشأ تحالفاً مع حكومة سايغون بحجة ضرب الفيت كونغ , عندها تحالف الأمير سيهانوك مع الحزب الشيوعي الكمبودي ( الخمير الحمر ) فعم القتال جميع أرجاء كمبوديا بتشجيع من نيكسون نفسه .
بمساعدة القوات الأمريكيه قام جيش فيتنام الجنوبيه بالتوغل داخل كمبوديا لتدمير مقرات ومخازن السلاح التابعه الى الفيت كونغ , فعم تذمر شعبي عام داخل الولايات المتحده قتل خلاله 4 طلاب جامعه في ولاية اوهايو على يد احد الحرس الحكوميين مما أطلق التذمر الى أقصاه .
عند هذه النقطه قرر الكونغرس تعديل ( مذكرة خليج تونكين ) التي تم توقيعها عام 1964 بحيث لا يسمح فيها بدخول القوات الأمريكيه الى كمبوديا بل يستعاض عنهم بالفيتناميين الجنوبيين لتحويل كمبوديا الى ساحة حرب .
منذ أعلان جونسون 1968 وقف القصف على فيتنام الشماليه لم تسقط عليها ولا قنبله واحده لكن نيكسون ومن أجل تحشيد الرأي العام العالمي مع فيتنام الشماليه من جديد أوعز بإعادة قصفها في 23 أكتوبر 1972 واستمر 37 يوم منتهياً بهدنة بين الطرفين .
بعد فضيحة ووتر غيت وصل جيرالد فورد الى البيت الأبيض , وتقرر انه قد آن الوان لتوحيد الفيتناميتين , شنت فيتنام الشماليه هجوماً على فيتنام الجنوبيه في آذار 1975 فلم تكترث الولايات المتحدة الأمريكيه للهجوم أو تقدم أي دعم .
استقال الرئيس الفيتنامي الجنوبي من الحكم يوم 21 نيسان 1975 , سقطت سايغون يوم 30 نيسان 1975 .
في نفس هذا الوقت من نيسان 1975 كان الأمريكان قد ساعدوا الحزب الشويوعي الكمبودي ( الخمير الحمر ) في السيطره على فنوم بنه عاصمة كمبوديا , وفي حزيران 1975 ساعدوا الحزب الشيوعي اللاؤسي بقيادة الأمير سوفاونوڤونگ على الإطاحة بحكم ابن عمه الأمير وتأسيس ( جمهورية لاؤس الديمقراطيه ) .
الحرب التي طالت لمدة 30 سنه مبتدئه من عام 1945 حين سلّم الأمريكان حكم فيتنام الى هوشي منه بعد اسبوعين من توقيع اليابان على معاهدة إستسلامها في الحرب .. إنتهت بنجاح الأمريكان في زراعة الشيوعيه في دول هذا الإقليم , بثمن 3 مليون قتيل فيتنامي وملايين لا تحصى من المفقودين والمعاقين والمشردين و 47 ألف قتيل أمريكي .. وإنتهت الحرب بنجاح الأمريكان إمتاع سكان المنطقه بجمهوريات ديمقراطيه تتنعم برفاهية الديون التي يستحيل تسديدها الى البنك الدولي .



#ميسون_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرفيق هوشي منه
- بعد السويس : ثرثره في العهد الأمريكي
- حرامية بغداد
- التصنيع الأمريكي لأسامه بن لادن وتنظيم القاعده
- مواعظ كلب أمريكي
- الشيعه الكيسانيه وتأسيس الدولة العباسيه
- الكويت - وطريق الحرير الأمريكي
- الماركسيه والحرب الكوريه
- دماء على ستار الكعبه
- حركة عدم الانحياز ودورها في العالم
- البلقان والإنشقاق الماركسي
- الأمريكان في الصين
- الحرب العالمية الأولى والبلشفيه
- الأمريكان والماركسيه
- وما أدراك ما عام 1848 ميلادي !!؟
- أنا , وقناة الجزيره , والقذافي
- كاسك ياوطن
- نزول حواء العراقية الى العالم السِفلي
- شفط حقل خورمالا
- الفتنة التي قتلت عثمان بن عفان


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - ميسون البياتي - الشيوعيه والحرب في فيتنام